مجرد رأي

غمزة :القلم سلاح أبدي..

 

 الصورة أم النص – القلم -؟ المنظر أم الكتابة؟ تساؤل ما زال يطرح منذ اقتحام (الصورة) الإعلامية حياتنا، بكل هذه السيطرة علينا… هناك من يعطي للنص الأولوية على الصورة، باعتباره الأصل في كل ثقافة ومعرفة ونظرية في حياتنا… وهناك من يعطي (الصورة) الصدارة على النص – الكتابة – 

………………………………………………………………………………………………………………………………………..
أسوق هذه الحكاية، وأنا أشاهد وجوها كثيرة بدأت تتزاحم في المجال الإعلامي الصحفي الجديدي فهذا قادم من عالم …، وتلك من عالم …، وآخرون من…، وربما يفاجئنا آخرون …فقد اختلط الحابل بالنابل واختلت المعايير (ها المصور الصحفي ،ها مصور الأعراس والحفلات ،ها مصور الفايس بوك ،ها المصورديالهم ،ها المصور لمعند حتى انتماء… إلخ …وبزاف !!! ) ، وهم يعلمون أن  القارء مسلوب الإرادة، لم يتعود أن يكون له رأي في شيء، وبالتالي ثقافته قائمة على الاستسلام وتقبل كل ما يملأ عليه...لا أحسدهم، ففي النهاية ومع سقوط المعايير المتعارف عليها يبقى المتتبع  هو الشاهد على ما آلت إليه الصحافة بمدينة الجديدة …ليس من عادتي أن أمارس دور الناقد المحترف الذي يزعم أنه قادر على وضع الأمور في إطارها الصحيح، فأقول دائما إنني أتعلم من كل التجارب الجميلة التي تمر في طريقي، ولا أخجل من ذلك … وللقلم رهبة في نفسي رغم سنوات التجربة الطويلة ليس خوفا أو عجزا ولكن احتراما لمهنة المتاعب وللمتلقي. فالصحفي ،قلم أصبح يفرض نفسه أكثر من أي وقت مضى، يخيف السياسيين المعتوهين ويزعزع استقرار كل جالس على كرسي لا يضمنه، ويرعب كل رجل اقتصاد نصاب، كما يفضح كل رجل أمن جلاد…
من هنا تستفزني تلك الوجوه التي «تتقافز» علينا في المحافل بآلات التصويروأمام المحاكم والإدارات و…و… .  تلتقط صورا وصورا وتمارس دورا ليس دورها ويتهافتون على حفلات الشاي متسابقين على أكل الحلويات، والتذاكي وإدعاء معرفة كل شيء، والأهم عفوا الأسوأ من كل ذلك أولئك الذين يرتدون الأقنعة ويتعاملون بأكثر من وجه وهم يتصورون أن لعبتهم هذه انطلت على الجميع وفي النهايه “لايصح إلا الصحيح”... فبالرغم من ثورة التكنولوجيا واقتحامها مختلف مجالات حياتنا اليومية إلا أن “طقوس الكتابة” التقليدية لم تفقد حميميتها ونكهتها الخاصة عند من توطدت علاقتهم “بالقلم والورقة ” للحد الذي لا يمكنهم الاستغناء عنهما وإن اقتنوا أحدث الهواتف الذكية وآخر صيحة في آلات التصوير، لأنها علاقة لا تتسم بتلك الحميمية نظرا لما يصحب الكتابة عبرها من آنية واستعجال وعدم استشعار برسم الفكرة عبر عبارات تخطها أنامل الصحفي، وكأنه يرسم مشاعره فيما يكتب، متجاوزا بذلك مجرد كتابة الفكرة، فكتابة المقالة عموما يستند على نقاط محددة وموضوعات مرتبة مسبقا، فمن المستحيل أن تنتهي هذه الحميمية بين القلم والورقة ، لأن كتابة مقالة أو تغطية حدث ما، حالة لاشعورية فوضوية تباغت الصحفي بلا موعد، وبلا استئذان، لذا من الصعب الاستغناء عن القلم والخربشة به على الورقة، لأن الخربشة هي التي ينهمر منها التدفق ومن الصعوبة أن تكون هذه الحالة منسجمة مع التقاط  الصور بكثرة ، وبعشوائية  ربما التقاط صورة واحدة كاف لتعزيز مقال أو حدث ما … أعتقد أن الحميمية بين الصحفي والورقة والقلم ستظل أبدية، بينما  الأجهزة الأخرى تبقى الرديف الذي ربما يرسم الحدث بآنية الشكل فقط ،ويبقى القلم سلاح أبدي..


أصدقائي ،نحن كأقلام التلوين..قد لا أكون لونك المفضل..وقد لا تروق لك ألوان الآخرين..لكننا سنحتاج بعضنا يوما ..لتكتمل اللوحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى