أيو أيوب : تمدد محور و تبدد حلف..
وحدة الساحات و توازن الرعب كعقيدة ألفت بين الشيعة و السنة في حربهم المقدسة ضد جبروث أمريكي و طغيان صهيو- مسيحي حماية للمقدسات القدس اولى القبلتين…وحدة اربكت حسابات الطاغي و الباغي على حد سواء ، فماذا بشأن الادناب؟
وحدة الجبهات تستوجب العودة إلى بضعة أشهر و ايام على انطلاق طوفان الاقصى يوم فجر السبت ” شباط بالعبرية” سابع اكتوبر 2023 ، و ما تلاها في اليوم الموالي من انخراط حزب الله اللبناني في الحرب ضد اسرائيل ، بعيد ايام انضم اليمن للحرب على اسرائيل دعما للمقاومة الغزاوية.
اليمن السعيد بعد إعلانه الحرب كان محط سخرية أعتقد بها الكثير من العرب و لا احد اقتنع بأن اليمن الفقير و الضعيف و الممزق بين شماله و جنوبه قادر على مواجهة امريكا و اسرائيل ، بل الكثير قهقه و ضحك و قال بأنها هبال و مس من الجنون و انتحار ، أليس كذلك ؟
غرة التاج اليمن السعيد هذا القوي بضعفه اسقط سبع مسيرات أمريكية MQ9 ريبر بصواريخ أرض جو من علو 30 قدما, كما تسبب في اغلاق ام الرشىاش الميناء الوحيد الاسرائيلي على البحر الاحمر( ميناء ايلات)
و لم يكتفي بهذا في ظل الحرب بين المقاومة بشقيها الغزاوي اللبنان و اسرائيل ، و بقدر ما طالت مقدراته العسكرية شركات و سفن اسرائيلية او المتعاقدة معها بغض النظر عن جنسيتها في خليج عدن و البحرين العربي و الاحمر و باب المنذب و بالأمس القريب شملت المحيط الهندي…
بقدر ما طالت ايضا السفن التجارية و حاملات النفط الأمريكية و البريطانية و قطع اسطول البحريتين المنتشرة بالمنطقة، تصعيد بلغ من الذروة حد اجبار حاملة الطائرات الأمريكية ايزنهاور على مغادرة مياه خليج عدن و البحر الاحمر و التمركز شرق الابيض المتوسط قبالة السواحل السورية اللبنانية الاسرائيلية استعدادا لاي تصعيد محتمل ينطلق من العراق و لبنان و سوريا؛ سوريا الحضارة و عنوان صمود محور و حلفاء يتمدد على حساب حلف و ادوات وظيفية يتبدد ، حقيقة خلصت لها منذ اكثر من سبع سنوات خلت وثقتها في مقالات عدة استعرضت فيها مجريات التطورات بالخليج الفارسي و الشرق الأوسط ” التسمية الأممية للمنطقة” ، و المرتقب حدوثه من متغيرات دولية على رأسها نهاية القطب الواحد..
مقالات نشرت وقتذاك على موقعي الجديدة نيوز و صنوتها الجديدة توداي ، و اليوم بالذات تأكدت بالبرهان و الدليل صدقية التحليل و مصداقية التعاطي مع الشأن الدولي بتجرد من العاطفة او انجرار الى الاصطفاف وراء أكذوبة حقوق الانسان و نشر الديموقراطية بالعالم العربي كما روجوا لها و سوقوها زمن انطلاق الربيع العربي ليتحول الربيع الى خريف جمهوريات وطنية… بدون لغة خشب و بعيدا عن الغوغائية السياسية في تحليل السياسات الدولية و استبعادا للظواهر الصوتية الساعية إلى النجومية حتى لو اقتضى الامر الترديد كالببغاء ، أصبح بالإمكان الجزم اليوم بأن :
اليمن الضعيف و لبنان المثخن بالجراح و سوريا المفككة و العراق المشردم و ليبيا الممزقة هكذا اوهمونا بالواقع العربي في زمن تخاذل الاقوياء العرب ، و ليث ما كانوا أقوياء و بماذا هم كذلك ؟ جميعهم حملوا أسلحة تطلق للخلف و تفاخروا و صدعوا اسماعنا بها ، هكذا روجوا للربيع العربي جورا و بهتانا…خيانة و تخابرا و غدرا..بينما الحقيقة خريف الجمهوريات في الوطن العربي و ما بدلوا تبديلا.
