مسؤول إسرائيلي: سنهجّر الفلسطينيين لمصر كما هجّر الأسد السوريين.
أورينت نت – ماهر العكل
فاجأ مسؤول إسرائيلي سابق، إعلامياً أمريكياً بتصريحه حول أحداث غزة وعملية التهجير العمد التي تقوم بها حكومته، تجاه أكثر من مليوني فلسطيني موجودين في القطاع.
وخلال لقاء تلفزيوني له على قناة “الجزيرة إنكليزي” قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي السابق “داني ايالون”: إن إسرائيل ستهجر الفلسطينيين كما هجّر الأسد السوريين ويجب على مصر أن تستقبلهم عندها في صحراء سيناء ويبنوا لهم خياماً ويمدونها بالماء والكهرباء على غرار مخيمات اللجوء السورية. وزعم “أيالون” أن بلاده لا تقول للمدنيين في غزة اذهبوا للبحر واغرقوا، بل يمكنهم الذهاب إلى صحراء سيناء فهناك مكان كبير فارغ، مضيفا أن هذا الكلام ربما يقال للمرة الأولى، حيث إن إسرائيل تريد خروج المدنيين من القطاع لسيناء وسيقوم المجتمع الدولي بتأسيس بنية تحتية لهم وخيم ويوفر لهم الغذاء والماء.
وأشار الدبلوماسي الإسرائيلي السابق إلى أن هذا الاقتراح شبيه بما حدث قبل بضعة سنوات عندما فرّ السوريون من الأسد إلى تركيا وتم نصب خيام لهم هناك والآن يُقدّر عددهم بالملايين وأنقرة قبلت ذلك أيضاً، والآن مصر مجبرة على قبول ذلك لأنه مهم لحياة الناس، حسب زعمه.
ولدى سؤال المذيع له عن سبب إصراره على خروج المدنيين من معبر رفح فقط أجاب أيالون بأنه لا يوجد أمامهم غير مصر وإذا لم يدخلوها فإلى أين سيذهبون؟، عندها أجاب المذيع بالقول: “يذهبون إلى بلدك إسرائيل” هي من هجّرتهم وعليها استقبالهم.
وتابع المذيع هجومه على المسؤول الإسرائيلي السابق بالقول: أنتم تدّعون أنكم تريدون إنقاذ المدنيين وبنفس الوقت لا تريدونهم أن يهاجروا لداخل إسرائيل، وتريدون فتح معبر آمن ليذهبوا لمصر لكنكم بالوقت نفسه تقصفونهم فكيف يمكن لهذا أن يحدث (في إشارة إلى أن مخطط التهجير معدّ سابقاً لأهالي غزة).
تهجير وتحذير
وفي وقت سابق أكدت منظمة “يونيسيف” أن الوضع في غزة بات كارثياً ولم يعد هناك وجود لأماكن آمنة في ظل تواصل القصف العنيف والزيادة الكبيرة في عمليات نزوح الأسر، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار من أجل التمكن من إدخال المساعدات الإنسانية، ولا سيما مع نزوح نحو 420 ألف شخص من منازلهم.
وكان الجيش الإسرائيلي دعا الجمعة لإخلاء شمال غزة تمهيداً لاقتحامه، طالباً من الفلسطينيين النزوح نحو مناطق جنوب القطاع، وذلك من أجل سلامة المدنيين الشخصية بحسب زعمه، تزامناً مع قطع الخدمات الأساسية عنهم وعلى رأسها المياه والكهرباء والغذاء.
رفض أممي أوروبي للإجلاء
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن “نقل أكثر من مليون شخص عبر منطقة حرب مكتظة بالسكان إلى مكان بلا طعام أو ماء أو سكن، عندما تكون المنطقة بكاملها تحت الحصار، أمر خطير للغاية، وفي بعض الحالات، ببساطة غير ممكن”.
وأضاف أن “هناك حاجة إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري إلى أنحاء غزة حتى نتمكن من توفير الغذاء والماء بشكل جيد لكل من يحتاج إليه” مشيراً إلى أنه “على اتصال مستمر مع القادة في أنحاء المنطقة، مع التركيز على سبل تخفيف المعاناة ومنع المزيد من التصعيد الخطير في الضفة الغربية أو أي مكان آخر في المنطقة، وخاصة في جنوب لبنان”.
وبالمثل، أكد منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث أن الأمر الإسرائيلي بإجلاء 1.1 مليون شخص من شمال غزة ينتهك قواعد الحرب والإنسانية الأساسية.
ولفت إلى أن “إجبار المدنيين الخائفين والمصابين بصدمات نفسية، بما في ذلك النساء والأطفال، على الانتقال من منطقة مكتظة بالسكان إلى أخرى، دون حتى توقف القتال ودون دعم إنساني، أمر خطير وشائن”.