ثقافة وفنون ومؤلفات

جمعية وليلي للثقافة والفن وإحياء التراث في ملتقى الشباب للموسيقى التراثية بمولاي ادريس زرهون.

في أجواء فنية مميزة ووسط حضور جماهيري كبير أمام منصة الساحة الكبرى لمولاي إدريس زرهون، اختتمت جمعية وليلي للثقافة والفن وإحياء التراث، مساء الأربعاء 14 غشت الجاري، فعاليات النسخة الأولى من ملتقى الشباب للموسيقى التراثية، الذي نظم تحت شعار “بالشباب يحيا التراث” خلال الفترة الممتدة من 12 إلى 14 غشت 2024، وذلك بتنسيق مع مغاربة العالم وبتعاون مع جماعة مولاي إدريس زرهون. وقد استمتع الجمهور بفقرات موسيقية وغنائية تنوعت بين ما هو تراثي وما هو عصري، قدمتها نخبة من المجموعات الغنائية التراثية من شباب المدينة. هؤلاء الشباب أبدعوا في خلق أجواء حماسية طوال الحفل، مما يعكس الروح العالية والاحترافية التي يتمتع بها أبناء مدينة مولاي إدريس زرهون في مثل هذه التظاهرات، مؤكدين أن هذه المدينة هي بحق مدينة الفن والثقافة بامتياز. وقد تزامن الحفل الختامي المميز مع احتفالات ذكرى استرجاع وادي الذهب، مما أضفى على الحفل أبعادًا وطنية عززت من روح الانتماء والوفاء للوطن وتوجت بالدعاء الصالح لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وتلاوة برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله من طرف رئيس الجمعية السيد سعيد البقالي.

النسخة الأولى للملتقى، التي امتدت على مدى ثلاثة أيام، تميزت بتنوع الفعاليات والأنشطة الفنية، بما في ذلك ثلاث سهرات عمومية كبرى، أحيتها 10 فرق ومجموعات غنائية تمثل ألوانًا تراثية متنوعة من مختلف أقاليم المملكة، بما في ذلك عيساوة، حمادشة، كناوة، والملحون. هذا إضافة إلى تنظيم ندوة علمية تحت عنوان “التراث الثقافي في خدمة التنمية المستدامة”، بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين البارزين مثل الدكتور إدريس الكريني، الأستاذ محمد الموساوي، الأستاذ حسن إمامي، والأستاذ عبد الله الشبيهي.

ومن بين الفعاليات البارزة ايضا، كان هناك نشاط “حوار الثقافات والأجيال” الذي نظم في الموقع الأثري وليلي، حيث تم إلقاء أشعار باللغات العربية، الأمازيغية، الحسانية والزجل المغربي من قبل شعراء مرموقين، مصحوبة بمعزوفات تراثية أصيلة ورسم لوحة فنية من التراث، في تجربة فريدة لمزج الشعر والموسيقى والرسم.

شكلت هذه النسخة الأولى من الملتقى فرصة لرفع الوعي بأهمية التراث الثقافي المتنوع كركيزة أساسية للهوية الوطنية، وتشجيع الشباب على المشاركة الفعالة في الحفاظ على هذا التراث ونقله للأجيال القادمة. كما سعى الملتقى إلى خلق فضاءات إبداعية تجمع بين الأصالة والابتكار في مجال الموسيقى التراثية، ودعم التنمية المستدامة للمدينة ومحيطها من خلال الترويج للسياحة الثقافية. بالإضافة إلى ذلك، كانت هذه النسخة مناسبة للاحتفاء وتكريم مجموعة من الأسماء البارزة في مجال التراث الموسيقي المغربي.

وإذ تؤكد الجمعية على نجاح النسخة الأولى من الملتقى، فإنها تعرب عن امتنانها الخاص لمغاربة العالم كما تعرب عن شكرها للمنابر الإعلامية بمختلف أصنافها ولكل المشاركين والمثقفين والباحثين والفعاليات المدنية الحاضرة دون أن تنسى الجمعية شكر كل الأطر التقنية وموظفي وأعوان المجلس الجماعي لمدينة مولاي ادريس زرهون وكافة المساهمين والمتدخلين من قريب أو بعيد في إنجاح النسخة الأولى.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى