أخبار دوليةالصحراء المغربيةالواجهة
الشرقاوي الروداني يكتب : قرار الولايات المتحدة الأمريكية بين السيادية و المطلق
بقلم الشرقاوي الروداني.
استوقفتني بعض النقاشات التي أصبحت تطفو على السطح حول مآلات القرار الأمريكي حول الصحراء المغربية بعد الرئيس دونالد ترامب و مجيئ الإدارات المقبلة. فبالإضافة الى كوننا نتكلم عن دولة هي “مايسترو” سمفونية العلاقات الدولية و خاصة في مجلس الأمن و سياسة متعددة الأطراف، فللمملكة المغربية علاقات إستراتيجية متعددة الأبعاد مع واشنطن. و بالتالي فإن من المهم أن نقر باستحالة إلغاء أي رئيس أمريكي مثل هذه المراسيم و القرارات المرتبطة بمعادلات كبيرة مرتبطة بالعلاقات الدولية و العلاقات الثنائية للولايات المتحدة الامريكية للعدة اعتبارات سياسية داخلية وإستراتيجية يمكن أن نلخصها فيما يلي :
- أولا، القرار يتسم بالبرغماتية والولايات المتحدة الامريكية لا تتخذ قرارتها بناء على العواطف فالكل مدروس و مسطر له على جميع الجوانب. الفرق بين الجمهوريين والديمقراطيين يبقى في الأسلوب وتقييم الظروف الزمكانية لكن الهدف يبقى نفسه وهو مصالح الولايات المتحدة الامريكية و أمنها القومي. في جل ملفات الإدارات الامريكية تبقى الاستراتيجية محددة و غير قابلة للنقاش على اعتبار أنها كانت موضوع تقييم شامل و كامل من مؤسسات تشكل العمود الفقري للإدارات الامريكية بينما قد تتغيير وفي بعض الأحيان التكتيكات في الزمان والمكان ،
- ثانيا، نحن نتكلم عن دولة أمة فالمملكة المغربية تبقى محورية في الهندسة الدبلوماسية و العسكرية للواشنطن في الشرق الأوسط، المتوسط و إفريقيا. و من تم فالقرار له ابعاد جيواستراتيجية و جيوامنية،
- ثالثا، إجراء مثل هذا ستكون له انعكاسات خطيرة على المستوى السياسي الداخلي للولايات المتحدة الامريكية و الذي يمكن أن يفتح صراعا كبيرا ستكون له تداعيات على التماسك الداخلي و علاقات الأحزاب السياسية بمؤسسات ذات أهمية قصوى بالنسبة لأي إدارة امريكية كالبنتاغون،
- رابعا، مصداقية الولايات المتحدة الامريكية ستكون على المحك على المستوى الدولي و مثل هذا النوع لن تشجع على أجواء الثقة بين واشنطن و شركائها الاستراتيجيين ككوريا الجنوبية، اليابان، دول المحيط الهادئ، شرق آسيا و دول الخليج،
- خامسا، ستكون هدية لروسيا، و حتى الصين، و التي ستتقوى في مثل هذه الأوضاع و ستشكل انتصارا لمقاربات موسكو في معادلاتها و علاقاتها مع حلفائها التقليديين في القوقاز و أماكن الصراع مع واشنطن و من تم ضربة قوية للسيادة القرار الأمريكي،
- سادسا، لا يمكن أن نقارن بين قرار الرئيس ترامب فيما يخص اتفاقيات المناخ الموقعة في باريس و لا حتى موضوع النووي الإيراني اللذين يبقيان أحداث زمكانية محددة و مرتبطة بسياسة متعددة أطراف بأبعادها و تأثيراتها الجيواستراتيجية الدقيقة على الامن القومي الامريكي، مع قرار مغربية الصحراء لان الفارق شاسع و ليس المكان للافاضة فيه،
- سابعا، المملكة المغربية لها علاقات مع مؤسسات الدولة في واشنطن و التي تطمح للهندسة موازين القوى في المنطقة و في أفريقيا و من تم فإن فتح قنصلية بالداخلة يدخل في إستراتيجية شاملة للولايات المتحدة والامريكية في الجنوب المغربي والقارة برمتها،
- ثامنا، اعتراف الولايات المتحدة الامريكية بمغربية الصحراء يخدم مصلحة الأمن القومي الأمريكي،
- تاسعا، من المنتظر توقيع اتفاقيات جد مهمة توازي أكثر ما تم الإقرار به والذي شملته خريطة الطريق الموقعة عند زيارة وزير الدفاع الأمريكي مارك اسبر إلى الرباط،
- عاشرا ، للمملكة المغربية أصدقاء مؤثرون و موثوق بهم في امريكا و في جميع مؤسساتها و بالتالي فلا خوف على مستقبل المغرب و لا على صحرائه،
- حادي عشرا، عدالة قضية الوحدة الترابية للمغرب ليست مسألة للنقاش و المساومة فهي قضية أمة بكاملها.
* الشرقاوي الروداني
الخبير في الدراسات الجيو استراتيجية والأمنية في منطقة الساحل.