بين النكبة وطوفان الأقصى مساحة الألم والأمل.
بقلم:نورالدين قربال
بين النكبة وطوفان الأقصى أكثر من سبعين سنة والفلسطيني يقترب من العودة والتحرير من الأيادي الصهيونية الغاشمة التي تشكل وباء على العالم. أصبحت القضية الفلسطينية شأنا عالميا والتفاؤل بالنصر هو العنوان الأكبر للمرحلة. لأن عقليات الصهاينة أوهن من بيت العنكبوت. وأحرار وشرفاء العالم عرفوا حقيقة العدو الصهيوني. فلا عبودية بعد اليوم ولا مكان لفرية محاربة السامية بعد الإبادة الجماعية التي قام بها العدو في فلسطين. إن الاحتفال بذكرى النكبة مع استحضار طوفان الأقصى له طعم خاص، لأنه احتفال بنصر قريب بحول الله تعالى. لأن الصمود انتصر على الإرهاب، ومازالت المقاومة تواجه بكل ما تملك أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
هل صحيح أن هناك دولة تسمى “إسرائيل”؟ هذا بهتان عظيم. هناك عدو صهيوني مدعم من قبل المجموعة السبع بدون حياء. وبالمقابل مقاومة وصمود شعب ضد الاحتلال ممهدا لعالم جديد افتضحت فيه الصهيونية العالمية وفريتها “معاداة السامية”. لقد هزمت سرديات الصهاينة. إنها فاشية ونازية ووحشية وهذا ما تقرر عند الجميع إلا من أبى. لأنها تقود معركة إبادة لشعب لا يريد إلا الاستقلال والتحرر كما عرفت كل الدول التي ابتليت بالاحتلال.
للشعب الفلسطيني ثوابت لن يتخلى عنها حتى يتحرر من قيود الصهاينة. ويطرح حق العودة بإلحاح ومواجهة كل الشتات الذي دبر له من قبل خصوم وأعداء الشعب الفلسطيني. إن دور الشرفاء والغيورين على فلسطين محدد أساسي رغم التهديدات التي يتعرضون لها من قبل الصهاينة بالوكالة. والصهاينة يهربون إلى الأمام بعد الوضع الذي أصبحوا عليه اليوم. لقد فشلوا خلال هذه الفترة رغم القمع والإرهاب أمام صمود الشعب الفلسطيني مما جعل العدوفي ورطة.
لقد فشلت خطة العدو وشرع في حلول ترقيعية مصحوبة بارتباك كبير لأن حلفاءهم أصيبوا باستغراب وتورطوا مع العدو في هذه الإبادة الدامية تجاه شعب لا يرغب إلا في تحرير بلاده. إذن قادة الصهاينة يتصرفون بحماقة تجاه الأبرياء. رفضوا الاعتراف الأممي بفلسطين رغم حصولها على الأغلبية المطلقة فكيف يقبلوا بها في جغرافية فلسطين. إنه ليس أمام الشعب الفلسطيني إلا الصمود مع فتح نوافذ تفرضها ظروف الشعب أحيانا مع عدو لا ثقة فيه. وسيتمكن هذا الشعب الأبي من الحصول على كل حقوقه الشرعية والمشروعة.
هل سيستمر العدو في الاحتلال بعد تراجع التعاطف مع هذا الكيان الذي انكشف أمره لصالح شعار “الحرية لفلسطين”؟ إذن السقف الفلسطيني سما سموا كبيرا محليا وإقليميا ودوليا. إنه الاستعلاء الفلسطيني الناتج عن الصمود الذي توج بطوفان الأقصى ومازال مستمرا رغم حماقة العدوان الصهيوني. إن رفع الأعلام الصهيونية مؤشر على الهزيمة الحقيقية. لأن الصورة الحقيقية هو الانهزام القيمي للعدو في كل مكان. لقد آن الأوان أن يعود المستوطنون الظالمون إلى أوطانهم ويعودون الفلسطينيون إلى أرضهم الذين ابعدوا منها قسرا. هذا هو الصواب وفصل الخطاب. فهل نحن قادرون على تشكيل جبهة دولية لإتمام أسطورة الصهيونية التي لا تقهر باعتبارها آفة على العالم كله ونكتب تاريخا آخر من جديد؟
لقد استعمرت بريطانيا فلسطين منذ العشرينات وصرح أحد قادتها أنذاك قائلا: لقد انتهت الحروب الصليبية. إذن فهو صمود عمر أكثر من مئة سنة. بذلك فهذا شعب مبارك وهذه أرض مقدسة حيث يوجد المسجد الأقصى إذن فتحرير هذه البلاد تمليه الضرورة العقدية والاجتماعية والحضارية.
إن ما يكن استنباطه مما ذكر ما يلي:
-تجريم إسرائيل دوليا ومواجهة التحديات الصهيونية للمنظمات الدولية التي تدافع عن الحق الإنساني، وإعلان استقلال فلسطين من عدو أرتكب جرائم حرب إبادة وتطهير عرقي.
-التفاؤل بالتحرير والسعي إلى بذل مجهود كبير من أجل الوصول إلى هذه النتيجة وسيرتاح العالم من الشر الأكبر.
-فضح كل المتلاعبين بالحق الفلسطيني أمام الملأ حتى يصبحوا مكشوفين للجميع.
-تجاوز خطاب التيئيس لأن اليأس قتال ودعم المقاومة الفلسطينية ولو بالكلمة الطيبة والدعاء الصالح.
-استثمار القوة الجماهيرية في كل مكان الداعية إلى فلسطين حرة من أجل تشكيل جبهة دولية لتحرير العالم من وحشية إسرائيل.
-الإشادة بالمقاومة والصمود ضد الإرهاب الصهيوني التي تطورت كثيرا في الأونة الأخيرة مع مصاحبة هذا التطور بروح مشحونة بالثقة في رب العالمين الذي يدبر الكون كيف يشاء وبما شاء.
-فضح كل الجرائم الصهيونية إعلاميا وبلغات متفرقة وبكل أشكال الإبادة الجماعية والتنكيل بشعب أعزل يريد الحرية والاستقلال.
-استثمار البعد السياسي والدبلوماسي إقليميا ودوليا من أجل نصرة القضية الفلسطينية.
-تكرار في كل المحافل صهيون إلى الزوال وفلسطين إلى الاستقلال.
-تفنيد كل مزاعم السرديات الصهيونية وإبراز حقيقتهم العدوانية خاصة على المستوى الفكري والأكاديمي والبحث العلمي.
-تحريك العدالة الدولية ضد العدو الصهيوني خاصة في سياق اليوم الذي برزت فيه الحقائق.
-تحديات النكبة وبشائر طوفان الأقصى مؤشرات ومحفزات للتنبؤ بمستقبل أفضل للفلسطينيين وللعالم.
-الحذر من الحروب النفسية المدمرة والقيام بالواجب والدعاء الدائم لرب الأنام من أجل النصرة وتدمير أعداء الحق والدين.
-الانتقال من النكبة والنكسة إلى طوفان الأقصى حيث الصمود في ظل الكرامة والعزة.
-الوعي بالقضية وتسويقه على جميع المستويات خاصة التربية والتكوين من المؤشرات المركزية في الصراع مع العدو الصهيوني.
-طوفان الأقصى امتداد طبيعي للنضال الفلسطيني الذي عمر قرنا من الزمن وهي ثورة حتى النصر بحول الله.
-المعركة مع الصهيونية معركة بين الوجود واللاوجود بين الإنسانية واللاإنسانية بين عمارة الأرض وتدميرها.
وأخيرا وليس آخرا نؤكد على الاستمرارية وكلنا أمل في تحرير فلسطين الحبيبة التي دخلت قلوب وعقول الشرفاء وأحرار هذا العالم والموت للعدو الصهيوني إلى الأبد.