مجرد رأي

إلياس العماري يسعى إلى العودة للواجهة عبر قنطرتي العدالة والتنمية والعدل والاحسان..

منقول

بخطى جد مرتبكة وغير مدروسة، يحاول إلياس العماري جاهدا التحرك في كل الاتجاهات، وعبر كل السبل، التي يمكن أن تقوده للعودة إلى الواجهة السياسية عبر بوابات المال والأعمال ومنصات الصحافة والإعلام.
وبينما يشعر الزعيم الأسبق للأصالة والمعاصرة بتهميش وإقصاء في الساحة السياسية، أكدهما غيابه عن المؤتمر الأخير لحزب البام، فإنه عقد العزم على تحريك كل وسائطه ومقربيه لطرق الأبواب المغلقة، وقرع الأجراس الصامتة، بل وبعث رسائل معلنة وخفية إلى كل من يهمه الأمر، إيذانا برفضه بأن يظل قابعا في الزوايا غير المرئية على الهامش.
وقد سبق لإلياس العماري أن أطل بشكل مفاجئ، وبعد غياب طويل، عبر أحد المواقع الإلكترونية حينما أعلن متهكما أنه انسحب من السياسة، ولم ينسحب من الحياة بصفة عامة، والله اعلم ماذا كان يقصد بلفظة الحياة، مالم يكن يقصد بها حياة اللعب على الحبال المتشابكة أو داخل المتاهات المعقدة.
وبعد ذاك الاستجواب المثير للجدل، الذي هدد من خلاله بتوفره على معلومات خطيرة حول بعض الشخصيات، ظهرت تحليلات تبشر بعودة إلياس العماري، وتحليلات أخرى تنفر منه وتحذر من عودته، بينما ذهبت آراء أخرى إلى أن الرجل اكتفى بإلقاء حجرة ثقيلة، وسط مسبح المياه السياسية الجامدة في المغرب. ونحن بدورنا في “برلمان.كوم” نتساءل: أهي محاولات العودة أم السعي للانتقام؟ ممن؟؟؟ الله اعلم! لكننا نجيبه: “صياد النعامة يلقاها يلقاها”.
ثم إن الرجل لم يكتف بهذا الظهور فقط، بل عاود الكرة بتنشيط برنامج حواري في إذاعته “كاب راديو”، لكن “للأسف” ولد المشروع ميتا منذ بدايته فلم يكتب له النجاح الذي توقعه العماري. بعدها حمل صاحبنا قبعته وميكروفونه الإذاعي، وتوجه نحو جبال الحوز، مباشرة بعد الزلزال الأليم، منتحلا صفة صحافي يستجوب الضحايا وأقاربهم، مما خلف حينها موجة من السخرية والأقاويل لم تتحملها نفسيته، فانبرى مرة أخرى عن الواجهة، واكتفى بالتحرك وطلب مواعيد للقاء رؤساء بعض الهيئات والمجالس الرسمية، كي يخبرهم، ربما، بأنه عائد مهما كان الأمر، ومن كل النوافذ المتاحة لديه.
واليوم، هاهو صاحب مقولة “جبلون”، يحرك السواكن والمواقع التي ينشط فيها مقربون إليه، كي يخوضوا في أمور إصلاحية يشرف عليها ملك البلاد بصفته أميرا للمؤمنين، والذي وعد شعبه بأنه سيسهر على “أن لا يحل ما حرم الله ولا يحرم ما أحل الله”، ومن ذلك إصلاح مدونة الأسرة. وما أن أشر إلياس العماري لمقربيه، بالتحرك في مواقع إعلامية صغيرة، حتى عقدوا ندوات للنقاش استدعوا فيها ممثلين عن الحركات الدينية المرتابة من إصلاح المدونة، بسبب تصريحات عشوائية لأمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان. وهكذا توالت الإنذارات والتحذيرات، حتى ولو قبل ظهور أية وثيقة أولية، أو أي تصريح عن اللجنة المعنية بالأمر.
ولم يكتف إلياس بهذه الإشارات، بل استضاف في إذاعته الطنجوية، القيادي السابق في حزب العدالة والتنمية، عزيز الرباح، كي يمتطي بلسانه صهوات الكلام والادعاء، بكون حزبه كان وراء ورش الحماية الاجتماعية.
حقيقة أن إلياس العماري يملك إذاعة في الشمال، وقد اختار الموقع الجغرافي الأقرب لمجالات تحركه. وحقيقة أنه يملك أملاكا ويزداد توسعا في الثراء والحبو نحن مناطق هو وحده من يعرف لماذا اختار الاستثمار فيها. وحقيقة أنه ينوي فيما يبدو إنشاء تلفزة تبث برامجها من مالاغا بإسبانيا، بينما مقرها سيكون في حي الرياض بالرباط. وحقيقة أنه يحرك عناصر بشرية استهوت الركض خلفه لمصالح ضيقة ومقتسمة. ولكن الحقيقة التي تفرض على الجميع وضعها بين الأعين، هي ضرورة التحلي بالكثير من اليقظة إبعادا لمفاسد الجيران لا تلهفا وراء مصالح الذات. وهي نفس الحقيقة التي تلزمنا اليوم بمساعدة الأحزاب على ترتيب بيوتها، وتطهير جوانبها، كي تقوم بواجبها الضروري في تكريس التعددية، وترسيخ الديمقراطية بشفافية تختلف عما نراه حاليا من فضائح في الريع وسوء التدبير.. أما إلياس وبنكيران ووثيقة العدل والإحسان ومعارضة المتهورين والتائهين عن الطريق، وحتى أولائك المدينين لإلياس العماري والخائفين من عودته، فالأجدر أن يجهر “برلمان.كوم” في وجوههم اليوم: انتهى إلياس… انتهى الكلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى