الصحراء المغربيةالواجهة

سؤالي المصيدة من منطوق قرائتين …

بقلم أبو أيوب

    زوار ليل و موقع الجديدة نيوز ، مقالنا لهذا اليوم يتطرق لما يؤرقنا و يفرحنا نحن المغاربة العرب و الأمازيغ … هي مشاكل حاضرنا و مستقبلنا … بين الأولويات و التفرعات … أولويتنا تعليم جيد و صحة أجود و شغل يكفل كرامة انسان و سكن يقيه عوائد الدهر … و من بعد تتناسل الأولويات … أليس كذلك ؟ و لكن ليطمئن قلبي و قلوب زوار ليل و …! 

    من ضمن الأولويات قضية وحدتنا الترابية التي اعترف ترامب بسيادتنا عليها علنا و أمام الأشهاد … و هذا أمر لا يجادل بشأنه إثنان أو لا يتناطح حوله عنزان، و قد قيل كذلك بأن التغريدة أو البيان أو المرسوم الترامبي قدمته الممثلة الأمريكية الدائمة بمجلس الأمن الدولي … تخطر أعضاء مجلس الأمن الدولي بمحتواه …، كما قيل بأنه مرسوم سيادي لدولة عظمى هي من تتكلف بصياغة القرارات ذات الصلة بنزاع الصحراء … و هي نفسها العضو ضمن مجموعة أصدقاء الصحراء إلى جانب كل من إسبانيا و فرنسا و إنجلترا و روسيا …، أليس كذلك ؟ و لكن ليطمئن قلبي على صدقية التحليل … تحليل موضوعي منطقي عقلاني بعيدا عن لغة العاطفة و حب الإنتماء … يؤدي بنا في نهاية المطاف إلى المصيدة و سؤاليها ، كيف ذلك ؟

    وطننا الحبيب دأب كما دأبنا نحن على ترديده أن لا مجال للمقارنة بين قضيتنا الوطنية الصحراء و قضية المسلمين فلسطين ( الأولى قضية شعب و الثانية قضية أمة ) ، و أقول قضية المسلمين و ليس كما صوروه لنا و أثخمونا فيما سبق بالصراع العربي الإسرائيلي و اليوم هم يقولون بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعدما تنصلوا من قضية أولى القبلتين و … الحرمين … أليس كذلك ….؟ و لكن ليطمئن قلبي و قلب الزوار …

    و بحسب قناعتنا نحن كمغاربة أجمعين ، قضية الصحراء هي قضية وجود و ليست قضية حدود ….، و هذا بشهادة أعلى سلطة من خلال تدخلها “سلطة” في القمة الخليجية ، كما هي قضية التزام المسلمين بمسرى النبي و معراجه قضية فلسطين و ما بذلناه من أجلها ، من خلال ترأس سيدنا و مولانا و تشرفه برئاسة لجنة القدس و على رؤوس الأشهاد ، حقيقة لم يجادل فيها أحد ، أليس كذلك ..؟ ، و هنا بالضبط تكمن أوجه الشبه بما انكرناه أو تغافلناه من ربط و ترابط بين قضيتين و رؤيتين …!

    رؤيتنا هذه تقابلها رؤية الأطراف الأخرى من اتحاد إفريقي و أمم متحدة و ما يتسلل عبرها من أطراف دولية و شخصيات سياسية و مفكرين و محللين و مراقبين ….، كلهم أجمعوا على مناوءة و مجابهة و محاججة ما خلناه صراع وجود و خالوه هم صراع حدود … الأمم المتحدة و على لسان أمينها العام تحسب الصراع حول الصحراء ضمن منطوق قضية تصفية استعمار و هذا شأنها .. أليس كذلك ؟ الإتحاد الإفريقي يحسب ما يقع حاليا بخصوص الإشكالية نزاع بين دولتين عضوين بالمنظمة القارية … أليس كذلك ؟ و مهما اختلفنا نحن المغاربة أو توافقنا بعضا منا أو أجمعين مع رؤية الإتحاد أسرتنا المؤسساتية …! يبقى النزاع و يستمر الصراع ..

    قلت بصراع وجود و ليس صراع على الحدود ، صراع يستمد قوته من منطلق ديني عقائدي ( أرض الميعاد/ مسرى النبي ) و ليس من نظرة سياسية إديولوجية ( قومجية أو سميها ما شئت ….) ، هنا تكمن خطورة المتدخلة على الخط ، و أعني بها الدكتورة حنان عشراوي و المستشارة القانونية للرئيس المنتهية ولايته منذ أمد بعيد السيد محمود عباس و العضوة في منظمة التحرير الفلسطينية … أليس كذلك ؟ و لكن ليطمئن قلبي ضمن التحليل و العقلانية و المنطق … و هي بالمناسبة مسيحية العقيدة و هذا ما يضفي بالمناسبة البعد الديني على صبغة القضيتين وفق منظور الرؤيتين …

    في تصريح لها بغض النظر عن كونه رسميا من عدمه ، أعلنت الدكتورة حنان أن قضية الصحراء هي قضية استعمار و احتلال ، و أن ما قام به ترامب من خلال اعترافه بسيادة المغرب على الصحراء قد يشكل مسوغا لضم ما تبقى من أراضي فلسطين لإسرائيل ، بالتالي بمفهومي ” أنا كاتب المقال ” هي عملية إقبار لقضية فلسطين قضية المسلمين و المسيحيين على حد سواء … و هضم لما بقي من حقوق مشروعة لأمة أقرأ التي لا تريد أن تقرأ … من هنا تكتسب القضيتين بعدهما الوجودي و ليس الحدودي رغم ما للحدود من رموز السيادة .

    حدود بعد عملية التطبيع قد تبقى مغلقة كما بقيت اليد الملكية الممدودة مبسوطة الى يومنا هذا ، و سوف تبقى مغلوقة الى أبد الآبدين كما أشرت لها في مقالات سابقة على موقعنا هذا ، رغم كثرة المناشدات بفتحها أمام شعبين شقيقين ما يجمعهما أكثر مما يفرقهما … لكنها السياسة الجزائرية كما هو واقع إسرائيل على حدودها الغربية …

    واقع يصعب بالمطلق التعايش معه ، بالتالي يقبر حلم مغاربي راود الرواد و بهذا يدق إسفين بين شعوب و منتسبي أمة إقرأ من المحيط إلى الخليج … شئنا أم أبينا و مهما اختلفت المنطلقات و لكل منطلقاته و تبريراته … الإسفين دق و المنطقة المغاربية على صفيح ساخن .. .و من بين مخرجاتها حرب ضروس بين قوتين إقليميتين لا ناجي منها ، الرابح الوحيد من دق إسفين بين الإخوة الأعداء من بني عمومتنا من سام أخي حام ، بعدما إستوطن بنو القينقاع و بنو النضير و بنو قريضة و بنو كليب و يهود خيبر فتمددوا ثم تفردوا و حسبوا أن هنا ينتهي صراع الوجود بعدما ضمنوا الحدود … لكن هيهات ثم هيهات فهيهات …

    تغريدة أو بيان أو مرسوم ترامب فتح أبواب المنطقة على المجهول ، مجهول من خلاله يكتسب النزاع المغاربي نكهته الوجودية و ليست الحدودية بتوابل دولية و بهارات إقليمية أخالها ليست في صالحنا و الأيام بيننا … بهذا نطقت عرافتي و نجمه نوستراداموس … المنطقة مقبلة على متغيرات جيوستراتيجية قد ترقى لحرب عالمية يخشاها الجميع و لا أحد يريدها … فما العمل إذن لتجنبها …؟ سؤال يبقى مطروحا لأولي الألباب من حكماء و عقول نيرة … لكن الأكيد أن هناك تنازلات مؤلمة لتفادي الكارثة .. فعن أية تنازلات نتحدث و من مقدمها و المنصاع إليها بعد ذهاب ترامب مخطط الصفقة ؟

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى