أخبار وطنيةالواجهة

توصيات المؤتمر الدولي العلمي الثالث : “البُعد الإنساني في الفكر الإسلامي المعاصر .. الإمام عبد السلام ياسين نموذجا”

بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
▪️مؤسسة الإمام عبد السلام ياسين للأبحاث والدراسات▪️

المؤتمر الدولي العلمي الثالث : “البُعد الإنساني في الفكر الإسلامي المعاصر: الإمام عبد السلام ياسين نموذجا”.

توصيات المؤتمر :

    نظمت، بفضل الله ومنه وعطائه، مؤسسة الإمام عبد السلام ياسين للأبحاث والدراسات مؤتمرها العلمي الدولي الثالث في موضوع: “البُعد الإنساني في الفكر الإسلامي المعاصر: الإمام عبد السلام ياسين نموذجا”، يومي السبت والأحد 04 و05جمادى الأولى 1442ه – الموافق: 19 و20 دجنبر 2020م. وقد تزامن انعقاد المؤتمر هذه السنة مع إحياء الذكرى الثامنة لوفاة الإمام المجدد رحمه الله، وفي ظل أوضاع استثنائية لا تزال تلقي بظلالها على البشرية جراء انتشار وباء كوفيد 19، عجل الله برفعه عن خلقه أجمعين.

    لقد تميز هذا المؤتمر العلمي بحمد الله تعالى الذي انعقد بتقنية التناظر عن بعد، بمشاركة واسعة، ضمت واحدا وعشرين متدخلا من بلدان مختلفة، من المغرب وتونس والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكندا وإسبانيا وهولندا وتركيا والهند وماليزيا وقطر وفلسطين.

    وانصبت هذه المداخلات في اتجاه معالجة قضية المؤتمر الأساسية؛ حيث تناولها الأساتذة والدكاترة الباحثون من عدة زوايا، عبر أربع جلسات، خصصت الأخيرة منها للغات الأجنبية، بالإضافة إلى الجلسة الافتتاحية التي تضمنت كلمة الأستاذ محمد عبادي الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، وكلمة الدكتور عمر أمكاسو رئيس مؤسسة الإمام عبد السلام ياسين للأبحاث والدراسات، ثم محاضرتين افتتاحيتين: واحدة بالعربية قدمها الدكتور أحمد الفراك من المغرب، والثانية بالإنجليزية، من إنجاز وتقديم البروفيسور محمد ثناء الله الندوي من الهند، فضلا عن جلسة ختامية توجت بكلمة للأستاذ محمد حمداوي نائب رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، وقراءة توصيات المؤتمر.

    إن مؤسسة الإمام عبد السلام ياسين للأبحاث والدراسات وهي تستبشر بما يسره الله تعالى بمنه وفضله من نجاح أشغال هذا المؤتمر العلمي الحافل، وتعرب عن إشادتها بالعروض القيمة للسادة الباحثين، وتنوه بجهودهم العلمية المميزة، تسعد بتقديم ثمرة التوصيات النابعة عن هذا المؤتمر، وهي :

1▪️ طبع الأعمال العلمية لهذا المؤتمر في أقرب الآجال حتى يعم نفعها إن شاء الله تعالى.
2▪️ مواصلة عقد مثل هذه المؤتمرات العلمية، الجامعة لنخبة من المفكرين والمثقفين من دول شتى.
3▪️ التأكيد على أن المنظومة السلوكية والأخلاقية التي جاء بها الدين الإسلامي الحنيف، المبنية على الإيثار والإحسان والرفق والعفو والأمانة والقول الحسن والألفة، والتي أكد عليها الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، تقتضي الالتزام بمبدأ التسامح؛ فالعلاقات الإنسانية والاجتماعية يجب أن تكون قائمة على المودة والمحبة والأخوة، مهما تباينت المواقف والأفكار.
4▪️ لفت الانتباه إلى ضرورة إنشاء قنوات إعلامية، ومنابر علمية، ودور نشر تعنى بسيرة رسول الله  ونصرته بلغات مختلفة، وإبراز أخلاقه الفاضلة، ومنها رحمته بالعالمين، وتأسيس مراكز التواصل المعلوماتي باستعمال تكنولوجيا الاتصال والمعلومات لبث قيم الرحمة.
5▪️ الإلحاح على خصوبة وثراء التصور الفكري للإمام المجدد وحاجته إلى مزيد من الدراسة والتفصيل، والإحاطة بمفاتيحه، واستلهام أدواته في تحليل التاريخ والواقع، قصد استشراف مستقبل أفضل.
6▪️ توجيه عناية المراكز البحثية وكليات التربية ومعاهد تأهيل المربين والمربيات لتأسيس فرق بحوث ودراسات في تفاصيل منهاج الرحمة بالإنسان التي جاء بها إسلامنا الحنيف، ورصد مواطن إمكانيات إدراجها في نسيج التربية والتأهيل، ودعوة مختبرات البحث الجامعية ومراكز الأبحاث العلمية إلى تخصيص حيز من اهتمامها لدراسة مشروع الإمام عبد السلام ياسين، والذي شمل قضايا حيوية كثيرة، تهم الأفراد والمجتمعات، والدعوة والدولة، والفكر والواقع.

7▪️ العناية بالخطاب الدعوي المؤسَّس على منهاج الرحمة النبوية، من خلال تأهيل الدعاة والأئمة والخطباء وتدريبهم على بث قيم الرحمة لمواجهة التوجهات التي تدعو إلى القسوة والعنف والكراهية السائدة.
8▪️ حث المفكرين والمثقفين وطلاب العلم على الاهتمام بإرث الإمام عبد السلام ياسين لما فيه من بصائر تساهم في نهضة الأمة الإسلامية، واستعادة مجدها.
9▪️ إبراز خطاب الداعية الأصيل والمرشد المربي الإمام عبد السلام ياسين الذي يكتسي بعدا إنسانيا إحسانيا، دون أن يلغي مركزية العدالة والتضامن الاجتماعي من مشروعه.
10▪️ إبراز حرص الإمام ياسين على رأب الصدع بين “العلم والضمير” في الحضارة الإنسانية، ومحاولة خط طريق يخرج الإنسانية من براثن فوضى الحضارة الغربية التي أفضت إلى تشييء الإنسان، وتحريره من تأثير وأثر كل الإيديولوجيات الإباحية التي تنزل به إلى دركات الدوابية.
11▪️ تشجيع المشاريع التي تدعو إلى أهمية تحرير الإنسان في فكر الإمام. والسعي لترسيخ ميثاق إنساني عالمي، يفضي إلى ميثاق سلم أممي مبني على الرحم الآدمية والمشترك الإنساني.
12▪️ ضرورة انفتاح الفكر الإسلامي المعاصر، كما نبه الإمام عبد السلام ياسين، على القضايا ذات البعد الإنساني، وتركيز النظر على ما يشغل الأذهان من أسئلة الحياة والموت والسعادة والشقاء والسلم والحرب والصداقة والكراهية…

    وفي الختام تجدد مؤسسة الإمام عبد السلام ياسين للأبحاث والدراسات شكرها الجزيل وتقديرها العميق لكافة الباحثين الأجلاء الذين أثروا بمشاركاتهم فقرات هذا المؤتمر العلمي الحافل، وكذا الذين حالت أعذار قاهرة دون مشاركتهم، وكل المتابعين والمهتمين، وتضرب لهم موعدا في أنشطة علمية قادمة بحول الله تعالى، راجين من العلي القدير أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يمن علينا بعونه وتوفيقه، ويلهمنا الرشد والصواب. وصدق الله العظيم إذ يقول: )يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) – الحجرات / 13. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى