بقلم: أبو نضــــــــــال
دعت احدى الجمعيات الناشطة في صفوف متقاعدي السكك الحديدية الى تنظيم وقفة احتجاجية امام محطة القطار البيضاء المسافرين. و عزت أسباب هذا الفعل النضالي الى امتناع إدارة السكك الحديدية عن إعطاء أجوبة للمطالب التي رفعتها الجمعية في لقاء سابق بينهما. و الغرض من الوقفة هو اثارة الانتباه الى مشاكل المتقاعد السككي . و بالفعل تم تنظيم الوقفة في المكان و الزمان المحدد.
و تفاعلا مع هذه الحركية داخل شريحة المتقاعدين اتصلت الجريدة بفاعل جمعوي من الجديدة (الذي هو في نفس الوقت متقاعد سككي)) للتساؤل عن مشاكل متقاعدي السكك الحديدية خصوصا و ان الحركة الاحتجاجية للمتقاعدين بالجديدة ظلت لصيقة بمسألة السكن . فكان الجواب بأن المتقاعد السككي له اهتماماته و مشاكله التي تؤرقه و التي تحتاج الى وقفات ان لم نقل برنامج نضالي طويل الأمد حتى تحقيق جميع المطالب و انتزاع حقوق أساسية يجب ان يتمتع بها أي مواطن .
و الانتظارات الكثيرة و تحقيقها يأتي بالنضال و ليس الجلوس بالمقهى للتنظير لبعض الاماني. و ليس بفرك الأصابع و شرب فناجين القهوة الملوثة بدخان السجائر . و ان أي وقفة احتجاجية يجب ان تكون قبلة لجميع المتضررين من اجل استرجاع حقوقهم التي تلاشت بفعل الزمن و بفعل إصرار أناس ظنوا انهم لن يحالوا على المعاش . و تساءل الناشط الجمعوي (عن الهوة الكبيرة بين المعاشات ؟ و عن السر وراء عدم تسقيف الحد الأدنى للمعاشات بما يضمن الكرامة للمتقاعد . خصوصا اذا علمنا ان الكل يشتكي من ارتفاع أسعار المواد الغذائية. فالكل متضرر لكن إذا اشتكى متقاعد يصل معاشه الى 13 الف درهم (خلال مشاركته في احدى الحوارات التي تبثها المواقع الالكترونية بكونه تخلى عن مجموعة من المصاريف حتى يتمكن من إتمام الشهر دون قروض) فماذا سيقول أصحاب المعاشات الدنيا ؟ و ماذا ستقول الأرامل ؟ على كل فمشاكل المتقاعد السككي يقول الناشط الجمعوي تتلخص فيما يلي:
التقاعد: و إذا عبر المتقاعدون بصفة عامة عن امتعاضهم من مخرجات جولة الحوار الاجتماعي (اتفاق 29ابريل 2024) و الذي لم يتضمن اية إشارة الى الاعتناء بالمتقاعد و بالخصوص الزيادة في المعاشات التي لم تعد تساير متطلبات العيش . فالمتقاعد السككي يعد الأكثر هشاشة بالنسبة لمتقاعدي النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد(RCAR) خصوصا المحالين على التقاعد بعد دجنبر 2001 تاريخ سريان تفويت صندوق التقاعد الداخلي الى(RCAR).و الذي اتى على الأخضر و اليابس و جعل المتقاعد السككي يعيش تحت وطأة العوز. الشي الذي جعله يبحث عن عمل جديد يمكنه من دخل إضافي لمحاربة الانقراض . و المطلب هو إعادة احتساب معاشات المتقاعدين المحالين على المعاش ابتداء من يناير 2002 عوض الإبقاء على الوضع الذي اصبح بمقتضاه المتقاعد لا يلوي الا على أقل من نصف أجرته. في نفس الوقت يطالب الحكومة بزيادة عامة في المعاشات . و يطالب بتغيير قوانين (RCAR.) لتصبح الزيادة السنوية متساوية على جميع المتقاعدين عوض اعتماد النسبة المئوية للمعاشات. بمعنى تقسيم الغلاف المالي المخصص على عدد المتقاعدين .
