استقالة “مهندس” النظام الأساسي للتعليم وصاحب مشروع “المدرسة الرائدة”.
كشف مصدر مطلع عن استقالة يوسف السعدني، مستشار وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، الذي أوكل له تدبير مشروع مؤسسات الريادة.
وقال ذات المصدر أن سعدني الذي كان يعد “وزير ظل” بالقطاع، فضل مغادرة وزارة “باب الرواح”، وديوان بنموسى، بعد أن سبقه لذلك آخرون عقب حراك الأساتذة الذي وضع الحكومة في مواجهة احتجاجات غير مسبوقة.
وكان السعدني رجل ثقة شكيب بنموسى ما جعله يضع الخطوط العريضة للنظام الأساسي الذي فجر غضب العاملين في قطاع التعليم.
واستقدم بنموسى يوسف السعدني، المسؤول الكبير في صندوق الإيداع التدبير، والمستشار السابق للبنك الدولي لديوانه بعد أن عمل إلى جانبه ضمن لجنة النموذج التنموي.
ومنح بنموسى للسعدني مفاتيح مشروع “المدرسة الرائدة” الذي يهدد بتكرار نفس فضيحة البرنامج الاستعجالي بعد أن رصدت له ميزاينة سنوية تقدر بحوالي 160 مليار.
واستعان بنموسى ب 14 مستشارا ومكلفا بمهمة جميعهم من خريجي البعثة الفرنسية والذين كلفوا بإصلاح تعليم عمومي لا يعرفون عنه شيئا.
هؤلاء كانوا يدبرون الوزارة بمجموعة واتساب، في تجاهل للمصالح المركزية، قبل تفجر أزمة النظام الأساسي التي تحمل بصمات عدد منهم، وعلى رأسهم مستشار الوزير يوسف السعداني.
وكانت مستشارة بنموسى المكلفة بتنزيل مشروع الإعدادية الرائدة بكلفة مالية ضخمة، قد فضلت بدورها الانسحاب، وذلك بعد الاحتجاجات التي واجهها مشروع المدرسة الرائدة مع نزول الأسر للشارع.
ووفق المصادر ذاتها فإن عددا من الأسماء التي تزاحمت في ديوان الوزير قادمة من لجنة النموذج التنموي، وصندوق الإيداع والتدبير، ومؤسسات أخرى، صارت تفكر في الرحيل تجنبا للمواجهة المفتوحة مع الرأي العام، خاصة بعد أن صار اسم مستشار بنموسى يوسف السعداني يتصدر المشهد كعراب للنظام الأساسي، ومكلف بمهمة تنزيل توصيات البنك الدولي بالقطاع.
وحسب مصدر مسؤول بالوزارة فقد سبق لمستشارة بديوان الوزير بنموسى أن انسحبت بدورها في شهر غشت من السنة الماضية، وهي المستشارة التي وضعت مشروعا للترفيه داخل المؤسسات التعليمية.
ووفق المعطيات التي حصل عليها ميديا 90 فإن عددا من مستشاري بنموسى الذين تعودا الاشتغال في الظل، صاروا يتخوفون من دفع فاتورة الأزمة الحالية، والتي قد تعصف بالوزير في حال إجراء تعديل حكومي، هذا رغم الدعم المعلن من طرف رئيس الحكومة.
وقالت المصادر ذاتها أن الانسحابات، والاستقالات في محيط الوزير بنموسى، تذكر بتجربة الوزيرة لطيفة العابدة التي جلبت معها فريقا من المستشارين لتنزيل سلسلة من الوصفات الفاشلة ضمن البرنامج الاستعجالي، وهو ذات الفريق الذي انسحب مثل الشعرة من العجبين من الوزارة، بعد تفجر فضائح البرنامج الاستعجالي.
استقالة يوسف السعدني حسب المصادر ذاتها ستحدث زلزالا حقيقيا في مشروع المدرسة الرائدة الذي وضع ضمن برامج خارطة طريق الإصلاح الممتدة إلى غاية 2026، والذي تطلب 389 مليون و360 ألف درهم خلال سنة 2023، في مرحلة تجريبية أولى، على أساس تخصيص مليار و240 مليون درهم خلال المرحلة الثانية في سنة 2024.