مجرد رأي

عرب الشرف و اعراب العلف

ابو أيوب
بون شاسع يفصل بين شرفاء عرب اليمن السعيد و مواقفهم المؤيدة الداعمة ، المساندة للمقاومة الفلسطينية بغزة العزة و الضفة الغربية ، و بين مواقف اعراب العلف المتخادلة الخائنة الطاعنة في الظهر و الصدر ، المؤيدة لما يرتكبه الص.ه.ا.ي.ن.ة من جرائم حرب و ابادة جماعية ضد المدنيين أطفالا و نساءا و شيوخا و كهولا ، جرائم ضد الانسانية نددت بها شعوب المعمور دون استثناء، اللهم الا من همهم الوحيد بطونهم و ما بين ارجلهم من اعراب متيمون بالعوراة الخانعون المنبطحون الراكعون لأولياء نعمهم الساجدون لارادة امبراطورية مورغان ، الأعراب اللاحسة لنعال و أحذية ربيبته المدللة اسرائيل
ما يحدث اليوم بغزة العزة ، عرى أكثر سوآتهم و كشف عوراتهم أمام المتعاطفين معهم من اذيال الاستعمار القديم ، المشككون بقدرات شعوبهم و الحالمون بالتنمية الاقتصادية و المستقبل الواعد…أذيال روجوا لمشاريع عملاقة و استثمارات ضخمة لاقناع الشعوب بجدوائية و منافع التطبيع …فلا مصر نجحت في الخروج من ازماتها منذ 1979 تاريخ امضائها على اتفاقية كامب ديفيد ، و لا الاردن استطاع تحقيق شيئ يذكر لشعبه منذ توقيعه على اتفاقية وادي عربة سنة 1994…
و ها نحن اليوم نعيش الذكرى السنوية الثالثة للاتفاقية الابراهيمية و لا شيئ تحقق على ارض الواقع…لا تنمية بشرية و لا استثمارات اقتصادية و لا افتتاح قنصليات امريكية و اسرائيلية …و يبقى الرابح الوحيد من الاتفاقية الابراهيمية اسرائيل بدون منازع فيما الخاسر الأكبر أمبراطورية مورغان أمريكا ، ارباح لم تدم طويلا اذ عصفت بها رياح طوفان الاقصى يوم سابع أكتوبر 2023 لتضاف لها سقوط هيبة و انعتاق من هيمنة و احتراق ورقة العم سام أمريكا أمام انظار العالم , و لا زالت تداعيات طوفان الأقصى المبارك تحقق المعجزات رغم هول المأساة ترخي بظلالها في مسرح السياسة العالمية ( اعادت فلسطين الى صدارة الأحداث العالمية و أمست حديث الساعة بعدما تحولت من قضية شرق اوسطية الى فكرة عالمية يتم تداولها و الاقتناع بها بل الايمان بها و الدفاع عنها في المحافل الدولية و منظمات المجتمع المدني …)
احتراق ورقة امبراطورية مورغان كدولة تدير شؤون العالم تأكد اليوم بالملموس و بالحجة و الدليل ، ليس فقط من بوابة استخدامها حق الفيتو لاجهاض اي محاولة بمجلس الامن الدولي تدعو لفرض هدنة و انهاء الحرب الاسرائيلية على غزة ، بل فضح ايضا ديموقراطيتها المزيفة و دفاعها عن حقوق الانسان و ايمانها بحق الشعوب في الحرية و تقرير مصائرها ، ناهيك عن دفاعها المستميت عما ترتكبه اسرائيل من ابادة جماعية و جرائم ضد الانسانية و خرق سافر لكل القوانين الدولية ..بلغت حد تقريع الامين العام الأممي غوتيريش و بعض رؤساء الحكومات الغربية و التهجم على دول غربية ذات سيادة ، و تبقى القشة التي قسمت ظهر البعير استقالة مسؤولين كبار بوزارة الخارجية الامريكية و نواب بريطانيون …امعانها في هذه التوجهات دليل غباء و حجة انهزامها و الربيبة و بينة فقدان استقلالية قرارها السيادي السياسي…عوامل اجتمعت لتذكرها بأنها شاخت و هرمت فأصبحت نمرا من ورق و ما انكماشها و انعزاليتها الا مسألة وقت
ما يعزز الطرح هذا اكثر أفعال و اقوال عرب الشرف بغزة العزة و جنوب لبنان و العراق و سوريا ، فضلا عن أصل عرب الشرف اليمن السعيد الذي تعرض سنة 2015 لحرب غاذرة طاحنة دامت ست سنوات عجاف ، حرب خاضها أعراب العلف باملائات غربية تحت مسمى اعادة الشرعية ! و كأني بأنظمة هؤلاء الأعراب شرعية شعبية ديموقراطية و ليست صنيعة غربية…؟ بالأمس أقحاح اليمن قصفوا تل ابيب و ايلات و عسقلان و محيط المفاعل النووي ديمونا.. و لا زالوا يقصفون ، و اليوم يعودون بجدارة و استحقاق لتصدر صدارة الاخبار العالمية فارضين قوتهم و شروطهم و املائاتهم على من كان يفرضها من الغربيين ( اغلاق البحر العربي و باب المنذب بالبحر الأحمر في وجه كل السفن المتوجهة نحو اسرائيل مهما كانت جنسيتها او العلم الذي ترفعه، متوعدين باستهدافها و تدميرها..و ما دامت غزة الغزة لم تنعم بالماء و الغذاء و الدواء فلن تنعم به اسرائيل…) ، كانت هذه عينة من تصريحات العقيد يحيى سريع الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية في رده على الفيتو الأمريكي الأخير بمجلس الامن الدولي
بتقديري اليمنيون رفعوا سقف التحدي في وجه الغطرسة الامريكية لينضاف لسابقيه ( اسقاط مفخرة الصناعات الحربية لسلاح الجو المسيرة MQ9 مثالا لا حصرا ) ، و ليس لليمنيين ما يخسروه مقابل خسائر الغرب عموما و امريكا خصوصا في الحرب العالمية على الطاقة
كما بوسعي الجزم بأن الرئيسين الصيني و الروسي يفركان اصابعهما فرحا بالورطة ، او لنقل بصراحة الفخ الذي استدرجت اليه امريكا بالشرق الاوسط و الخليج أغنى منطقة طاقيا ، حيث تتوالى عليها الضربات في العراق و سوريا من خلال استهداف قواعدها العسكرية هناك ، و قد تتوسع دائرة الاستهداف لتشمل قواعدها المنتشرة بالدول الخليجية اذا ما دعت الضرورة لذلك
فيما ربيبتها ا.س.ر.ا.ئ.ي.ل تلفظ انفاسها بغزة العزة و تتشظى من جنوب لبنان و تكتوي من اليمن في انتظار الضربة القاضية من العراق و سوريا و ايران…اليوم اجتمعت كل المؤشرات على ان امريكا و اسرائيل انهزمتا في حرب غزة ، حقيقة يخفيها عنا الاعلام الغربي و العربي المتحكم فيه من طرف اللوبي ال.ص.ه.ي.و.ن.ي ( عائلة مردوخ ) ، و أن توسعة نطاق الحرب الى اقليمية خلاصة تقرير الامين العام الاممي غوتيريش أمست قاب قوسين و ادنى ، ايذانا بالاعلان الرسمي عن احتراق الورقة اليانكية و تأبين امبراطورية مورغان الى مثواها الأخير غير مأسوف على نعيها …تحيات ابو ايوب

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى