بقلم : بثينة قروري
رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية
في سياق وطني خاص و حساس أجدني مضطرة لتوضيح بعض الأمور التي لا يتسع لها واجب الوقت ولا الجهد، لكن توالي الهجمات والاتهامات الغير المفهومة اتجاه منتدى الزهراء، تجعلني أقدم التوضيحات التالية وهي بديهيات لكل من ألقى السمع وهو شهيد:
1- الاتهام بالنسوية:
النسوية كمذهب فكري له مقوماته الفلسفية وسياقاته التاريخية، التي تطورت نتيجة عوامل اجتماعية وسياسية وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية.
أما الحركات النسائية المغربية فهي تبنت بشكل مبكر قضية المرأة والظلم الذي وقع ولايزال عليها، ولكنها افتقرت إلى مرجعية الوحي وتبنت الحلول السهلة التي وجدتها موجودة في التجربة الغربية دون أن تفهم سياقاتها الحضارية والتاريخية المختلفة.
_2 سياق التأسيس:
أما بالنسبة للحركة الاسلامية فمنذ معركة مواجهة الخطة الشهيرة فقد انتبهت إلى الفراغ الموجود في هذا المجال كما انتبهت ايضا الى الفراغ الحقوقي، فأسست جمعية متخصصة هي منتدى الزهراء للمرأة المغربية..
هذا المنتدى هو عبارة عن شبكة نسائية تضم أزيد من 130 جمعية بالإضافة إلى العديد من مراكز الاستماع والإرشاد الأسري..
بعد حوالي عقدين من الاشتغال الميداني راكم خبرة معتبرة في الاحتكاك بمشاكل الاسرة في الميدان وداخل المحاكم، وأصدر العديد من المذكرات العلمية في محطات معينة للترافع عن قضايا الاسرة..
3- خبرة ميدانية طويلة يفتقر لها الكثيرون:
وهو اليوم الأكثر أهلية للترافع عن قضية إصلاح المدونة انطلاقا من المرجعية الإسلامية، إلى جانب جميع المدافعين عن هوية المجتمع المغربي المسلم، لأن الكثيرين ممن تأخذهم العاطفة الدينية دفاعا عن الاسلام تنقصهم المعرفة الدقيقة بالواقع وبالاختلالات الموجودة..
ولذلك ليس من الحكمة في شيء اتهام منتدى الزهراء بالعلمانية، أو كما سبق لبعض أعضاء حركة التوحيد والإصلاح، وحزب العدالة و التنمية أن اتهموا بعض عضواته بالمتأسلمات، و أننا نعزف على نغمة النسوانيات ولا نبالي، وبنقصان العقل و عدم النضج….، فقط لأنهن أصبحن يمتلكن معرفة دقيقة بالواقع ويتبنين خطابا يدافع عن قضايا الطفل والمرأة والأسرة بشكل متخصص انطلاقا من المرجعية الإسلامية، ونتحدى هؤلاء الذين يقومون اليوم بالنضال في المناضلات أن يأتونا بمقترح واحد لنا يتعارض مع الشريعة الإسلامية..
4- الاهتداء بالنظر الشرعي في جميع المطالب والمقترحات:
لابد من تذكير بعض من يطلقون العنان لألسنتهم دون أن يتقوا الله في أخواتهم، أن جميع اجتهاداتنا واقتراحاتنا نخضعها للنظر العلمي الشرعي ونستشير فيها مع الفقهاء المجتهدين والعلماء المجددين، لكننا نستمع أيضا، للنساء المعنفات ولمحامياتنا اللواتي يعايشن مشاكل المرأة في الميدان، ونستمع للقضاة الذين لهم خبرة في المعايشة اليومية للاختلالات.
5- نرفض جميع الاتهامات وندعو أصحابها لمراجعة أنفسهم :
بهذه العدة المعرفية والواقعية نجحنا بحمد الله في فرض مكانتنا في ساحة التدافع بمقترحات نوعية تقارع باقي التنظيمات النسائية التي لا تحترم الثوابت الشرعية، وجهزنا أنفسنا لجميع المعارك بما فيها معركة إصلاح المدونة بمقترحات عملية دقيقة نابعة من شريعة الإسلام ومقاصده السمحة، ونرفض جميع الاتهامات التي تمسنا في ديننا وفي أعراضنا خاصة من أناس لهم سوابق في انتهاك حقوق نسائهن وهم يقفون في صف الدفاع عن المرجعية الإسلامية..
ندعو هؤلاء إلى التوجه بقذائفهم نحو الأهداف الحقيقية وينتبهوا لمن يستهدفون مؤسسة الأسرة ويرفعون مطالبهم بكل جرأة دون مراعاة هوية الشعب المغربي المسلم.
فدعونا نوجه تفكيرنا نحو المعركة الأساسية، ولا تدفعونا للرد على بعض التفاهات التي تلهينا عن واجب الوقت.
إنكم تطلقون الرصاص على أقدامكم.