أخبارمجرد رأي

غمزة : إكسير الحياة

لكل منا وجهة نظر فيما يرى ويسمع ولكل منا الحق في ان يبدي ما يظن أنه الأقرب للصواب وخاصة فيما يتعلق بالشأن العام الذي هو في النهاية يعد من الحقوق العامة التي يشترك الكل وأقول الكل في أحقية ابداء ما يرونه الأصح ولكن بعيدا عن التخوين، وان من العق واﻹجرام فرض ما تظنه صواباً على من يخالفك الرأي باستخدام أساليب الترهيب ذات اﻷشكال الكريهة والتي لن تنتج الا مزيدا من الكراهية ومزيدا من التعصب والشحناء كما ان لثقافة الاختلاف أسساً عامة أهمها عدم التلفظ بألفاظ أقل ما يقال عنها انها ألفاظ سوقية رخيصة يعف اللسان عن ترديدها وتعف الأذن عن سماعها وفي كل الأحوال لابد ﻷي منا عدم الشطط فيما يقول ﻷن ما يراه هو صواباً سيراه الجانب اﻵخر خطأ، وما نراه اليوم خطأ في مرحلة عمرية سنراه حتما صواباً بتغير الظروف، ولذا يجب علينا ان ننظر بعدة مناظير وبعدة اتجاهات حتى لا يقع أي منا في دائرة التعصب والكراهية التي لن تأتي الا بمزيد من الخراب والدمار، ولنا في التاريخ خير عظة، ها هم كفار قريش بعد ان عاندوا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وقالوا فيه ما قالوا ما ان تبدلت الظروف الا ورضخوا وآمنوا برسالته وأصبحوا من الدعاة لتلك الرسالة التي حاربوها وأصبح الرسول صلى الله عليه وسلم أعز عليهم من أنفسهم وأولادهم وأموالهم، ولو عاد بهم الزمن لما حاربوه ولذا علينا ان ننظر لاختلاف وجهات النظر بمزيد من التبصر وذلك بأن نغلق أبواب التعصب بمزيد من التسامح ومزيد من الرفق واللين الذي سيجلب مزيدا من الحب الذي هو اكسير الحياة والذي به ومن خلاله نستطيع ان نتجاوز خلافاتنا واختلافاتنا التي باتت تشكل عقبة في مشوارنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى