جلالةالملك يعزي أفراد أسرة المرحوم عباس الجراري
“وبهذه المناسبة المحزنة، نعرب لكم، ومن خلالكم لكافة أهلكم وذويكم، ولأسرة العلماء الأجلاء بمملكتنا الشريفة، ولجميع محبيه وطلبته، عن أحر تعازينا وأصدق مشاعر مواساتنا، في هذا الرزء الفادح، الذي لا راد لقضاء الله فيه، سائلينه عز وجل أن يعوضكم عن فقدانه جميل الصبر وحسن العزاء”.
“إن رحيل الفقيد العزيز لا يعد خسارة لأسرتكم الموقرة فحسب، بل إنها خسارة أيضا للمغرب الذي فقد برحيله شخصية أكاديمية فذة مشهود لها بغزارة العطاء في المجالات العلمية والأدبية والدينية، مستحضرين بكل إجلال، ما كان يتحلى به الفقيد من دماثة الخلق، ومن خصال رجال الدولة الأوفياء والعلماء الأجلاء، ومن غيرة وطنية صادقة، حيث كان، رحمه الله، مثالا يحتذى في التشبث بثوابت الأمة ومقدساتها، والتعلق المتين بالعرش العلوي المجيد”.
ومما جاء في هذه البرقية: “كما أننا نستحضر، ونحن نستشعر فداحة هذا الرزء الذي ألم بأسرتكم، ما كان يحظى به الراحل من احترام وتقدير كبيرين من لدن المثقفين والأكاديميين في المغرب وفي العالم العربي والإسلامي، فضلا عما كان يتمتع به من نزاهة فكرية وكفاءة عالية، واقتدار مكين في سائر المهام الجامعية والسامية التي أنيطت به، سواء في عهد والدنا المنعم، جلالة المغفور له الحسن الثاني، قدس الله روحه، أو تحت إمرة جلالتنا”.
وقال صاحب الجلالة أيضا “وإذ نشاطركم أحزانكم في هذا المصاب الجلل، لنضرع إلى الله العلي القدير بأن يجزي الفقيد المبرور الجزاء الأوفى على ما قدم لملكه ولأمته ودينه من جليل الأعمال، وصادق الخدمات، وأن ينعم عليه بالرضوان مشمولا بالرحمة والغفران، ويرفع مقامه في أعلى عليين مع الذين أنعم عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا وجعله من الذين حق فيهم قوله تعالى: “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا”. و”إنا لله وإنا إليه راجعون”. صدق الله العظيم.