مجرد رأي

سهاد اكتوبر و أرق نونبر

بقلم ابو ايوب
باث من شبه المؤكد ان المغرب اصبح يترقب بحذر شديد ، التحولات الجيوستراتيجية المتسارعة ان على الصعيد القاري و صلاته بالعالم العربي و الدولي ، بخاصة علاقاته المتوترة مع دول الجوار كاسبانيا التي انقلبت عليه في قضية الصحراء ، و موريتانيا المعترفة و الجزائر الحاضنة فضلا عن تونس بسبب استقبال قيس سعيد لزعيم البوليساريو ابراهيم غالي ، وضع غير مريح يسبب سهاد و ارق للديبلوماسية المغربية و البلد لم يبرأ بعد ، من مخلفات الزلزال و مضاعفاته الاقتصادية و الاجتماعية بالتزامن مع هجمة اعلامية غربية شرسة استهدفت بالاساس العاهل المغربي ( الاعلام الفرنسي و الاسباني و بعض من الامريكي ).
سهاد اكتوبر المقبل نوجزه في تطورات قضية الصحراء بالامم المتحدة و مجلس الأمن الدولي ، قضية بالنسبة للمغرب هي مسألة وجود و ليس نزاعا على الحدود كما جاءت في الخطاب الملكي ، بالتالي هي المنظار الذي يؤطر علاقات المغرب مع شركائه الدوليين ، و من المتوقع ان يخصص المجلس بتقديري ثلاث جلسات او اربع على ابعد تقدير خلال اكتوبر ، لمناقشة قضية الصحراء في ظل التطورات الميدانية .
كما سيتم عرض احاطة المبعوث الشخصي ديميستورا و تقرير الامين العام غوتيريش حول الوضع بالاقليم ، مع الأخذ بعين الاعتبار المواقف التي عبرت عنها دول الجوار موريتانيا و اسبانيا و امريكا صاحبة القلم ، فيما القرار المتوقع اصداره نهاية الشهر من المحتمل جدا ان يكون مؤرقا للمغرب ، ليس فقط من خلال احتمالية توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الانسان ، بل كذلك عبر وضع خارطة طريق لفرض حل نزاع عمر طويلا و اصبح يهدد الأمن و الاستقرار بالمنطقة و المصالح الغربية بشمال افريقيا ، كما يرتقب ايضا ان يتم التمديد لبعثة المينورسو لانتذابين او ثلاث في انتظار نتائج الانتخابات الامريكية اوائل السنة القادمة ، اي بما معناه ان 2024 هي سنة حسم قضية الصحراء .
خارطة الطريق هذه لمح لها بيدرو سانشيز عند القاء كلمته من على منصة الامم المتحدة ، كمااشار لها ايضا وزير الخارجية الاسباني خوصي مانويل الباريس في معرض حديثه مع نظراءه اثناء القمة العادية 78 للأمم المتحدة المنعقدة بنيويورك ، متطرقا في نفس الوقت الى اقتراب موعد جمركة حدود سبتة و مليلية رسميا ، تزامنا مع رسالة احزاب سياسية اسبانية للملك فيليبي السادس بخصوص المدينتين باعتبارهما حدودا اسبانية اوروبية ناتوية مع افريقيا ، في المقابل تم تسجيل شبه غياب لاي نشاط ديبلوماسي مغربي متميز و نوعي كما جرت به العادة من قبل ، حيث بدى صوت المغرب شيئا ما خافتا غير مبال بخطاب شانشيز و متجاهل لتصريحات ألباريس .
من زاوية اخرى و ضمن فعاليات الشراكة الاستراتيجية و التعاون الاقتصادي بين افريقيا و العالم العربي ، و من أجل تفعيل الاهداف التي سطرتها قمة مالابو سنة 2016 ، بلاد الحرمين الشريفين على موعد مع استضافة الرياض العاصمة أشغال القمة الاقتصادية افريقيا العالم العربي شهر نونبر القادم ، و قد بدأت بالفعل التحضيرات الاولية للقمة بمقر الجامعة العربية على صعيد وزراء الخارجية و بمشاركة رئيس المفوضية الافريقية التشادي موسى فقي ، قمة في حال انعقدت قد تسبب ارقا للمغرب لا سيما اذا تكفل الاتحاد الافريقي بارسال دعوات المشاركة في قمة الرياض ، اي بمعنى توجيه دعوة رسمية ل( جمهورية الصحراء ممثلة بابراهيم غالي ) ، على غرار ما حصل بتونس بمناسبة انعقاد قمة تيكاد بين اليابان و الاتحاد الافريقي .
بالتالي عند حدوثها ستعتبر اكبر اختراق للجامعة العربية و توطئة او مقدمة لبداية الاعتراف العربي بالخصم ، قبل الاعلان الرسمي عن انضمام ( دولة اخرى للجامعة العربية ) ، فهل سيقاطع المغرب قمة افريقيا العالم العربي ام سيشارك و لو بمستوى متدني مكره اخوك لا بطل ؟ ثم ماذا عن ( حلفاء) المغرب من الخليجيين كالسعودية مثلا ( ترسل مساعدات سنوية لمخيمات تندوف) او الكويت التي رفضت الانسحاب من القمة الرابعة بين الاتحاد الافريقي و الجامعة العربية التي استضافتها جمهورية النيجر ! و كيف سيكون الرد المغربي في حال رضى السعودية على مشاركة خصم المغرب اشغال القمة المزمع عقدها بالرياض ؟
بين سهاد اكتوبر و ارق نونبر خيط رفيع ناظم لعلاقات المغرب مع خصومه الكلاسيكيين و حلفاءه التقليديين ، و اي هفوة لحظية او زلة لسانية او كبوة ديبلوماسية سترتد بالضرورة سلبا على مصالح المغرب بافريقيا و العالم العربي ، بالتالي اصبح ضروريا على المغرب الاحتياط قدر الامكان ، و عدم التسرع في اتخاذ القرار كيفما كان نوعه ، حفاضا و ضمانا لمصالحه الاستراتيجية ، في الوقت الذي كشرت الفهود عن انيابها و كثرت فيه الذئاب المتربصة…و قد صدق الشاعر في بيته هذا ” اذا رأيت انياب الليث بارزة…..فلا تظنن ان الليث يبتسم ” .
انعمتم اوقاتا و استودعكم في رعاية من لا تضيع ودائعه …..

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى