أخبار دوليةالواجهةمجرد رأي

زهايمر فرنسا

 

1-.. حديثُ المتأَزِّم عن الأزمات

    ليس بعيداً عن حديث العاهرة التي تُحاضِرُ عن الشرف .. كلاهما يُبْعِد اللوم عن نفسه ويسرق مفاخر غيره ليغطي سوءتَه وفضيحتَه ..

    رمتني بدائها وانسلّتْ

    وحينما ترومُ تغطيةَ الشمس بالغِربال وجحودَ المحسوسِ بالخيال فهذه هي الوقاحةُ بعينها..

    وذلك ما تمارسه فرنسا العجوز على لسان ماكرون الحائر ، حينما يتكلم بلسان الغيظ

    لِيُخْفِيَ ظهور دين الإسلام الذي يتجدد في كل ربوع كوكب الأرض على الدوام في أبهى الحلل وأقواها متحديا كل الغيظ والعقبات والمكائد ..

    ﴿وَرَدَّ اللَّهُ الَّذينَ كَفَروا بِغَيظِهِم لَم يَنالوا خَيرًا وَكَفَى اللَّهُ المُؤمِنينَ القِتالَ وَكانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزيزًا﴾ ﴿مَن كانَ يَظُنُّ أَن لَن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ فَليَمدُد بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ ليَقطَع فَليَنظُر هَل يُذهِبَنَّ كَيدُهُ ما يَغيظُ﴾
{قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكم .. }

2- وهذا نص بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة العلامة #الريسوني :

    {{ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يرد علي الرئيس الفرنسي ماكرون وتهجماته ضد الإسلام:

    إن الإسلام دين الله الخالد ، ودين الرحمة يزداد المقتنعون به كل يوم، فهو ليس في أزمة، وإنما الأزمة في الجهل بمبادئه وحقائقه والحقد عليه وعلى أمته فهي أزمة فهم وأزمة أخلاق، وهي مشكلة الازدواجية في المعايير، والإسلاموفوبيا ،وفي حفنة ممن صنعهم المحتلون والمستعمرون يحكمون بلاد المسلمين.

    ويؤكد الاتحاد أن مثل هذه التهجمات غير المبررة، والسماح بالاعتداء على مقدسات الإسلام وقرآنه العظيم ونبيه المبعوث رحمة للعالمين، تحت غطاء الحرية التي لا تستعمل إلا ضد الإسلام والمسلمين فقط…هي التي تصنع الإرهاب والعنصرية الدينية، وتحول دون التعايش السلمى القائم على احترام جميع الأديان وخصوصياتها .

    ويتساءل الاتحاد عن مصير الحرية في بلد النور، إذا كانت اللادينية تفرض على المسلمين، بأن يوقعوا على ميثاق العلمانية ويرغمون عليه !!

    إن الانسجام لا يصنع بالقوة، والاندماج لا يتحقق بالإرغام ، والتعايش لن يتكون بالإكراه والتهميش والتضييق على حريات الآخرين وحقوقهم، وإنما يتحقق بالعدالة والمساواة والحريات المسؤولة وتوفير المساواة للجميع دون أي تمييز على أساس العرق أو الدين.

    إن المسلمين – ماعدا حفنة صنعتها المخابرات الدولية والإقليمية – يؤمنون باحترام القوانين والالتزام بالعقود والعهود والمواثيق ، وذلك من منطلق دينهم الذي يوجب عليهم ذلك فقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) المائدة :1 وقال تعالى (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا) الاسراء: 34 ، كما أن المسلمين يؤمنون بجميع المبادئ الإنسانية المشتركة وقواعد التعايش السلمي ما دامت تحترم حريات الجميع ، لأن دينهم هو دين الرحمة والعزة للجميع، وأن خطاباته موجهة إلى الانسان فقال تعالى (أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الحجرات :13

    وفي الختام فإن هذه الهجمات المتكررة على الإسلام التي تؤذي مشاعر مليار، و700 مليون مسلم لا تتناسب إلا مع فكر القرون الوسطى الذي دفع بأوربا إلى حرب دينية صليبية (سماها السلطان صلاح الدين بحرب الفرنجة : وقال ليست حرب الصليب وإنما هي حرب اقتصادية واستغلالية، وسيدنا المسيح عليه السلام بريئ منها ،لأنه قائد التسامح والمحبة) حيث كانت النتيجة الدماء والخراب فنحن ندعوكم وأمثالكم الى التسامي فوق هذه النزاعات العنصرية.. ندعوكم إلى المبادئ المشتركة إلى التعايش السلمي، إلى الحريات للجميع، إلى الاندماج الإيجابي القائم على احترام خصوصية كل قوم ودين ولون فقال تعالى (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وبينكم… ) آل عمران: 64، فالمشتركات أكثر، وأن ما هو محل خلاف يكون مناطاً للحوار البناء، وليس بالفرض والإرغام على التوقيع . إن المسلمين يحسون بالظلم والقهر من الاحتلال القديم الذي كانت لفرنسا حصة الأسد منه، وما زالت جيوشها في أفريقيا تحرس نهب الثروات، وتدعم الأنظمة المستبدة الفاسدة، وهم يعانون اليوم من الهيمنة والغطرسة، ومحاربة الإسلام المعتدل المسالم.

    إننا ندعو الجميع – من منطلق ديننا الذي هو دين السلام والأمن والأمان- إلى السعي الجاد لتحقيق السلام العادل، وتوفير الأمن والأمان للجميع بدل الحرب وإثارة الصراعات والنزعات والعنصريات التي هي زيت على نيران الفتنة والمشاكل والمصائب.
فقد دعا الإسلام الإنسانيه إلى الدخول في هذا السلم الشامل، لأنه الأنفع والأصلح للجميع، وأن ماعداه إتباع لخطوات الشر والشياطين فقال تعالى موجهاً كلامه إلى جميع المؤمنين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) البقرة : 208 صدق الله العظيم .

أ.د علي القره داغي أ. د أحمد الريسوني
الأمين العام الرئيس }}

 

3- و في السياق نفسه :

    أَكد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محيي الدين القرة داغي أن الإسلام لا يتحمل وزر قيادات كرتونية مزيفة من صناعتكم، مشددا على أن الدين الإسلامي لا يمر بأي أزمات‪.‬ جاء ذلك في تغريدة عبر حسابه على فيسبوك يوم الجمعة، ردا على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زعم فيها أن الدين الإسلامي يمر اليوم بأزمة في كل أنحاء العالم‪.‬
ووجه القرة داغي حديثه لماكرون قائلا “السيد الرئيس لا تقلق على ديننا فهو لم يعتمد في يوم من الأيام على دعم سلطة، ولا رفع سيفا في وجه من عارضه ليفرض رايته‪”.‬

    وأضاف أن “الإسلام حقائق وجودية خالدة تملك حلا للمشاكل المستعصية على السلطات، فهو دين الله وليس نظام حكم يعتمد على مزاج الناخبين ولا تزييف الوعي، فالإسلام هو الحضور المستمر للعقل والبرهان وحماية الإنسان‪”.‬

    وتابع أن الإسلام حيث تكون الحرية تجده في خير، وحيث يكون الاضطهاد ينبت رغم أنف المستبدين‪.‬

    وأكمل “لا يمر ديننا بأزمة ولن يمر، فليس الإسلام صناعة بشرية كي نخاف الضمور والكساد، هو إسلام وكفى يتنفس رغم مكائد الآخرين، ورغم الإسلاموفوبيا، لسنا في خوف على ديننا ولا نحتاج يا سيادة . الرئيس لمن يبصرنا بوجود أزمة‪”.‬

    وأردف “بل إننا نقول لك: المستقبل لدين الإسلام، ونحن في خوف على مستقبل المجتمعات التي تجعل من أديان الآخرين ومقدساتهم أهدافا مشروعة، نحن في خوف على مجتمعات من سلطات تدمن صناعة أعداء لها‪”.‬

حروب دينية :

    وقال “نحن نشفق على حاكم ما زال يعيش أزمة وشبح حروب دينية، يعيش في قرونها الوسطى ونحن في القرن الحادي والعشرين‪”.‬

    وأوضح أنه إذا كانت هناك أزمة حقيقية فهي تعود لازدواجية معايير بعض ساسة الغرب، ونفيدكم علما أن من يقود زمام الحكم في العالم العربي والإسلامي في غالب الدول هم ممن أنتم صنعتموه أو كان انقلابيا باركتم بوصوله الحكم على جماجم الأبرياء‪.‬

    وواصل حديثه قائلا “السيد الرئيس ماكرون: أنتم في أزمة، أزمة انتكاس أخلاقي وإنساني وسياسي ولا يتحمل الإسلام وزر قيادات كرتونية مزيفة صنعت الأزمات برعاية منكم‪”.‬

    وكان الرئيس الفرنسي قد قال إن الإسلام يعيش اليوم أزمة في كل مكان بالعالم، وإن على فرنسا التصدي لما وصفها بالانعزالية الإسلامية الساعية إلى إقامة نظام مواز وإنكار الجمهورية الفرنسية‪.‬

    وأعلن ماكرون -في خطاب له غرب باريس- عن سياساته ضد ما سمّاه “التشدد الإسلامي الذي يتخذ العنف منهجا له‪”.‬
وطرح الرئيس الفرنسي مشروع قانون ضد “الانفصال الشعوري” بهدف “مكافحة من يوظفون الدين للتشكيك في قيم الجمهورية”، وهو ما يعتبر استهدافا للجالية المسلمة على وجه الخصوص . }}إهـ

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى