أخبار

الأخطار المرعبة ثلاثية الأبعاد المحدقة بأمريكا في الوقت الراهن

أبو أيوب
لم يسبق لأمريكا منذ استقلالها أن عاشت كوابيس مرعبة كالتي تعيشها اليوم ، كوابيس فاقت بسنوات ضوئية ما عاشته ستينيات القرن الماضي وقت نشر الاتحاد السوفياتي أنظمة صواريخ نووية بكوبا فيما عرف وقتذاك بأزمة خليج الخنازير ، و بمناسبة ذكر كوبا هذا البلد الصغير الذي يعيش أطول حصار امريكي عرفه التاريخ حتى حدود الساعة ، لا بأس أن أستذكر على مسامعكم معشر القراء ما جاء على لسان الزعيم الكوبي فيديل كاسترو ردا على سؤال أحد الصحفيين ، حول الانتخابات الأمريكية سنة 1960 و من يفضل بين المرشحين نيكسون ام كينيدي ؟ فأجاب :
لا يمكن المقارنة بين حذائين يرتديهما نفس الشخص ، فأمريكا لا يحكمها الا حزب واحد هو الحزب الصهيوني و له جناحين ، الجناح الجمهوري يمثل القوة الصهيونية المتشددة ، و الجناح الديموقراطي يمثل القوة الصهيونية الناعمة ، بالتالي لا يوجد فرق في الأهداف و الاستراتيجيات ، أما الوسائل و الادوات فهي تختلف قليلا لتمنح كل رئيس نوعا من الخصوصية و مساحة للحركة.
جواب فيديل كاسترو يحيلني بالضرورة إلى تحذير وجهه الرئيس الأمريكي السابق جورج واشنطن للشعب الأمريكي قبل مغادرته المكتب البيضاوي قبل انتهاء عهدته الرئاسية ، مما جاء فيه واجب أخذ الحيطة و الحذر من سيطرة ا.ل.ص.ه.ي.و.ن.ي.ة و اليهود على مراكز النفوذ و صناعة القرار بالولايات المتحدة الأمريكية ، و هي إشارة على أنهم قوم لا يؤتمنون و قد ثبث بالفعل غذرهم و خبثهم إبان الحرب العالمية الثانية سنة 1941 ، يومها أسر الألمان جنودا روس و امروهم بحفر حفرا عميقة ثم أتوا بمجموعة من اليهود و رموهم في تلك الحفر ، بعدها أمروا الأسرى الروس بجرف التراب و دفنهم جماعيا لكن الأسرى رفضوا ، فما كان من القائد الألماني الا إصدار أمر اخراج اليهود الذين أمرهم بدفن الأسرى الروس مكانهم ، و قبل أن يواروا الثرى في قبور جماعية بصفة نهائية أمرهم بالتوقف عن رمي التراب ، بعدها وجه كلامه للأسرى الروس متسائلا هل عرفتم اليوم ديدن اليهود و لماذا نمقتهم؟
بالعودة إلى الكوابيس التي تؤرق إمبراطورية مورغان في الوقت الراهن ، و الأخطار المرعبة ثلاثية الأبعاد التي تمثل تهديدا وجوديا لدولة العم سام في شكلها الحالي كاقتصاد ليبرالي متوحش ، و كنظام سياسي توسعي متعجرف متغطرس فشل في إدارة مختلف الازمات على المستوى الدولي ، فضلا عن منظومة اجتماعية فشلت في تدبير و إدارة شؤون الشعب الأمريكي داخيا، حيث انهارت القيم و الاخلاق فأمسى الإنسان مجرد سلعة تباع و تشترى ، و ارتفعت أسهم العنصرية و انتعشت تجارة السلاح و المخذرات و الجريمة المنظمة …أخطار و كوابيس كما يراها اليانكي في النظام الدولي الحالي تتلخص في ثلاث نقاط أبرزها :
* الصين اولى الكوابيس المرعبة للعم سام و هي تمثل تهديدا استراتيجيا ، و هم يشغلونها في كثير من الميادين لكي لا تتحول الى المجال الاستراتيجي و العسكري ، لذلك شغلت ( بضم الشين و كسرالعين ) الصين بالنمو الاقتصادي و هي الآن عملاق اقتصادي و درجة النمو أعلى من أمريكا و اوروبا ، هذا الجنس الاصفر لديه مقومات عالية للسيطرة على العالم و قدرة إنتاجية تفوق بكثير المجموعة الأوروبية و امريكا معا ، الصين خطر عليهم ولذلك لا بد من اشغالها و ابعادها عن الشرق الأوسط و ينابيع الطاقة من غاز و نفط الذي تزيد حاجتها له مع الايام ، و هي من أكبر المستوردين لنفط الشرق الأوسط ، و لذلك خلص الاحترابيون بالبنتاغون بأن احسن طريقة للسيطرة على الصين هي وضع اليد على نفط المنطقة الشرق أوسطية ، و اذا فرحوا في السيطرة عليه 100% يصبح بالإمكان كبح جماح الصين و التحكم في معدل النمو بها و اليابان أيضا …
* الخطر الثاني هي أسلحة الدمار الشامل التي ترعب امبراطورية مورغان ، أربعة كيلوغرامات من الانتراكس مثلا يحملها واحد فدائي أو يدخلها ” ارهابي” عبر الأنفاق التي تصل المكسيك بالولايات المتحدة الأمريكية ، كفيلة بقتل أكثر من 330.000 مواطن أمريكي في ساعة واحدة في حال اثقن نثرها على الوعاء السكاني ، مرعبة الفكرة هذه بمعنى أن ما حصل يوم 11 سبتمبر يعتبر لا شيء قياسا بالوسائل التي استخدمت وقتذاك و التوقيتات و المواعيد و قصص المؤامرات…فماذا لو تمكن الشخص هذا من الوصول إلى حديقة البيض الابيض او إلى جوار الكونغرس أو البنتاغون ؟ علما بأن القاعدة و تفرعاتها كان لها شمال أفغانستان فعلا علماء و خبراء متخصصون في الأسلحة الكيماوية ، و هذا أمر تعرفه أمريكا بقدر معرفتها بالكميات و القطع التي تم تهريبها إلى أماكن آمنة خارج أفغانستان ، و هي اليوم في سعي حثيث بحثا عن أماكن تواجدها …
شيئ مرعب فعلا أمر الجهاديين و خبراتهم القتالية و ليس كما كان يصورهم الإعلام الغربي و العربي كونهم عراة حفاة.. و خير مثال مع وجود الفارق ما حصل من تمريغ انوف قوات التحالف العربي باليمن طوال ست سنوات ، وما يحدث اليوم بالبحر الأحمر و باب المنذب و ميناء أم الرشاش(ايلات) و مدينة تل الربيع (تل أبيب), أو ما حدث يوم 7 اكتوبر بغزة و لا زال يحدث من انهيار الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر و فشل أجهزة المخابرات العسكرية و المدنية في توقع الكارثة و ما خفي اعظم
* الكابوس الثالث و الاكثر رعبا كما يراه خبراء البنتاغون و مختلف أجهزة الاستخبارات …هو ما أفصح عنه مستشار الأمن القومي السابق أشتون كارتر في إدارة الرئيس كلينتون، و هو بالمناسبة يدرس اليوم العلوم السياسية في جامعة هارفرد ، هو يسمي الخطر الثالث بالإرهاب الأبيض المرعب داخل الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث أعلن عن وجود ما يزيد عن 300.000 ميليشيا بيضاء تنادي بضرب الحكومة الفيدرالية في واشنطن ، و بطرد العرب و اليهود و الزنوج من امريكا ، اناس عنصريين يسمون انفسهم ريدلانكس و الكوكسكلان ، عندهم في منطقة نيبراسكا و المناطق التي يزرع فيها القمح و الحبوب مخازن لها تحولت لتخزين السلاح ، و هم يفكرون حتى في ضرب مفاعلات نووية داخل البلاد ، كما عندهم مشاريع لضرب المفاعل النووي المتواجد على شواطئ بحيرة ميشيغان الذي يغذي كامل شمال امريكا بالكهرباء …
زوار ليل و زوار موقع الجديدة نيوز ، كانت هذه نبذة من نماذج شتى مما ينتظر إمبراطورية مورغان في المستقبل المنظور…أنعمتم أوقاتا كل بحسب تموقعه الجغرافي و إلى موعد آخر …سلام اولى القبلتين و ثالث الحرمين عليكم مشفوعا بتحيات ابو ايوب

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى