بعد سنتين خلف قضبان العار عبد السلام حكار مدير موقع وجريدة الجديدة نيوز يعانق الحرية
كانت الساعة العاشرة والنصف من يوم السبت 12 غشت 2023 حين فتح باب السجن المحلي الجديدة 2 وأطل علينا السيد عبد السلام حكار المدير العام لموقع وجريدة الجديدة نيوز بابتسامته المعهودة بعدما قضى سنتين حبسا نافدا , حيث كان في انتظاره حشد من أفراد عائلته وأصدقائه وزملائه وحقوقيين وكذا بعض السجناء الذين عايشوه خلال فترة من الفترات داخل السجن لتنطلق الزغاريد بعد الصلاة على النبي ثم العناق الممزوج بدموع الفرح …
لم يكن أحد يتوقع أن يكون السيد عبد السلام حكار محافظا على جرأته المعهودة من خلال تناوله كلمة مقتضبة شكر من خلالها جميع من دعموه ماديا ونفسيا وكذا من تضامنوا معه عرى من خلالها على الواقع المر الذي يعيشه موظفو السجون بعدما أكد على أنهم على الورق ينتمون لقطاع الوظيفة العمومية , لكن على أرض الواقع فهم ينتسبون لقطاع لا يخضع لأي قانون أو منطق … فكيف يكون الموظف خاضعا لقانون الوظيفة العمومية فيما راتبه الأساسي ( salaire de base ) محدد في 1400 درهم أي أقل بكثير من نصف الأجر أساسي المحدد في مدونة الوظيفة العمومية ( SMIG ) والذي يفوق 3000 درهم … مضيفا أن إدارة السجون تغطي هذا الخرق بمساحيق تجميل لا تزيد الوضع إلا بشاعة , فهي تعوض هذا النقص بمنح تجعل الراتب المحصل عليه يناهز 4000 درهم بالنسبة للموظفين العاديين وتصل الستة أو سبعة آلاف درهم في أحسن الحالات دون الأخذ بعين الإعتبار الشواهد العليا التي يتوفر عليها أغلب هؤلاء ( الإجازة أو شواهد أخرى ) … قبل أن يؤكد على أنه سيتناول هذا الموضوع بالتفاصيل المملة من خلال برامجه المباشرة على مواقع التواصل الإجتماعي والتي كانت _ قبل اعتقاله _ تحقق نسبة كبيرة من المتابعات والمشاهدات .
وبعد موضوع الموظفين تناول ذ عبد السلام حكار موضوعا في غاية الخطورة , نظرا لارتباطه بالسجناء وحقوقهم المهضومة مكتفيا بنقطة التغذية على أن يتناول باقي المواضيع على الهواء مباشرة بإحدى برامجه الناجحة … وحسب ما جاء في كلمته , التي اقتصر فيها على السجن الجديد ( بناية من الجيل الثالث ) السجن المحلي الجديدة 2 واصفا ما يتم بداخله بنهج سياسة التجويع , بحيث تطرق في هذا الصدد لكون العشاء يتم تقديمه حوالي الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال , ويكون في الغالب من المعجنات , وكلنا نعرف أنه لا يمكنها تركها إلى الليل وبالتالي يجد النزيل نفسه وجها لوجه مع الجوع في غياب الطماطم والبصل والزيتون وكذا التفاح والموز والتمر من دكان السجن (على غرار باقي سجون المملكة ) وهذا كان ليمكنهم من تهييء سلطة أو عصير قد يكون وجبة عشاء .
مباشرة بعد هذه الكلمة صرخ ذ عبد السلام حكار بأعلى صوته موجها نداء إلى أسر وعائلات السجناء بالسجن المحلي الجديدة 2 ” اولادكم غايموتو بالجوع ” … ولولا تدخل الحاج حكار والد ذ عبد السلام لاستمر في الفضح لكنه في المقابل ختم بإشارة إلى أنه سيستمر في البحث عن براءته رغم السنتين حبسا اللتان قضاهما خلف القضبان .
فحسب جميع من تابعوا لحظة خروج ذ عبد السلام حكار من السجن سيفهمون لا محالة أنه حاصل على لقاح الشهامة والمروءة والصبر والإصرار .