طوفان الأقصى… وأعظم رسالة لمعجزة الإسراء والمعراج
محمد اسوم
في السنوات الأولى للبعثة المحمدية …..
وفي ذروة المواجهة مع الشرك والمشركين في مكة
وفي قلب المحنة والتعذيب والاضطهاد والصدود والسخرية ..
أكرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم برحلة مباركة معجزة..
في ليلة واحدة …
بالجسد والروح ..
برفقة أمين الوحي جبريل عليه السلام ..
وعلى ظهر دابة ملائكية بسرعة فوق ضوئية..
من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى …
ومن المسجد الأقصى إلى السماء السابعة …
فالعودة الى المسجد الحرام…
هل كانت رحلة تثبيت ؟؟
ربما
لكن التثبيت لا يحتاج إلى هذه الرحلة العظيمة …
فالله تعالى ثبت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي وبرؤية أمين الوحي على هيئته الكاملة …
((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا))
الأمر أعظم من التثبيت بالتأكيد …
■■ إنها تحديد معالم المعركة الحضارية فيما تبقى من الزمن للوجود الكوني …
فالرسول عليه الصلاة والسلام هو خاتم الأنبياء …وهو رحمة للعالمين جميعا …
ليس بعده نبي …
وليست رسالته إلى قومه أو إلى محيطه العربي فحسب
لذلك كانت هذه الرحلة من المسجد الحرام الذي كان تحت سيطرة الوثنيين الى المسجد الأقصى الذي كان تحت سيطرة أهل الكتاب
رحلة الإسراء كانت تحديدا لهذه المعركة الحضارية الكبرى مع كل قوى الشرك والضلال على اختلافها
بهذه الرحلة تم وضع الأساس لعالمية الرسالة …وعالمية المواجهة ..وحتمية الانتصار والظهور والعلو …
(( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ))
■■ نحن أولى الناس بإبراهيم عليه السلام ….والإبراهيمية بدعة ماسونية ..
كانت الرحلة من المسجد الحرام وليست من أي مكان آخر في مكة …
فالمسجد الحرام كان مركزا للتوحيد الخالص على يد إبراهيم عليه السلام الذي رفع قواعده مع إسماعيل عليه السلام …
((وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ..))
لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم وأمته أولى الناس بإبراهيم وليس أحد غيرهم
((إن أوْلَى ٱلنَّاسِ بِإِبْرَٰهِيمَ لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا ٱلنَّبِىُّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ۗ وَٱللَّهُ وَلِىُّ ٱلْمُؤْمِنِينَ))
هذه الآية ….
تسقط بدعة الإبراهيمية اليوم… التي تحاول الماسونية العالمية ترسيخها على يد بعض الأعراب ..
ألإبراهيمية الماسونية : تلبس الحق بالباطل وتساوي بين الشرك والتوحيد والهدى والضلال …وتعمل على ترسيخ التطبيع الكامل مع الغاصب والمحتل للمسجد الأقصى ولكل أرض فلسطين ..
■■ والمسجد الأقصى كان مركزا للشرائع السابقة للإسلام الحنيف على يد إبراهيم ويعقوب والأسباط وموسى وعيسى عليهم السلام جميعا
والقائم على التوحيد الخالص من عبادة الوثن أو تأليه الأنبياء أو نسبة الصاحبة والولد لله رب العالمين …
ورسالة النبي صلى الله عليه وسلم هي امتداد لرسالتهم جميعا :
((قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبْرَٰهِۦمَ وَإِسْمَٰعِيلَ وَإِسْحَٰقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلْأَسْبَاطِ وَمَآ أُوتِىَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَآ أُوتِىَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍۢ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُۥ مُسْلِمُونَ))
■■ لذلك كان اللقاء في المسجد الأقصى …وكانت إمامة النبي صلى الله عليه وسلم للأنبياء ….
انها بيعة الأنبياء للنبي صلى الله عليه وسلم …وتسليمه راية قيادة البشرية نحو التوحيد الخالص لله رب العالمين ..وتسليمه أمانة الأقصى وتطهير ما حوله من الأرض المباركة..
■■ ولذلك جاءت آية الإسراء في أول السورة …وبعدها مباشرة كان الحديث عن علو بني إسرائيل مرتين وإفسادهم في الأرض جمعاء وعن طمعهم بالمسجد الأقصى والصراع حوله وحتمية النصر عليهم وإساءة وجوههم وتتبير ما علوا تتبيرا
((فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا”))
■■ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يواجه الوثنية في مكة والجزيرة العربية وعينه على الشام …هناك حيث تكون الملاحم الكبرى بين حضارة التوحيد وحضارات الشرك والشرائع السماوية المحرفة …
بل إنه أخبرنا أن شريعة الله ستوهن في الجزيرة العربية …وانها ستكون قوية منيعة راسخة عالية في بلاد الشام
وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في ليلة الإسراء كما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه الطبراني :
((رأيت ليلة أسري بي عموداً أبيض كأنه لواء تحمله الملائكة فقلت ما تحملون؟ قالوا: عمود الكتاب أمرنا أن نضعه بالشام))
وعمود الكتاب سيرتفع على يد الطائفة المنصورة التي لا يضرها من خالفها ولا من خذلها والتي أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنها في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس
■■وليس ذلك فحسب …ليلة الإسراء كانت ليلة الفطرة …
كانت أيضا الأساس للمعركة الحضارية الأخلاقية العالمية بين الطيب والخبيث …بين نظام الأسرة الفطري وأنظمة الشذوذ الإبليسية
فقد ورد في الصحيحين عن النبي صلى الله وعليه وسلم :
((لَيلةَ أُسْريَ بي، أُتيتُ بقَدَحَيْنِ: قَدَحِ لَبَنٍ، وقَدَحِ خَمرٍ، فنظَرتُ إليهما، فأخَذتُ اللَّبَنَ، فقال جِبريلُ: الحَمدُ للهِ الذي هداكَ للفِطْرةِ، لو أخَذتَ الخَمرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ.)
■■ ومن الأقصى كان المعراج إلى السماء السابعة حيث سدرة المنتهى وحيث إيجاب الصلاة وحيث رأى النبي صلى الله عليه وسلم الجنة وأهلها ورأى النار وأهلها
دروس عظيمة نستقيها من المعراج …لكننا نكتفي منها بالقول :
إن ملحمة الأقصى التي ولدت ليلة الإسراء
هي الفيصل والفرقان بين فسطاطين
فسطاط المؤمنين الموحدين العابدين الطيبين الموصولين برب السماء والأرض …
وفسطاط المشركين والملحدين والمنافقين ودعاة الشذوذ والرذيلة
■■ اليوم نشهد ذلك كله
نشهد الملحمة الكبرى بين الإسلام وحضارات الشرك العالمية
نشهد المعركة الكبرى بين الفطرة وتسونامي النسوية والشذوذ،
نشهد الطائفة المنصورة في أرض بيت المقدس واكناف بيت المقدس
نشهد بداية انهيار الصهيونية ودعايتها عالميا
نشهد مياعة الجزيرة العرببة وتخليها عن عمود الكتاب الرباني
نشهد الابراهيمية الضالة …وااتطبيع الآثم
نشهد بداية تحرير الأقصى والاستعداد لدخوله فاتحين
نشهد العناية الربانية والمدد الرباني والوصل الرباني
نشهد التثبيت والتسديد والربط على القلوب والمرابطة والصبر والمصابرة
انه طوفان الأقصى …
ليس طوفان غزة …ولا طوفان الأسرى …ولا طوفان الدولتين ….
إنه طوفان تحرير وتطهير مسرى النبي صلى الله عليه وسلم ومنطلق معراجه إلى السماء السابعة ومكان بيعة الأنبياء له وصلاتهم خلفه …
إنه طوفان ظهور الإسلام عالميا على الدين كله بإذن الله …