بلاغ الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بشأن لقائها الأسبوعي العادي يوم الإثنين 11 يناير 2021
عقدت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، بحمد الله وتوفيقه، لقاءها الأسبوعي العادي يوم الإثنين 27 جمادى الأولى 1442 هـ الموافق لـ 11 يناير 2021، تحت رئاسة الأخ الأمين العام الدكتور سعد الدين العثماني، بطريقة نصف حضورية.
وفي كلمته الافتتاحية توجه الأخ الأمين العام بالحمد والشكر لله سبحانه وتعالى على ما أنعم به على بلادنا من غيث سقى به العباد والبلاد.
كما توقف عند ذكرى الحادي عشر من يناير سنة 1944 التي تخلد واقعة تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، مبرزا أهميتها في تاريخ النضال الوطني من أجل الاستقلال، مستعرضا أهم الأحداث الوطنية والسياسية التي همت بلادنا في الآونة الأخيرة، وتداعياتها سواء ما يتعلق بالتطورات الإيجابية التي تشهدها قضيتنا الوطنية الأولى، أو ما يتعلق بالحالة الوبائية ومختلف السياسات والتدابير المتخذة للتحكم فيها ومعالجة مختلف تداعياتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية.
وتوقف الأخ الأمين العام أيضا على نجاح أشغال اللجنة السياسية والسياسيات العمومية ولجنة الشؤون التنظيمية التابعتين للمجلس الوطني للحزب المنعقدتين نهاية الأسبوع المنصرم.
وبمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة 2971 تقدم الأخ الأمين العام بالتهنئة لجلالة الملك حفظه الله وللمغاربة جميعا بحلولها مشيرا إلى ما ترمز إليه من تجذر تاريخي للأمة المغربية وتنوع أصيل في إطار الوحدة الجامعة.
وبعد تداول صريح ومسؤول حول مختلف القضايا المدرجة في جدول الأعمال، تؤكد الأمانة العامة على ما يلي :
حمدا لله على نعمة الغيث
أولا : التوجه لله تعالى بالحمد والشكر على ما أنعم به على بلادنا من نعمة الغيث واستبشارها بأمطار الخير التي عمّت مختلف ربوع الوطن، والتي تعد بموسم فلاحي جيد إن شاء الله، خاصة بعد ارتفاع حقينة العديد من السدود، مما سيكون له أثر إيجابي على الأمن المائي وعلى الموسم الفلاحي وعلى ساكنة العالم القروي وعلى الساكنة جميعا، ويسهم في معالجة تداعيات شح الموارد المائية جراء نقص في التساقطات المطرية في السنوات الماضية بعدد من المناطق، ويعزز التدابير الاستثنائية التي اتخذنها الحكومة في نفس الاتجاه.
وتدعو الجهات المعنية من حكومة وجماعات ترابية وجهات مفوضة كل حسب اختصاصها ومسؤوليتها القانونية للاعتكاف على معالجة الأضرار الناجمة عن تلك التساقطات.
ذكرى تقديم وثيقة الاستقلال والتلاحم بين الملك والقوى الوطنية في تحقيق الاستقلال وتعزيز الوحدة الوطنية ومواصلة الإصلاحات
ثانيا : التوقف عند دلالات ذكرى تقديم وثيقة الاستقلال باعتبارها من الأحداث الوطنية البارزة في مسار الكفاح الوطني من أجل الاستقلال واستعادة كامل السيادة الوطنية وتأكيد وحدتنا الترابية، وما ترمز إليه من قيم الوطنية الصادقة والنضال والتضحية في مواجهة الاحتلال والمطالبة بالاستقلال والتحكم في القرار الوطني، وما تختزنه هذه اللحظة الوطنية في وعي ووجدان المغاربة من قيم على رأسها أن التلاحم بين المغاربة ملكا وقوى وطنية صادقة ومخلصة، يوفر إمكانيات هائلة للتغلب على مختلف الصعاب والتحديات ومواصلة البناء الديمقراطي واستكمال الإصلاحات على أساس ثوابت الأمة المغربية.
التنويه بمواصلة التصدي للجائحة وتداعياتها
ثالثا : التنويه بالتدابير المتواصلة فيما يتعلق باحتواء الجائحة وبالاستعدادت الجارية من أجل تلقيح المغاربة ضد فيروس كوفيد_19، والتدابير الحكومية المتخذة لمواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للجائحة وخاصة ما يتعلق بدعم المقاولة والمأجورين.
الشروع في إجراءات افتتاح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة وتعزيز التطورات الاستراتيجية في ملف وحدتنا الترابية
رابعا : تعتبر أن تأكيد التزام الولايات المتحدة الأمريكية خلال زيارة وفد أمريكي لبلادنا بتنزيل المرسوم الرئاسي والشروع في إجراءات افتتاح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة مباشرة بعد شهر من الإعلان الرئاسي المعترف بمغربية الصحراء، يأتي ليعزز التطورات الاستراتيجية الهامة والمتواصلة التي تعرفها قضية الوحدة الترابية لبلادنا، ويشهد على حكمة السياسة التي تتبعها المملكة تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك والتعبئة والإجماع الوطنيين خلفه، والمجهودات الديبلوماسية لبلادنا التي أثمرت دعما واسعا لمقترح الحكم الذاتي، وسحب عدد كبير ومتزايد من الدول أو تعليق اعترافها بالكيان الانفصالي وعزل الأطروحة الانفصالية وفتح عدد آخر منها لقنصلياتها في أقاليمنا الجنوبية.
التنويه بانخراط مناضلي الحزب في خدمة الوطن والمواطنين
خامسا : التنويه بالمستوى العالي من الجدية والصدق لانخراط الحزب ومناضليه في خدمة الوطن والمواطنين في مختلف مستويات عمله سواء تعلق الأمر بالتدبير العمومي الوطني أو التدبير الترابي، وإصرار مناضليه على ذلك رغم الصعوبات والإكراهات، فضلا عن تنامي الوتيرة التأطيرية والتنظيمية لهيئات الحزب وقيادته الوطنية والمجالية والتفاعل المتواصل والفعال مع مجريات الحياة السياسية والوطنية، وتدعو إلى تعزيز ذلك الانخراط والتفاعل كما وكيفا.
موقف ثابت من حقوق الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل استرجاعها
سادسا : التنديد بالاعتداءات التي تنفذها قوات الاحتلال “الإسرائيلي” والممارسات والسياسات الاستيطانية التي تنتهك باستمرار حقوق الشعب الفلسطيني والقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وكان آخرها قرار حكومة الاحتلال ببناء مستوطنات جديدة، وعمليات التجريف والحفريات في ساحة البراق وبالقرب من باب المغاربة وفي محيط المسجد الأقصى المبارك، وهي العمليات التي تستهدف تفكيك مسجد قبة الصخرة وبناء الهيكل المزعوم.
وتجدد الأمانة العامة تأكيدها الثابت والراسخ على حقوق الشعب الفلسطيني في النضال من أجل استرجاع حقوقه الوطنية كاملة غير منقوصة، وبأنه لا يجوز المساس بالطابع الإسلامي للمسجد الأقصى ومصلياته وباحاته، وتستنكر محاولات حكومة الاحتلال تغيير الوضع الديني والتاريخي للمسجد الأقصى، والمعالم الإسلامية والمسيحية للقدس، وتؤكد أنها ممارسات وسياسات مخالفة للقانون الدولي ولقرارات المنظمات الأممية ستبوء بالفشل.
تثمينها المصالحة بين دول مجلس التعاون الخليجي ودعمها للوحدة الترابية للمغرب
سابعا : تثمينها للخطوات المهمة للمصالحة ونبذ الخلاف بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي ونجاح لقائه الأخير بعد استئناف عقد دورات مجلسه الأعلى، والذي انتهى إلى مصالحة تاريخية بعد سنوات من الخلاف بين مكونات هذا المجلس، وتنوه بما أسفرت عنه القمة من تجديد دعمها للوحدة الترابية لبلادنا.
وتأمل الأمانة العامة في أن تعزز هذه المبادرة مسار التعاون والتكامل بين دول وشعوب المنطقة العربية، والعمل العربي والإسلامي المشترك.
وتنوه بالحكمة وطابع الحياد الإيجابي الذي التزمته المملكة المغربية تجاه مختلف الدول الخليجية الشقيقة، وكذا السعي المتواصل والصادق لملك البلاد، حفظه الله، من أجل رأب الصدع وتجاوز الأزمة الحادة بين الأشقاء الخليجيين في ظروف دولية وإقليمية صعبة.
وحرر في: 27 جمادى الأولى 1442هـ الموافق لـ 11 يناير 2021م
الإمضاء
النائب الأول للأمين العام
ذ.سليمان العمراني