العراق : وكالة “صابرين نيوز” تتوقف عن النشر
أعلنت منصة “صابرين نيوز”، المتخصصة في نقل أنشطة المليشيات الموالية لإيران عبر تطبيق “تيليغرام”، أنها تتوقف عن النشر إلى إشعار آخر اليوم الجمعة، بعد ليلة من اضطرابٍ أمني شهدته العاصمة بغداد واقتحام مليشيا “ربع الله”، التابعة لـ”كتائب حزب الله”، مركزاً للتجميل والتدليك، وتهديد محال بيع المشروبات الكحولية.
وتعد “صابرين نيوز” المنصة الأسرع والأكثر انتشاراً التي تمتلكها المليشيات في العراق، للإعلان عن هجماتها الصاروخية على المنطقة الخضراء في بغداد، واستهداف أرتال قوات التحالف الدولي في مناطق وسط وجنوب البلاد. وعلى الرغم من نشرها صورا ومقاطع فيديو لاقتحام مركز “شيلان” للتدليك، إلا أنها سرعان ما حذفت منشوراتها.
وأعلنت “صابرين نيوز” في بيان مقتضب أنها “تدين وتتبرأ من مجموعة ادعت أنها تنتمي لحركة (ربع الله) قامت أخيراً بفعالية في بغداد”.
وفتح إغلاق المنصة الذي أعقب الهجوم الأخير باب التساؤل عمّا حدث، ولا سيما أنها داعمة لفصائل “الحشد الشعبي”، ومثّلت ذراعاً رسمية للفصائل المسلحة طيلة الأشهر الماضية للتهجم على الناشطين العراقيين والمتظاهرين والساحات والميادين التي انطلقت منها الاحتجاجات، والتهجم على شخصيات سياسية وأمنية.
وظهرت منصة “صابرين نيوز” بالتزامن مع اندلاع انتفاضة أكتوبر/ تشرين الأول، رداً على موجة الغضب الشعبي من الأحزاب الإسلامية الحاكمة والفصائل المسلحة المتنفذة في البلاد، وباشرت من أول يوم انطلاقها بصناعة تقارير تضم أسماء ناشطين ومتظاهرين وصفتهم بـ”الجوكرية والمخربين”، وادعت أنهم ممولون من الولايات المتحدة وسفارات دول أوروبية ودول خليجية، بينها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
كما عُرف عن المنصة التي يتابعها عشرات الآلاف دقتها في نشر العمليات الهجومية التي تمارسها الفصائل المسلحة على قوات التحالف الدولي، وأرتال الدعم اللوجستي العراقي المتعاملة مع هذه القوات. كما برزت عبارة “إنها تحترق” التي كانت تسبق الهجمات، ما يؤكد ارتباط القائمين على “صابرين نيوز” بعناصر الفصائل.
وعلم “العربي الجديد” من مسؤول رفيع في هيئة “الحشد الشعبي” أن “رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي هاتف رئيس هيئة (الحشد الشعبي) فالح الفياض، وطلب منه التواصل مع القائمين على المنصة وإيقاف عملها”، مبيناً أن “الفياض تعاطى مع الموقف، واعتبرها منصة تخريبية وتهدف إلى نشر الذعر بين العراقيين، وتحديداً الناشطين والمدنيين”.
ولفت إلى أن “الفياض تواصل مع مهند العقابي، وهو مسؤول مديرية الإعلام الحربي في هيئة “الحشد الشعبي”، كونه أحد النافذين في المنصة وواحدا من الكتّاب الذين يعملون فيها، وأمره بوقف النشر فيها، بعد التوتر الذي خلفته مليشيا (ربع الله) خلال الأشهر الماضية في بغداد، وتورطها في سلسلة من الهجمات على مقار المحطات التلفزيونية ومحال بيع المشروبات الكحولية”.
من جهة ثانية، قال المتحدث باسم جماعة “أنصار الله الأوفياء” الموالية لإيران، عادل الكرعاوي، إن “جماعة (ربع الله) وغيرها تشكيلات لا علاقة لها بـ(الحشد الشعبي) كمؤسسة رسمية”، مؤكداً لـ”العربي الجديد” أن “كثيراً من الجهات السياسية تسعى إلى تخريب صورة وسمعة (الحشد الشعبي) كقوة قتالية شعبية، ولكن هناك خطوات حثيثة من قبل قادة الألوية لمنع الاعتداء على أحد، ومنع من يتهم (الحشد) بالعمالة أو الولاء للخارج”.
وأشار المحلل العراقي، عبد الله الركابي، إلى أن إغلاق قناة “صابرين نيوز” له الكثير من الدلالات، ومنها أن عمليات الفصائل المستحدثة ستتراجع، لأنها تركز بالدرجة الأولى على الإعلام، مبيناً في اتصالٍ مع “العربي الجديد” أن “أكثر من 60 في المائة من قادة (الحشد الشعبي) غير راضين عن تصرفات عناصر (ربع الله)، وبالتالي فإن إغلاق القناة ومحاسبة عناصر المليشيات المستحدثة سيعمقان من الفجوة بين قادة كتائب (حزب الله) ومليشيا (النجباء) و(سرايا الخراساني) مع فصائل أخرى مثل (بدر) و(سرايا السلام)”.
وعقب اغتيال قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة “الحشد الشعبي” جمال جعفر المعروف بأبو مهدي المهندس، بغارة أميركية قرب مطار بغداد مطلع العام الحالي، ظهرت سلسلة من الفصائل المسلحة الحديثة التي تطالب بإخراج القوات الأميركية من العراق عبر “المقاومة” والعمل المسلح، ومنها “ربع الله” و”أصحاب الكهف”، وكلها من صلب فصائل معروفة منها “العصائب” و”الكتائب” و”سرايا الخراساني” و”النجباء”.