الواجهةمجرد رأي

إذا مات الضمير، يصبح كل شيء مباحا

بقلم شعيب يحيى

نعلم علم اليقين، أنه إذا مات الضمير، يصبح كل شيء مباحا، فموت الضمير يأخذ معه كل شيء، القيم، المبادئ، المشاعر، الأخلاق، الرحمة، الوعود، والعهود، والمصيبة أنه حين يظهر صاحب الضمير الميت يتظاهر وكأنه صاحب ضمير وطني وإنساني، أو مناظل من أجل الوطن والحق والخير والعدل، والمصيبة الأكبر أنه يظهر لنا ، واعظاً ومرشداً وموجهاً، لدرجة أن هناك من يستهدي بهديه ويعمل بوعظه وإرشاداته .

دعونا نتفق أولا، على أن الضمير هو ميزان التمييز بين الخير والشر، وقد يكون هو ذلك الشعور الإنساني الذي يجعل المرء رقيباً على سلوكه، ويجعل عنده الإستعداد النفسي ليميز الخبيث من الطيب في المواقف والأقوال والأعمال والأفكار، ويستحسن الحسن ويستقبح القبيح، وقيل بأن الضمير الميت مصيبة وكارثة لا فائدة ترجى منه، والضمير الصامت عن الحق شيطان أخرس، والضمير الناطق بالسوء شيطان ناطق، والضمير الغافل لا يثمر أبداً، والضمير النائم يظل نائماً وقد يستيقظ أو لا يستيقظ أبداً .

من لا ضمير له، أو صاحب الضمير الميت الذي شيع ضميره إلى مثواه الأخير، يكون له مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وينتظر أي فريسة للانقضاض عليها … ويصبح لديه اللحم الإنساني سهل المضغ، ولا يطيق أو يتقبل من يخالفه الرأي، يلبس الحق بالباطل، ولا يتردد في أن ينصب لغيره المكائد، وتكون لديه القدرة على االتضليل ولبس عدة أقنعة وادعاء النقاوة والطهارة، وأعماله ونواياه تصب دوماً في أكثر من اتجاه، ومنه بطبيعة الحال الاتجاه الذي يجعله من أهل «الرويبضة» .

متى تستيقظ إذن الضمائر بالجديدة ؟ ومتى يعي المسؤول ويستيقظ من غفوته فالتاريخ لا يرحم وسوف يسجل التاريخ كل فسادكم للأجيال القادمة التي لن ترحم أبنائكم .

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى