الترقب يسود جبهة لبنان الجنوبية: إجراءات أمنية وتحرك سياسي لضبط الوضع.
بيروت : ريتا الجمّال عن موقع : العربي الجديد.
تتجه الأنظار، اليوم الثلاثاء، إلى الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، بعد تطورات سُجِّلت أمس الاثنين، مع توسّع رقعة القصف الإسرائيلي على بلداتٍ جنوبية، وردّ “حزب الله” في ساعات المساء بعد إعلانه عن مقتل ثلاثة من عناصره جراء ضربات إسرائيلية.
ميدانياً، يسود الترقب تحرّك “حزب الله”، خصوصاً أنه أعلن عما سمّاه “ردّاً أولياً” على مقتل عناصره الثلاثة من جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي بمهاجمته ثكنتي “برانيت” و”أفيفيم” الإسرائيليتين، بينما يتحضّر في ساعات بعد الظهر إلى تشييعهم في بلداتهم.
واكتفى مصدر في “حزب الله” بالقول لـ”العربي الجديد”: “لن نعلن عن خطواتنا، وكلّ تحرّك سيكون له ردّ، اليوم سنشيع شهداءنا، والمقاومة لن تسكت عن تصرفات العدو، الذي يتمادى ويتخطى الخطوط الحمراء”.
أما سياسياً، فقالت أوساط حكومية لـ”العربي الجديد”، إنّ “هناك سلسلة لقاءات واتصالات أمنية وسياسية تجرى اليوم الثلاثاء، منها مع مسؤولين في حزب الله لمحاولة ضبط الوضع والحؤول دون تطوّره، والحفاظ على استقرار الجنوب وأمن اللبنانيين، فلبنان الرسمي لا يريد أن يدخل في أي حرب، وأولويته حفظ الأمن والاستقرار، لكن في المقابل يجب على العدو الإسرائيلي أن يوقف انتهاكاته”.
ولفتت المصادر إلى أن “المسؤولين اللبنانيين، وبينهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، تلقى اتصالات خارجية، تحذر من خطورة الوضع، وتحث لبنان على البقاء بمنأى عن تداعيات الوضع المتفجر في فلسطين المحتلة”، مشيرةً إلى أن “ميقاتي على تواصل مستمرّ مع قادة الأجهزة الأمنية وكذلك اليونيفيل لمتابعة الأوضاع جنوباً”.
وأعلنت وسائل إعلام تابعة لـ”حزب الله”، صباح اليوم الثلاثاء، عن اشتباه جيش الاحتلال الإسرائيلي بتحرك في منطقة خربة شعيب بين بلدتي بليدا وميس الجبل، ما دفعه لإطلاق 4 قذائف مدفعية وعدد من القنابل المضيئة.
وأشارت أيضاً إلى قيام جيش الاحتلال بإطلاق 10 قذائف ضوئية صباحاً في أجواء بلدة ميس الجبل الحدودية.
وقال مصدر عسكريّ في الجيش اللبناني لـ”العربي الجديد”، إنّ “الدوريات مكثفة على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، وفي عدد من البلدات المحيطة، التي تعرّضت لقصف العدو الإسرائيلي، أمس الاثنين، والتنسيق على أعلى درجة مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) التي بدورها تقوم بتسيير الدوريات”.
وأشار المصدر إلى أن “هناك إجراءات أمنية استثنائية في الجنوب، ونكرر دعواتنا للمواطنين إلى اتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر وعدم التوجّه إلى المناطق المحاذية للحدود حفاظاً على سلامتهم”.
ولفت المصدر إلى أن “هناك حركة نزوح سجِّلت من مواطنين يقطنون في المناطق المحاذية للحدود، وتلك التي على مقربة من النقاط التي تعرّضت للقصف الإسرائيلي، وهناك أضرار مادية سجلت نتيجة ضربات العدو، لكن لم يجرَ إحصاؤها بعد”.
في سياقٍ متصل، أقفلت اليوم المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة في الأقضية المتاخمة للحدود الجنوبية الدولية، وذلك نتيجة التطورات الأمنية، وبناءً على قرار صادر عن وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي.
كما علقت الدروس والأعمال الإدارية، اليوم الثلاثاء، في فروع وشُعب الجامعة اللبنانية في النبطية وصور وبنت جبيل، بسبب توتر الأوضاع الأمنية على الحدود الجنوبية، على أن تصدر الجامعة بيانات لاحقة وفق تطور الأوضاع.
وتطوّرت الأحداث بعد ظهر أمس الاثنين، بعد هدوء حذر خيّم في ساعات الصباح، إذ توسعت رقعة القصف الإسرائيلي لبلدات لبنانية جنوبية، منها أطراف بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل، واستهدف العدو أطراف الضهيرة ويارين ومروحين في محيط موقع الراهب.
كما أصيب ضابط في الجيش اللبناني بجروح طفيفة إثر سقوط قذائف هاون تابعة للعدو الإسرائيلي في باحة مركز للجيش اللبناني في خراج بلدة رميش الجنوبية، وذلك بحسب بيان رسمي صادر عن المؤسسة العسكرية.
ووقعت، أمس الاثنين، اشتباكات عند السياج الحدودي المتاخم للمنازل في بلدة الضهيرة، جنوب لبنان، خرقت الهدوء الذي كان قائماً صباحاً، واستهدف العدو المنطقة بالقذائف، وقد أعلن عن مقتل متسللين اثنين على الأقل في الاشتباكات، وقصف 3 مواقع لحزب الله بعد التسلل الحدودي.
من جهته، نفى حزب الله ضلوعه في العملية، وذلك قبل أن تعلن سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مسؤوليتها عن العملية العسكرية التي نفذت بعد ظهر الاثنين، مشيرةً إلى أنها أدت إلى إصابة 7 جنود إسرائيليين، بينهم إصابة خطيرة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، مقتل ضابط في صفوفه، وذلك خلال الاشتباكات التي وقعت أمس الاثنين.