حن نواجه تحدياً عالمياً غير مسبوق لحماية كل بلد من فيروس كورونا
بقلم: ديفيد مالباس
إن جائحة فيروس كورونا لها تأثير مدمر على الصحة العامة والمجتمعات والاقتصادات في جميع أنحاء العالم: فقد تدفع نحو 150 مليون شخص إلى دائرة الفقر المدقع بحلول نهاية عام 2021. ولا يمكن لبلدان العالم أن تتعافى حتى تتمكن جميع شعوبها من أن تعيش حياتها بثقة.
ومن أجل إنقاذ سبل العيش وأرواح البشر، نحتاج إلى الوصول إلى الناس باللقاحات حالما تتوفر. ويشكل القيام بذلك على نطاق عالمي بشكل لم يسبق له مثيل تحدياً هائلاً، لا سيما للبلدان النامية.
وقد أعلن كل من فايزر-بيونتك وموديرنا أن اللقاحات قد تتاح قريبا، وثمة نتائج تجارب وشيكة لشركات أخرى. لذا، فإن السؤال يتغير من ما إذا كان سيتوفر لدينا لقاحات إلى متى وكيف يمكننا إيصالها للناس في كل مكان.
ونريد أن نتأكد من أن البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل تتمتع بإمكانية عادلة ومنصفة للحصول على اللقاحات ، مع منح الأولوية لمن هم في أمس الحاجة إليها. وفي العديد من الأماكن، سنحتاج أيضاً إلى تعزيز النظم الصحية وبناء القدرات اللوجستية اللازمة لنجاح عمليات التطعيم.
وهنا تلعب مجموعة البنك الدولي دوراً رئيسياً. ففي شهر أكتوبر/تشرين الأول، وافق البنك الدولي على تخصيص مبلغ يصل إلى 12 مليار دولار لمساعدة البلدان النامية على شراء وتوزيع اللقاحات والاختبارات والعلاج. وتقدم مؤسسة التمويل الدولية، ذراعنا المخصص لتنمية القطاع الخاص، 4 مليارات دولار لمصنعي اللقاحات وما يتصل بها من إمدادات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. ويتمتع موظفونا بخبرة تتراوح من الصحة العامة إلى المشتريات والنقل والخدمات اللوجستية، ولدينا حضور قوي ميدانيا في البلدان النامية في جميع أنحاء العالم.
ونهدف إلى دعم التطعيم لنحو مليار شخص. وحالما يتسنى شراء اللقاحات، فإن توزيعها سيكون معقداً. إذ يحتاج التطعيم على نطاق واسع إلى تخطيط دقيق وموظفين مهرة وبنية تحتية صحية موثوقة. وستكون هناك ثلاثة مجالات حيوية.
أولا، اللوجستيات. سيتعين على الحكومات تكثيف عمليات النقل والتخزين للحفاظ على سلسلة تبريد غير منقطعة للقاحات. وسوف تحتاج بعض البلدان إلى المساعدة للوصول إلى المناطق النائية وتوسيع مناطق التخزين وبناء سلاسل التبريد وتحسين المنشآت الصحية. يمكننا أن نتعلم من الخبرة في غرب ووسط أفريقيا، حيث نجحت البلدان هناك في نشر لقاح الإيبولا الذي يتطلب تخزينه عند درجة حرارة حوالي -60 درجة مئوية – مقارنة بدرجة الحرارة اللازمة للقاح كورونا الذي أنتجته شركة بيونتك/فايزر- وسط قطع الثلج الجاف على دراجات نارية يمكنها أن تصل إلى أبعد القرى.
ثانياً، التنفيذ. معظم البلدان تُحصن الرضع اليوم، ولكنها لا تحصّن قطاعات كبيرة من السكان البالغين. وسيكون على كل منها تحديد الفئات التي ينبغي أن تحصل على اللقاح أولاً. فعلى سبيل المثال، من بين هؤلاء العاملون في مجال الرعاية الصحية فهم في الخطوط الأمامية، وكبار السن، ومن يعانون حالات مرضية من قبل، ومقدمو الخدمات العامة مثل المعلمين ورجال الشرطة وعمال البقالة. وسيزيد الإجهاد في معظم البلدان لأنها ستهدف إلى استعادة الخدمات الصحية الأخرى التي تعطلت.
وتحتاج البلدان أيضا إلى نظم لتتبع وصول الأدوية إلى المواطنين وتوزيعها على النحو المنشود، بما في ذلك الجرعة الثانية التي تتطلبها معظم اللقاحات. ويمكن أن يساعد الابتكار الرقمي والتكنولوجي في تلك الأوضاع. ففي باكستان، على سبيل المثال، دعم البنك الدولي التطعيم ضد شلل الأطفال باستخدام أدوات البيانات الرقمية لتحديد أماكن العدوى، وتوجيه القائمين على التطعيم، ورصد ما تحقق من تقدم. ويمكن أن يساعد ذلك في منع سرقة اللقاحات وتغيير وجهتها، فضلا عن الحد من مخاطر الاحتيال في مجال إعطاء اللقاحات.
ثالثاً، القبول العام. قد تواجه الحكومات تردداً واسع النطاق بشأن ما إذا كانت الأدوية الجديدة، التي تم إنتاجها بسرعة قياسية باستخدام تكنولوجيات جديدة، آمنة بالفعل. وقد أبرز تفشي الإيبولا مؤخرا أهمية بناء الثقة في التطعيم. ففي جمهورية الكونغو الديمقراطية، شمل ذلك تعيين موظفين محليين، والتعامل مع الزعماء المجتمعيين والدينيين، وإجراء حملات باللغات المحلية لمواجهة الشائعات والمعلومات المضللة.
وعلى مدى المائة يوم القادمة، يهدف البنك الدولي إلى مساعدة ما لا يقل عن 100 بلد على الاستعداد لنشر اختبارات وعلاجات ولقاحات لفيروس كورونا. وننسق بشكل وثيق مع التحالف العالمي للقاحات والتحصين واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية وتحالف ابتكارات الاستعداد لمواجهة الأوبئة والصندوق العالمي، ونقدم الدعم المالي والتقني. وسوف نبدأ بمساعدة البلدان على تقييم مدى جاهزيتها، وقياس الفجوات في التكلفة، وتعزيز النظم الصحية لتنفيذ التطعيم.
وقد استثمرت مؤسسة التمويل الدولية مؤخراً في شركة بيوإي، وهي شركة هندية لصناعة اللقاحات، وتتوقع مساعدة منتجين آخرين في البلدان النامية على توسيع الإنتاج المحلي عندما تتوفر اللقاحات. وتشمل الحلول المبتكرة إعادة طرح قنوات توزيع الأغذية لتقديم اللقاحات واستخدام قاعدة البيانات المتسلسلة (بلوكتشين) لتتبع عملية التسليم.
ويستند عمل مجموعة البنك الدولي في مجال اللقاحات إلى استجابتنا الطارئة للجائحة. وتساعد مشاريع في 112 بلدا على إنقاذ الأرواح وبناء نظم صحية أقوى. ويحتاج اليمن وإثيوبيا إلى منشآت أفضل فضلا عن الإمدادات والمعدات الطبية.
وفي أفغانستان، عزز دعمنا نظم المختبرات والخدمات الطبية. وساعدنا مصر على تدشين حملة وطنية حول الوقاية من فيروس كورونا ومواصلة الخدمات الطبية الروتينية. كما ساعدنا في الحصول على المعدات الطبية في الأرجنتين والإكوادور وإندونيسيا وهايتي والسنغال والصومال وأوكرانيا.
إن التحدي المتمثل في توزيع اللقاحات ضد فيروس كورونا يدل على الحاجة إلى نظم صحية قوية وشاملة للجميع في كل بلد. فنحن بحاجة إلى اتخاذ وجهة نظر واسعة وبناء قدر أكبر من المرونة، لأنه من المؤكد أنه ستكون هناك حالات طوارئ صحية في المستقبل.
كما يمكن أن تعزز الحاجة الملحة للتطعيم الجهود الصحية الأوسع نطاقاً: فعلى سبيل المثال، عزز برنامج مكافحة شلل الأطفال في أفغانستان وبرنامج التحصين الروتيني في نيجيريا الرعاية الصحية الأولية من خلال تحسين أنظمة المنصات المشتركة، بما في ذلك اللوجستيات وقدرات سلسلة التبريد.
وأنا على ثقة من أننا نستطيع تركيز طاقاتنا، وبناء تحالف دولي أوسع من أي وقت مضى للتغلب على التحدي الذي يؤثر على كل منا، غنياً كان أم فقيراً، في كل بلد. آمل أن تكون هذه لحظة فاصلة حيث ندرك جميعا أنه لن تتمتع صحة أحد بالحماية الكاملة إلا أن نصبح جميعا كذلك.
الخطر والتهديد الذي يشكله فيروس كورونا كوفيد 19-) هونفس الخطر الذي سنواجة مستقبلآ اذالم تكن هنالك موازنة شاملة من خلال التطور الصناعي والتكنولوجي الذي سيوفي بالغرض في الانتاج الصناعي والاستكفاء عن الايدي العاملة الذي سيشكل تهددآ للدول النائية و جميع الفقراء والايدي العاملة ذوالدخل المحدود ولكافة الاسر في كل انحاء العالم ان معالجة هذة المشكلة هو تضمين الأتمان المعيشي…