نظريات ” موازين القوى غير المتكافئة”
بقلم: محمد أقديم.
ننتظر أن يطلع علينا دعاة ”الواقعية” غير الواقعية نظريات ”موازن القوى غير المتكافئة” من جحورهم إلى بلاطوهات القنوات الفضائية ومنصات السوشيال ميديا، وقلوبهم تتفتّت على الضحايا المدنيين المرتقبين لانتقام جيش الاحتلال الصهيوني، وكلامهم يقطر ”انسانية” على الضحايا المدنيين، ولكي يمارس هويتهم المفضلة، في التباكي وذرف دموع التماسيح، وادعاء الانشغال بضحايا الانتقام الصهيوني المُرتقب، من سكان غزة ومخيات الضفة الغربية، الانتقام المرتقب، الذي لم يقع بعد، والذي هم في الحقيقة ينتظرون على أحرّ من الجمر، نعم إنهم في قرارة أنفسهم يتمنَّون أن يقع رد فعل صهيوني همجي وشرس على المدنيين من الفلسطينيين، لكي تتأكّد أراءهم ولكي تَصِحَّ توقّعاتهم، وليجدوا ما يتشدقون به علينا من عبارات مسكوكة من قبيل ” أَوَ لَم نقل لكم بأن حركات المقاومة هي سبب محن الشعب الفليسطيني وعملياتها ”المجنونة” هي التي تدفع الصهاينة للانتقام من المدنيين”، وبذلك يدافعون على الجرائم البشعة للاحتلال في حقّ المدنيين الفلسطينيين بمبرّر أن المقاومة هي سبب تلك الجرائم:
– وكأن الاحتلال ليس احتلالا، وليس مجرما بطبيعته كاحتلال، و كلمة ”الاحتلال” فقط لا تحيل سوى على أبشع صوّر الإجرام والقتل والنهب والسلب وانتهاك المقدسات.
– فالاحتلال بطبيعته ليس في حاجة إلى عمليات المقاومة لكي يرتكب جرائمه، وإلّا بماذا يمكن توصيف كل ما قام به الصهاينة في حق الفليسطينين منذ ما قبل سنة 1948، من قتل وذبح بالمئات والآلاف للفلسطينين وتدمير للبيوت وتهجير للآلاف من ساكنة فليسطين وتشريد واعتقال بالآلاف للمناضلين والمقاومين وتعذيبهم وتصفيتهم، وكلّ ذلك قبل تظهر حركة حماس وكتائب القسام إلى الوجود بأربعين سنة، – وبماذا يمكن نسمّي ما يعرفه قطاع غزة من حصار جوي وبري وبحري لمدة 18 سنة.
– بماذا يمكن أن ننعت ما يرتكبه قطعان المستوطنين المدجّجيت بالسلاح وبحماية من جنود الكيان الصهيوني من تدنيس وانتهاك يومي لحرمات المسجد الأقصى و تتنكيل بالمصلين والمرابطين وما يقومون به يوميا من قمع وقتل وتدمير في مدن الضفة الغربية إلى ليلة يوم السبت 7أكتوبر 2023، وتحت أنظار كل العالم وقواه العظمى ومنظمة الامم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية لحقوق الانسان التي لا تحركوا ساكنا، وكذلك بمتابعة من هؤلاء المتباكون حاليا، الذين لم ينبسوا ببنت شافة. أَليس ذلك قمّة الإجرام.
– فوجود حركة حماس وكائب القسّام وغيرها من فصائل الكفاح وكتائب المقاومة ليس سوى ردّ فعل على جرائم الاحتلال منذ بدايته ونتيجة طبيعية للاحتلال.
– وعليه فمن يبرّر جرائم الاحتلال بعمليات المقاومة ويحمّلها مسؤولية جرائمه البشعة، فإنّه ينظر الى النتيجة ويتناسى السّبب، وهو في النهاية يسعى إلى تبرئة الاحتلال من المسؤولية عن جرائمه، وإلى الدفاع عن الجلاد وإدانة الضحيّة.