من يحيى إلى يحيى
مسرور المراكشي
لقد قيل التاريخ يعيد نفسه ، لكن هنا في فلسطين تقريبا عاد الشخص نفسه ، إنه قدر الله أن يعود إسم يحيى ليقض من جديد مضاجع بني صهيون ، يحيى رمز الحياة و تحدي الخوف من الموت ، لكنها حياة العز والكرامة لا الذل و المهانة ، لقد عرفت الضفة الغربية مناضل شرس ، عاش في تسعينيات القرن الماضي ، إنه يحيى عياش مهندس المتفجرات وفنان التخفي ، لقد دوخ المهندس جيش المحتل الصهيوني ، وكل الأجهزة الأمنية التي كانت في حالة استنفار دائم بحثا عنه ، حتى بدأ العدو الصهيوني يشك في رجال الدين اليهود ، حيث انتشرت شائعات مفادها أن يحيى متنكر في لباس رجل دين ، وهذا من فرط الهوس والرعب الذي أصاب المحتل ، لقد حرم العدو و قطعان المستوطنين النوم ليلا ، و أذهب عنهم الأمن والأمان نهارا ، حيث يكفي فقط ذكر إسم يحيى عياش ، حتى ترى بعض قطعان المستوطنين في هلع كبير ، يركضون في كل اتجاه كأنهم حمر مستنفرة ، والبعض الآخر يمارس رياضة الإنبطاح أرضا ، مع وضع اليدين على الرأس في انتظار الموت القادم ، مع يحيى لا مكان آمن لا باص ولا سوق أو ملهى أو معبر ، الموت مزروع في كل مكان فالمحتل يعيش في رعب دائم ، ولما استشهد المهندس ظن المحتل أن فيلم الرعب قد انتهى إلى الأبد ، لكنه كان واهم فما كاد ينسى رعب يحيى الضفة ، حتى ظهر يحيى غزة النسخه المطورة و المنقحة المزيدة ، حيث يمكن أن نطلق عليه لقب يحيى ( PLUS) , وهكذا يصبح يحيى الأول مجرد تمرين أو تسخين ، مقارنة مع يحيى السنوار أبو إبراهيم ، لقد كان يحيى الضفة يفجر باص هنا أو ملهى هناك ، يرسل استشهادي لمعبر أو لبعض جنود المحتل ، لكن يحيى غزة أرسل أزيد من آلف استشهادي دفعة واحدة ، حيث دخلوا غلاف غزة في سابقة تاريخية ، و دمروا قاعدة بشكل كلي (فرقة غزة) و أسروا جنود و احتلوا عدة مستوطنات ، لقد كان السنوار مهندس الضربة العسكرية ل 7 اكتوبر المجيدة ، ناهيك عن تدمير العشرات من مركبات العدو ، و الإشتباك مع العدو من مسافة الصفر ، وهناك رشقات صواريخ بالآلاف لم تتوقف إلى اليوم ، ويعد يحيى السنوار الشهيد الحي ، لأنه المطلوب الأول للعدو بسبب شنه معركة طوفان الاقصى ، وهو بكل تأكيد لا يهاب الموت ولا تهديد العدو ، لقد سبق له أن تحداه أمام العالم ، وقال له أنا ذاهب إلى المنزل مشيا على الاقدام ، وخرج السنوار يحي الناس في الشارع بكل ثبات ، والعدو يراقب تحركات السنوار دون أن يحرك ساكنا ، واليوم يحيى غزة لا يختفي خوفا من الموت ، بل يعتبر الموت في سبيل الله أسمى أمانيه ، لكن العدو يعتبر تصفيته هدف عسكري استراتيجي كبير ، لهذا يريد حرمانه من هذا الهدف ، وهو على كل حال مشروع شهادة كباقي المقاومين ، لكن مسرور المراكشي يبشر العدو بعد استشهاد يحيى السنوار ، أن هناك يحيى الثالث جاهز قادم و إن شاء الله ، وهو الأخطر على العدو من الاثنين معا ، بحيث يتمنى العدو الصهيوني يوم من أيام السنوار ، فمن يدري قد تفتح فلسطين على يديه إن شاء الله ، لقد كثف العدو من ضرباته مستهدفا المشافي والمدارس وكل مرافق غزة ، قتل الأطفال والنساء ولم يسلم من بطشه حتى الخدج ، كل ذلك في سبيل تحقيق