بقلم: جورج فاضل متى
أي انتصار عسكري عربي على إسرائيل، حتى لو كان انتصاراً مطلقاً لا تشوبه شائبة، بما في ذلك الدخول إلى القدس نفسها، ستكون نتيجته السياسية الختامية هزيمة سياسية كاسحة للعرب.
وأي هزيمة عسكرية لإسرائيل، حتى وإن كانت نسبية، ستنتهي بانتصار سياسي كاسح لها.
بتعبير آخر: هي كما المنشار، سواء هزمت أو انتصرت عسكرياً، فإن النتيجة السياسية الختامية ستكون لصالحها.
هذه قاعدة ثابتة منذ العام 1948، لم تتغير أو تتبدل في جميع الحروب العربية – الإسرائيلية ، الكبرى والصغرى(1948، 1956، 1967، 1973، 1978، 1982، 1996، 2000، 2006 ، ….2024).
حتى لو دخل العرب – على سبيل الافتراض – إلى القدس المحتلة غداً صباحاً، واجتاحوا تل أبيب عن بكرة أبيها، وشوهد المستوطنون هاربين في البحر سباحة بالكلاسين، فإن وثيقة الاستسلام الإسرائيلية المفترضة ستتضمن كل ما يحمي بقاء دولة إسرائيل ويعيدها من الموت إلى الحياة ويفرغ الانتصار المفترض من أي مضمون أو معنى، ويعيد المستوطنين الهاربين من البحر إلى مستعمراتهم غانمين سالمين … بالكلاسين التي هربوا بها!
هذه سنة من سنن الكون، مثل شروق الشمس ومغيبها، ليس لها أي تبديل حتى نهاية العالم، فما حدا يعذب حاله ويعيش على الوهم.