بعد 18 سنة من العمل الجاد والحكامة في التدبير تودع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل منصبها
إنتخبها الألمان لقيادتهم فقادت 80 مليون ألماني لمدة 18 سنة بكفاءة ومهارة وتفاني وإخلاص، لم يسجل ضدها خلال هذه الفترة أي تجاوزات.
لم تكلف أحد أقاربها أمين سر، ولم تختر أحدا لمنصب لأنه من عظم الرقبة، ولم تدّعى أو يدّعي أحد أنها بحجم الوطن، ولم يهتف بحياتها أحد، ولم تعلق صورها على الميادين وفي الاحتفالات، ولم تتلقى المواثيق والمبايعات، ولم تحلل دماء أبناء جلدتها، ولم تتفوه بهراء أن ألمانيا عظيمة، ولم تدر في أزقة برلين تصافح وتلتقط الصور مع الناس، بل كانت تتجول في سوق الخضار مع زوجها لشراء ما تحتاج دون مواكب أو مرافقين شأنها شأن العامة من الشعب تسوق سيارتها وتدفع ضرائبها وإذا ارتكبت مخالفة تدفع منها من جيبها…، لم تتلق أي خدمات مجانية من الدولة لا سكن ولا كهرباء ولا غاز ولا ماء ولا حتى هاتف مجانا من ميزانية “ألمانيا” أبدا ولهذه المرأة نفس الحقوق والواجبات كأي مواطن ألماني بسيط، لم تخجل من كونها ربة بيت، لم ترتد أفخم الملابس ولم تخجل من بعض الشيب الذي يغطى رأسها …
قال مصور صحفي لأنجيلا ميركل : أذكر أني التقطت لك صورة بنفس هذا الفستان قبل عشرة سنوات ؟
فقالت له : أنا مهمتي خدمة الشعب الألماني ولست عارضة أزياء.
إنها امرأة بمليون رجل.
بالأمس القريب تركت ميركل منصب رئاسة الحزب وسلمته بابتسامة لمن بعدها، وألمانيا وشعبها الألمان وهم في أفضل حال بالعيش الرغيد.
ردة فعل الألمان صفقوا لها بعفويةلمدة 6 دقائق متواصلة من التصفيق الحار دون شعراء شعبيين ولا رصاص بالهواء ولا مسحجين ولا متلونين ومتسلقين..
لم يكن هناك مديح ونفاق وتمثيل وتطبيل، ولَم يهتف أحد (ميركل وبس). نعم الألمان استحقوا المستشارة ميركل، وهي استحقت الحكم بجدارة. وللعلم، ميركل تحمل شهادة دكتوراه بالكيمياء الفيزيائية من جامعة لايبزيغ…
ما حدث درس بليغ لكل قيادات الشعوب.