اليوم الجمعة ثاني ايام ماي بعد العرس العالمي عيد الشغل الذي يصادف الفاتح منه…منشأ العيد هذا امريكا و يا للغرابة ! أليس كذلك ؟ نظام راسمالي ليبرالي متوحش يدافع عن حقوق العمال و المستخدمين ، اي منطق هذا و كيف يستقيم المنطق ذاته ؟ قلت بالجمعة و حديثها لهذا المساء ، تطورات الميدان على صعيد المنطقة و التصعيد العسكري لليمن الضعيف في زمن المتشدق القوي و الفارغ الخاوي ، تصعيد وسط تساؤلات من اين يستمد قوته هذا الضعيف بين قائل بأن إيران هي من تمول و تسلح و تدرب …اليمنيين ، و القائل نفسه المؤمن بقانون القوة بدل الايمان بقوة الحقيقة و القانون أساسها و امريكا هي من اشرفت على صياغة القانون…
أمريكا القوية تحتضر و استسلامها للأمر الواقع و يتطلب وقتا تراه بعيدا و يراه اليمن اصل العرب قاب قوسين و أدنى ، اليمن على لسان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية بصوته الجوهري كما عهدناه يعلن رسميا عن اغلاق باب المنذب و التصعيد العسكري بما يشمل الابيض المتوسط ، كرد على الهجمات الجوية التي استهدفت عدة مناطق يمنية من بينها العاصمة صنعاء، فمن اين انطلقت الطائرات على ضوء سؤال يفرض نفسه بالحاح؟
حاملة الطائرات ايزنهاور هي اليوم شرق المتوسط بعيدا عن اليمن وسط اخبار عن هبوط طائرات اف 16 أمريكية قادمة من المانيا باحد مطارات دولة عربية…ربما السعودية فمن يدري؟
بالتالي يمكن استخلاص الرد اليمني من خلال استهداف القاعدة البحرية الأمريكية بمملكة البحرين مثلا ، او استهداف القاعدة الجوية الأمريكية بقطر رغم انه امر مستبعد لكن قابل الحدوث ، و يبقى الهدف الأسمى للتصعيد العسكري اليمني في نسخته الرابعة ..استهداف التواجد العسكري الغربي بالابيض المتوسط و وأد الحلم الامريكي في التوسع و تعزيز سيطرته على منابع النفط..
اليمن اصل العرب و ذرة تاج النخوة و الكبرياء …كشف عورة الزمن العربي الثاني الفاشل بقيادة سعودية بعدما فشل الاول بقيادة قومية مصرية،اقوى دولتين عربيتين عسكريا فشلتا في تحقيق الحلم الاسلامي عربا و فرسا و اتراكا شيعة و سنة…ايذانا بالزمن الاسلامي الاول ركيزته الأساس عقيدة وحدة الساحات و توازن الرعب كما حدث سنة 2006 ابان حرب لبنان ، و حدث بالامس القريب عندما ردت ايران عسكريا على الصلف الاسرائيلي…و يبقى المصير المشترك الجامع دينيا ” قرآن” حث على أوجب الواجبات و الواجب حماية المقدسات و اولها اولى القبلتين القدس ارض الاسراء و المعراج.
اقول هذا و اؤكد عليه انطلاقا من حقيقة أن الأمر يتعلق بصراع وجودي و ليس نزاعا على الحدود و وعد الحر الاصيل دين عليه، و الأصيل يمني ضعيف أجج حنق اسرائيل و أغضبها و تسبب لها في خسارة بالمليارات كما اجهض حلم امبراطورية مورغان الاستمرار في إدارة أزمات العالم ببرغماتيتها المعهودة في تعاملاتها وفق ما تقتضيه مصالحها مع دول العالم…لا صداقات دائمة و لا عداوات فقط المصالح هي الدائمة ، و البقرة الحلوب اذا جف ضرعها وجب ذبحها ( سرعة التضحية بالادوات الوظيفية) كما حصل مع السادات و دركي الخليج شاه ايران مثالا لا حصرا…
وفي حال ثبوث صحة معلومات استخبارات غربية عن هبوط الاف 16 الامريكية القادمة من ايطاليا باحد القواعد الجوية بالسعودية ، يمكنني الجزم بترقب توغل يمني داخل أراضي المملكة أو هجوم صاروخي او مسيراتي يستهدف العمق السعودي ، مع احتمال وارد بتغيير النظام بالبحرين حيث الشيعة أغلبية الساكنة ، و هذا بالضبط ما يشكل تهديدا خطيرا على المناطق الشرقية ذات الأغلبية الشيعية حيث منابع النفط بالسعودية؛ فاليمن الضعيف لن ينسى ان ظلم ذوي القربى أشد وقعا من الحسام المهند…و لن ينسى غدر و خيانة من تاجروا في المقدسات اولاها و ثانيتها و ثالثة و لا زالوا يستمرئون رغم ان سر قوتهم ضعفهم بينما غزة و لبنان و اليمن و العراق اقوياء بضعفهم فهل تستقيم المعادلة ؟ و الحاصل بالميدان اليوم شاهد على أعجوبة الزمان و معجزة القرن ؟
تمدد المحور اصبح حقيقة لا يتناطح حولها عنزان …و اعادة الانتشار العسكري الغربي خارج البحرين العربي و الاحمر و خليج عدن و باب المنذب و المحيط الهندي…الا خير دليل على ما دأبت الترديد عليه في اكثر من مقال منذ سنوات خلت …حقيقة التمدد و التبدد كمعيار وحيد لقياس العزل و بداية الانعزالية الأمريكية بعدما تورطت ، او تم توريطها و هذا أمر مستبعد ، في المستنقع الشرق أوسطي و ما أسفر عنه و سيسفر عنه من مفاجئات صادمة اعلانا ببداية التقوقع الامريكي على مشاكل و أزمات الداخل …
بدل التسيد و الجبروث الامريكي كما كان عليه الحال بعد سقوط جدار برلين و تفكك الاتحاد السوفياتي و انضمام بعض دوله لحلف شمال الأطلسي على رأسها بولونيا
قلت بأمريكا تحتضر و ما هي الا مسألة وقت ، و الفضل كل الفضل يعود الى عقيدة وحدة الساحات و توازن الرعب كما جسدتها المقاومة الإسلامية شيعة و سنة بفلسطين و لبنان و سوريا و العراق و اليمن لم تسلم دول شمال افريقيا بتونس و ليبيا و الجزائر….من خيار الوحدة و التضامن ، طوفان عالمي انبثق من طوفان الاقصى فأمست المقاومة فكرا و عطاءا و تضحية من اجل إنسانية الإنسان و آدميته ، وليس مطية لتجاوز الإنسانية و لا استغلالا للآدمية بمسوغ حقوق الانسان وفق ما تقتضيه المصالح الغربية..
مصالح اقتضت و سعت منذ سايس بيكو و هما على طاولة خمر و قمار ، الى التفرقة و نشر الفرقة و تمزيق الوطن العربي مللا و نحلا و شعوبا و أمما و اليمن اصلها و فصلها و مهدها حيث عرش النبي سليمان و بلقيس …
فأضحى اليمن مقبرة الغزاة كما وصفها الانجليز أنفسهم من قبل و بعدهم امريكا و التحالف العربي بمشاركة أكثر من دولة عربية و اسلامية استمدت مسوغها القانوني و شرعيتها من خلال جلسة مجون استفاق على وقعها العالم العربي سنة 2015…
اطلاق يد التحالف في الحرب على اليمن بعد ابرام الاتفاق الغربي الايراني حول النووي… فماذا جناه التحالف هذا و الأصيل يتخبط و يتراجع و هو مربك او مرتبك بعدما اختلطت أوراق اللعبة ؟
اليوم قد اجزم ، كما جزمت من قبل عند قولي باي باي ماما فرنسا بافريقيا..اجزم بداية خريف بعض الملكيات في الوطن العربي و على رأس اللائحة الاردن و البحرين و السعودية هي الاكثر استهدافا ضمن سياق البعد الديني العقائدي كخادمة للمقدس ، بعدما تقاعست عن حماية قدسية القدس الشريف أولى القبلتين و ثالث الحرمين، تخاذل كشف حقيقة المسعى التطبيعي للخادم الوفي للأجندات الأمريكية ، وسط أنباء عن تورط مصري للضغط على حماس لقبول مشروع الهدنة الامريكي ، كمقدمة لتحييد باقي الجبهات بهدف الاستفراد بغزة و الدفع بالمقاومة الى الاستسلام، لكن هيهات ثم هيهات أن يحصل الاستسلام حتى لو استمرت الحرب على غزة لسنوات، عنوان القادم الصادم تقليم اظافر مورغانية و قص أجنحة شارونية و وأد مشروع حلم توسعي استيطاني يعود الفضل فيه الى المحور و فصائله المقاومة ، ايذانا بتوديع ماما امريكا الى مثوى التقوقع و الانعزالية