التغطية الصحية: فتعاضدية السككيين تعتمد المعادلة المشؤومة التي تتعارض مع القوانين المنظمة للتغطية الصحية (القانون 65.00 و المراسيم التطبيقية لهذا القانون) إذ تتجاوز اقتطاعات التكميلي لفائدة تعاضدية السككيين(MPSC) ما يقتطع لصالح الأساسي المدفوع الى الكنوبس (CNOPS) . ينضاف الى كل هذا عدم قبول المتقاعد السككي كلما ادلى بورقة التحمل (PRISE EN CHARGE) التي تحمل بين طياتها اسم او رمز تعاضدية السككيين في بعض المصحات الخاصة . لكل هذا يطالب المتقاعد السككي بعدم اعتماد المعادلة المشؤومة و اعتماد الاقتطاع الذي تعتمده التعاضديات المكونة للصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي (CNOPS ) و الذي لا يفوق 50 درهما . مع إعادة الاقتطاعات التي سرى مفعولها منذ 2016 و باثر رجعي . في نفس الوقت يجب ان يتمتع المتقاعد بالتغطية الصحية الشاملة دون الحديث عن عقد اتفاقيات مع منتجي العلاجات من أطباء و مصحات و مختبرات و مراكز الاشعة بكل المدن السككية . و صونا لمالية التعاضدية من جشع بعض المصحات الخاصة لا بد من توظيف مساعدات اجتماعيات للتصدي لهذا الجشع .
الشؤون الاجتماعية:
أولا: الســــــــــــكن
لا تزال الإدارة سائرة على نهجها في السعي الى تشريد المتقاعدين و عائلاتهم عن طريق المحكمة بدون شفقة و لا استرجاع مسار هذا المتقاعد الذي افنى زهرة شبابه في خدمة القطاع الذي كان يعاني الإفلاس في عهد الوزير الحركي السعيد امسكان . المتقاعدون السككيون الذين زغردت عائلاتهم بصدور المذكرة 12/2011 القاضية بتفويت دور (ONCF) للقاطنين و بناء ما لا يقل عن الف وحدة سكنية قبل متم 2015 أصيبوا بالإحباط بعدما تبخرت هذه الاماني . اليوم و بعد مرور اكثر من عقد من الزمن على اطلاق أحلام مشاريع السكن . و بعدما وصلوا من الكبر عتيا أصبح المطلب المعقول و في اطار مبدأ الدولة الاجتماعية التي نادى بها جلالة الملك هو تفويت المنازل بالدرهم الرمزي جبرا للاضرار التي لحقت بهم من جراء ظروف العمل القاسية و الأجور الهزيلة.
ثانيا: الحــــــــــج
لا يعقل ان ينتظر المتقاعد عقدا من الزمن كي تنصفه قرعة المقاطعات ليتفاجأ بقرعة ثانية من تنظيم الإدارة لفائدة 7 متقاعدين و قد لا يستفيد أبدا . و هذه الطريقة على ما يبدو يشوبها نوع من الضبابية . خصوصا اذا علمنا ان أحد الأطر بمصلحة الشؤون الاجتماعية فاه سنة 2016 بما لا يجب التصريح به من طرف مسؤول سككي و قال:” الشيب و من معه ما يحلموش يستافدو من منحة الحج” و يستخلص من قوله ان عملية القرعة المنظمة داخل المصلحة لهذا الغرض مجرد سيناريو لدر الرماد على العيون . و الحل هو انشاء صندوق لهذا الغرض يساهم فيه الجميع و في نفس الوقت تكون قرعة المقاطعات كافية للاستفادة من منحة الحج .
ثالثا :المخيمات الصيفية
استفادة أطفال المتقاعدين من المخيمات التي تنظمها السكك الحديدية في افران و اصيلا.
رابعا :قرى الاصطياف
تخصيص كوطا للمتقاعدين من اجل الاستفادة من هذا القرى أوقات الذرة و بالخصوص في الصيف.
خامسا :تسهيلات السير
استفادة أبناء المتقاعدين (21/26 سنة ) من تسهيلات السير المجانية على غرار أبناء المزاولين.
سادسا :عيد الأضحى
خلق منحة لشراء اضحية عيد الأضحى على غرار ما هو معمول به في بعض المكاتب المماثلة .