هل من دفتر تحملات لسيارات الإسعاف بالقطاع الخاص ؟ وما مدى احترامه بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة ؟
لا زلت أتذكر ذات يوم من ربيع 2016 حين ولجت المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة وتوقفت بمرآبه وترجلت من سيارتي مرفوقا بعامل كان يشتغل بضيعة والدي وكان يتلوى من الألم ببطنه بسبب “الزائدة” . عند وصولي باب قسم المستعجلات سألني رجل كان قد غادره لتوه عما أصاب الرجل الذي كان برفقتي لأخبره أن الشكوك تحوم حول “الزائدة” ليتدخل قائلا : “أنصحك بألا تدخله إلى هذه المجزرة وأن تنقله إلى مصحة خاصة يمكنني أن أقله إلى هناك فأنا سائق سيارة إسعاف خاصة” كان جوابي بأن لا نية لي بذلك وأنه من الأفضل له أن يختفي من أمامي وألا يقوم بذلك مرة أخرى وإلا ….
أعترف أنني يومها لم أتصرف بما يليق وتلك الحالة … خاصة عندما بلغ إلى علمي تقدم السيد ع . بوشعيب بشكاية تظلم لدى مدير المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة يخبره من خلالها ما يقوم به سائق إحدى سيارات الإسعاف من سلوك واصفا ما تعرض إليه بالشبيه بما وقع معي .
ذات يوم وبسبب الحالة الكارثية التي تتواجد عليها العديد من سيارات الأجرة ، عفوا سيارات الإسعاف ، سألت أحد سائقي سيارات الإسعاف عن الجهة المرخصة والشروط الواجب استيفاؤها حيث أخبرني أن هناك لجنة مشتركة أهم أعضائها ممثل عمالة الجديدة ووزارة الصحة مؤكدا أن كل سيارة إسعاف يرغب صاحبها أو صاحب الشركية المالكة لها في الحصول على ترخيص ، يتم تجهيزها بالمعدات والوسائل التي يحصل عليها من سيارة إسعاف أخرى قصد اجتياز “الإختبار” .
وبشأن سلوك بعض سائقي سيارات إسعاف القطاع الخاص ، أقول البعض :
- منهم من يحرض المرضى أو مرتفقيهم على عدم المجازفة بتلقي العلاج داخل المستشفى عارضا عليهم إسم مصحة خاصة بعينها .
- منهم من ضبطوا وهم يسرقون معدات طبية من المستشفى وخاصة تلك المستعملة في التنفس بالنسبة لمن يعانون صعوبة في ذلك كالربو وضحايا تسرب الغاز .
- إستهلاك الشيشة (الإلكترونية) والمخدرات وحتى الخمر داخل بعض سيارات الإسعاف .
وبطبيعة الحال لا يمكن لهؤلاء سائقي سيارات الإسعاف القيام بكل ذلك لوحدهم لذا يقومون بربط علاقات مع ثلة من الممرضين (ات) من عديمي الضمير حيث يقوم البعض منهم بتيسير وصول هؤلاء السائقين إلى غاية الجناح حيث الأجنة حديثي الولادة والذين يكونون محتاجين للتزود بالأوكسيجين وهذا يتطلب نقلهم لمدينة الدار البيضاء . بل تبلغ حد الإستهتار حين ترافق السائق خليلته أو ممرضة يقدمها على أساس أنها طبيبة إنعاش يجب تواجدها بسيارة الإسعاف رفقة المريض أو الطفل .
لكن سؤالا يحيرني فعلا : “كيف يتم تشغيل سائق سيارة إسعاف دون السهر على تكوينه في مجال الإسعاف ؟” فجلهم ليس بينه وبين الإسعافات الأولية سوى الخير والإحسان . هذا ناهيك عن اشتغاله لوحده دون مساعد رغم أن نقل المرضى يتطلب المساعدة والتكوين فنقل المريض ليس كنقل كيس بطاطس .
أما بالنسبة للقطاع العام وخاصة سيارات إسعاف وزارة الصحة فالبعض منهم أيضا دخل هذه اللعبة القذرة وأصبح يعمل على توجيه المرضى أو مرتفقيهم صوب المصحات الخاصة أو مراكز الفحص بالأشعة ، دون الحديث عن حالة السكر التي يكون عليها البعض منهم ويكفي الحديث عن حادثتي سير تعرضت لها سيارتا إسعاف تابعة للقطاع العام كان سائقاها في حالة سكر طافح .
بعد ما ورد ذكره نصل إلى الأمر المتعلق بالمال (الفوترة) حيث يتم فرض مبالغ خيالية عوض اعتماد :
- أن تكون سيارة الإسعاف مجهزة .
- أن يكون طاقم طبي مرافق للسائق .
- حسب عدد الكيلومترات .
وفي نفس السياق فقد قررت إدارة المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة منع سيارات الإسعاف من أن تظل مركونة بمرآب المستشفى طيلة اليوم بحيث أن من السائقين من يجعل من سيارته “بريتش” بكل ما تحمل الكلمة من معنى . منع أدى إلى توتر في الأعصاب لدرجة أن بعض السائقين باتوا يلوحون بعدم الولوج إلى المستشفى من أجل نقل المرضى حتى ولو كانوا في حالة صحية حرجة تستوجب نقلهم للكشف بواسطة جهاز السكانير خارج المستشفى أو إلى مدينة الدار البيضاء . وهذا يتطلب تدخلا صارما من الجهة المرخصة ليس فقط لهذا التلويح وإنما لمراقبة مدى احترام دفتر التحملات .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلام في صميم الموضوع راحت الإسعاف الشريفة التي كان يحترمها الكل :
حتى في الطريق عندما يسمعون صوتها يتركون لها الطريق لإنقاد مريضها
أما الآن سآت الأحوال مع الإسعاف بسبب سائقها المتهور