نصر موهوم واستعادة هيبة الجيش المنهارة ، نعم إن رؤية تلك المشاهد من إجرام الصهاينة يحز في النفس ، دماء أشلاء متناثرة دموع الأطفال ألم شديد يصعب تحمله ، لكننا مسلمين نؤمن بالقدر خيره وشره ، ولا يفعل ربك إلا خيرا و هذه على كل حال ضريبة التحرير ، لكن تأمل معي أخي الكريم هذه الآية الرائعة وكأنها نزلت للتو ، لتعلم عظمة هذا القرآن فهذه الآية تصف بالضبط حال المؤمنين ، وما تمر به الأمة من ظروف صعبة على المستوى الشعوري ، الآية 14 من سورة التوبة : ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم و يخزهم وينصركم عليهم و يشف صدور قوم مؤمنين) ، إن كلمة يشف جاءت في مكانها تماما ، فمتى يكون الشفاء ؟ طبعا بعد المرض لأن فعلا رؤية مشاهد الإبادة الجماعية ، و أشلاء متناثرة و دماء الشهداء مع بكاء الأطفال ، كل هذا يصيب المسلم بالضيق و يعتصر قلبه ألما و كمدا ، لكن سماعه أخبار سارة عن خسائر العدو الصهيوني ، يشفي صدره ويشعر بفرح غامر يذهب ما كان به من ألم ، إنه شفاء بعد مرض أصاب صدره بضيق وألم ، ولكم خبر سيشفي صدوركم إن شاء الله ، لقد صرح مدير مقبرة (جبل هرتزل ) العسكرية ، ديفد أرون بارو خ في مقطع فيديو نشرته وزارة الأمن الإسرائيلية ، وذلك أمس السبت حيث قال: ( إن المقبرة تستقبل عدد كبير من القتلى ، بمعدل جنازة كل ساعه أو كل ساعه ونصف ، وأكد أن 50 جندي دفنوا في 48 ساعة الماضية ) ، هذا مصدر رسمي وإحصاء من مدير المقبرة ، هذا العدد من قتلى العدو في يومين فقط فما بالك ب 45 يوم ..! وهذا يؤكد مصداقية الملثم أبو عبيدة الذي قال : ( إن أعداد قتلى العدو أكبر مما يعلن ) ، فعلا إن من شر البلية ما يضحك ، تعالو بنا نقارن بين كلام مدير المقبرة ، وكلام الناطح الرسمي لجيش العدو ، مدير المقبرة يقول 50 جثة في 48 ساعة والناطق يقول 5جثت فقط ، أين ذهبت إذن 45 جثة أو جيفة ؟ من نصدق الذي رأى الجثامين مباشره وحفر لهم قبورهم و عدهم واحدا واحدا ؟ أمن سمع توجيهات قيادته وكرر أرقام سمحت له بها الرقابة العسكرية..!!؟ والعرب تقول : ( ليس من رأى كما من سمع ) ، هذا يؤكد مجددا مصداقية الملثم لا حرمنا الله من إطلالته البهية ، لقد حاول أحد مشايخ البلاط السخرية من الملثم ، فأصبح أضحوكة يتنذر به الناس ، و عاب عليه كبار العلماء والمشايخ فعله الشنيع هذا ، لقد وضع طرف عقاله على وجهه تشبها بالملثم وهو يصرخ مرددا ، أبو عبيدة جاهد بالسنة مرددا ذلك عدة مرات ، وهل ياشيخ ما يقع في بلدك من رقص و فجور وغناء ، والناس تقتل في غزة يعد من السنة ؟ استحي من نفسك وانظر إلى جسمك المكرش و المترهل ، وقارن بينه وبين قامة الملثم جسم رياضي صلب منتصب القامة ، مفوه فصيح يهابه العدو يتكلم بثقة لا يثرثر كثيرا ، زد على ذلك لم يطلب منك الملثم الجهاد لا سمح الله ، أظن لو كنت ياشيخ من بين أسرى القسام ستكون لهم مشكل لوحدك ، نظرا لحجم جسمك الضخم ، لأن الأنفاق مصممة للبشر ، حيث يمكنهم توسيع النفق لتمر بسلام ، وهذا فيه زيادة تكاليف والله المستعان ، قل خيرا ياشيخ البلاط السمين أو اصمط ، في الأخير نقول للمجاهدين حفظكم الله أواكم الله ثبتكم الله نصركم الله