ما الذي يعنيه التمويل الحكومي الصهيوني لاقتحامات المسجد الأقصى؟
“وزارة التراث الصهيونية” والتي ينتمي وزيرها عميحاي لتيار الصهيونية الدينية ويرافق زميله إيتمار بن جفير في معظم اقتحاماته للمسجد الأقصى المبارك، أعلنت الإثنين 26-8-2024 بأنها ستمول برنامج اقتحاماتٍ حكومي للمسجد الأقصى المبارك، فما الذي تعنيه هذه الخطوة؟
أولاً: الأثر السياسي هو الأهم، فحجم التمويل الذي تم اعتماده هزيل وقيمته 2 مليون شيكل، أي ما يوازي 526 ألف دولار؛ لكن الأهم أن هذا سيعني تبني الحكومة الصهيونية رسمياً لاقتحامات المسجد الأقصى باعتبارها إحدى سياساتها الرسمية، ونقل الدور الحكومي الرسمي من حماية الاقتحامات وتأمينها إلى تبنيها وتسييرها.
ثانياً: في نص الإعلان، قالت “وزارة التراث” الصهيونية إن هدفها من هذه الخطوة هو “أن يكون من الممكن التعرف إلى التراث اليهودي لجبل الهيكل دون روايات تروج لمعاداة السامية”، أي أن الميزانية عملياً ستخصص لإنتاج وترويج رواية صهيونية إحلالية تتحدث عن المسجد الأقصى باعتباره هيكلاً، وستصبح هناك رواية رسمية لمشروع الإحلال الديني في الأقصى، بعد أن كان متروكاً لمجموعة كبيرة من المنظمات والجماعات التي تدعمها حكومة الاحتلال وتحافظ على مسافة منها.
في المحصلة، هذا الإعلان يعني أن الحكومة الصهيونية باتت تتبنى علناًi برنامجاً وروايةً رسمية لتغيير هوية المسجد الأقصى من مسجد إلى هيكل، وهو إعلان كانت تتجنبه في الماضي وتحاول أن تحافظ على الغموض تجاهه.