الواجهةثقافة وفنون ومؤلفات

“حاجتي في گريني” في حلة جديدة لمجموعة جيل العيطة

بقلم نورس البريجة : خالد الخضري

    شهدت الدورة 9 لمهرجان “الأيام السينمائية لدكالة بالجديدة” في السنة الماضية والذي تنظمه “جمعية البريجة للثقافة والفنون” عددا من الإضافات الجديدة، لعل من أبرزها مشاركة مجموعة “جيل العيطة للثقافة والتراث الأصيل” بنفس المدينة. ولا غرو في ذلك ما دام شعار المهرجان هو: “السينما والموسيقى” سواء كانت موسيقى تصويرية للأفلام.. أو كوميديات موسيقية .. أو موسيقى مسجلة ومصاحبة لفقرات المهرجان.. أو موسيقى حية معزوفة مباشرة داخله، كما هو شأن تلك التي ساهمت بها المجموعة الشعبية المذكورة ليلة افتتاح المهرجان، من خلال تقديمها لواحدة من أجمل العيوط الحصباوية وأشدها تعقيدا، ألا وهي : “حاجتي في گريني” .

    إلا أن القطعة المؤداة هذه، تميزت من حيث الأسلوب بطابع تركيبي مزدوج بجمعها بين الأصالة والحداثة، حيث تمثل العنصر الأول في حفاظها على أهم عناصر عيطة “حاجتي في گريني”: كلمات.. لحنا.. وإيقاعا. في حين تجسد العنصر الثاني المعاصر بتوزيعها توزيعا موسيقيا حديثا، سعينا من أجله إلى منح جميع الآت المعزوف بها وعليها حقها في التفرد والتميز، وهكذا كنا نمنح للآلات الوترية – العود والگنبري – فترة زمنية تتفرد فيها بالعزف مع توقف آلات الكمان واستمرار الإيقاع.. لنعود لآلات الكمان مفردة.. فالإيقاع مستقلا.. ثم نوقف العزف والنقر على جميع الات الوترية كما آلات الإيقاع ليستمر الإنشاد وحده مرفقا فقط بالتصفيق لضبط الإيقاع.. الشيء الذي خلق في المجموع فرجة ممتعة ومنح للأذن متعة سمعية رائقة دون أن يفقد هذا القطعة رونقها الأصيل .

    كما اشتغلنا على تشذيب القطعة من بعض الكلمات الدخيلة وتعويضها بأخرى مناسبة تتماشى والطرح الفكري كما التاريخي للقطعة، بحكم أن عيطة “حاجتي في گريني” وكبقية العيوط الحصباوية ولدت في نهاية القرن 19 بإقليم آسفي، أي قبل دخول المستعمر الفرنسي الشيء الذي أوجب علينا تغيير كلمة “لامور” يعني الحب بمصطلح “الأمور” L’Amour .

    وكذلك كلمة “كاب الكويس” الواردة في شطر: “يا هاهو يا سيدي ادريس.. وها هو يا (كاب) الكويس” في حين أن الأصل هو “(ذْهَبْ) الكويس” بحكم أنه عُرف عن القائد عيسى ين عمر منعه دخول الخمر لقصبته.. وإدريس هذا أحد أبنائه المقربين إليه بعد سيدي احمد.. حيث كان يوصف جمال الفم بحافة الفنجان المذهب.. و عيطة “حاجتي في گريني” نفسها تشير جميع الدلالت الفنية، التاريخية والمعلوماتية أنها من نظم وأداء الشيخة حادة الزيدية الملقبة ب”خربوشة” والتي أنشدتها خصيصا في مدح أحمد ابن القائد عيسى بن عمر،:”يا ها هو يا سيدي احمد.. ها هو يا حرش العيون”.. حيث تحمل نفس القطعة عنوانا ثانيا هو: “سيدي احمد” وهو نفس العنوان الذ تحمله أيضا عيطة: “عزيبو في المِّيلحة” الذي كان في ملكية الابن المذكور .

    إذن الصحيح الذي اشتغلنا عليه في عيطة “حاجتي في گريني” وأدته المجموعة ولا تزال إلى الآن هو: “يا ها هو يا سيدي ادريس.. ها هو يا (ذْهَبْ) الكويس” إلخ …

    شكرا لمجموعة جيل العيطة بسائر أفرادها وطاقمها الإدراي والتقني على أريحتهم وتفتحهم على روح الحوار والتعاون. أترككم تتمتعون بجزء من عيطة “حاجتي في گريني” في ظرف عشر دقائق بحكم أنها عيطة طويلة ويتطلب إنشادها كاملة أحيانا 20 دقيقة فما فوق وذلك من خلال الرابط التالي :

https://youtu.be/epI1QF1-Ys8

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى