يُنْفي الكاتبُ “إبراهيم الحجري” أن تكونَ الكتابةُ ترفاً في حياته، بل هي انتماءٌ وطينٌ عُجِنَ بهما، لم يخترْها، بقدر ما اختارته، فالكتابةُ تصطادُ بعنايةٍ ضحاياها، إذْ غرزت فيه شَوْكتَها وهو غضٌّ، ولمَّا كبُرَ ابْتَلى بها وابْتُلِيت به على حد سواء، وَجَدتْ فيه العنادَ الذي يليقُ بكبريائها، صقلته، وهذبته، وانتشلته من ضياع القرية الظالمة، وساقته إلى برزخ الأحلام، وحررت مزاجه من الفساد، وجنَّبتْه إدماناً سالباً، وهيأت له في الأرض مُتَّكأً ومَسْنَداً، يحفز على الصُّمودِ تحت وهج الشمس، وعندما تكون كهذا طريدة، يصعب أن يُناوِرَ، أو يترنَّحَ أو ينْفلتَ من شِباكِها، لقد جنَّبتْه الكتابةُ السياسةَ والسياسيين، إذْ وجدَ فيها عطاءً لا يفتر، وحماساً قلَّ نظيرُه، إذْ في الكتابة لا تجد من يُضلُّكَ أو يبيعُكَ الوهْمَ، فتغدو وَحْدك الرُّبانَ والسفينةَ والرُّكابَ، والعالمَ الذي ستُديرُه بعَبثٍ أو جِدٍّ، وتأسيساً على ذلك كله، الكتابةُ إشباعٌ لحاجاتٍ إنسانية متعددة، وسمُوٌّ بها نحو الأعالي، وتطهيرٌ للنفس، وهي تكريسٌ لذكاءاتٍ كامنةٍ، وتتويجٌ لمهاراتٍ شخصيةٍ تفيضُ بالذاتِ عن الحاجةِ، بالمقارنة مع الآخرين.
Abdeslam Hakkar
عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني
أقرأ التالي
الواجهة
منذ يوم واحد
عبد المالك زعزاع ينعي عبد اللطيف الحاتمي.
منذ 11 دقيقة
هذا حال مصر ام الدنيا منذ حكمها العسكر وهذا مصير كل دولة يحكمها الجيش .
منذ 45 دقيقة
واقعة “الفنيدق”: هروب من الوطن الأم للبحث عن المواطنة عند أمم أخرى
منذ يوم واحد
عبد المالك زعزاع ينعي عبد اللطيف الحاتمي.
منذ يوم واحد
من تجرأ على إلغاء المشروع الملكي وعوضه بصفقة خاسرة أغضبت المغاربة ؟
منذ يومين
فيدرالية جمعيات الاحياء بالجديدة تطالب بالتعجيل في إنجاز المنتزه الكبير مكان مطرح النفايات القديم
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق
-
غمزة: المشاكل… جزء طبيعي من الحياة28 مايو، 2024
-
المهدي طالب، كفاءة علمية وفنية: طبيب، كاتب كلمات وملحن5 يناير، 2024