ثقافة وفنون ومؤلفات

الدكتور عبدالوهاب المسيري و موسوعته الشهيرة [اليهود، واليهودية، والصهيونية)

أنفق الدكتور عبدالوهاب المسيري على موسوعته الشهيرة [اليهود، واليهودية، والصهيونية) 500 ألف دولار، واضطر كي ينتهي منها للتخلي عن وظيفته كليًا، وحين عرض على زوجته ذلك وافقت بدون قيد أو شرط، وفي الطريق إلى الموسوعة أصيب المسيري بالسرطان؛ لكن لشدة انهماكه في جمعها لم يشعر به إلا وقد أكل عليه بعض فقاره!

كان اليهود يدركون خطر المشروع المسيري، ومدى أثره عليهم، فأرسلوا إلى بيته من يسرق المواد التي جمعها، وهذا ما حصل، سُرق من بيته مخطوط عن اسرائيل وجنوب أفريقيا وكذلك النسخة الوحيدة من رسالة الدكتوراه لزوجته وأخذوا كل أوراقه وكتبه، على خلاف عادة اللصوص الذي يأخذون ما خف وقل ثمنه، وقد اختل كما يقول توازنه وتوازن زوجته لذلك، وشعرا بشيء من الإحباط؛ لكنه رجع مجددًا، كانت سرقتهم هي أولى المواجهات له معهم!

حين رجع إلى مصر لقضاء العطلة الصيفية أرسلوا له رسالة، ونصها: (علمنا أنك عدت للقاهرة، وأعددنا لك قبرًا)! كانت هذه هي المواجهة الثانية له معهم.

مواجهة ثالثة حين بدءوا يشهرون به في الصحف، حيث نشروا أنه سيمثل وفدًا ثقافيًا سيزور مصر، وقالوا أنه يعمل في الخفاء مع الأمريكيين والإسرائيليين…
ومواجهة رابعة حين أرسلوا إليه دبلوماسيا إسرائيليا يستأجر منه شقة في عمارته، كمحاولة لإيجاد صلة بينه وبين إسرائيل، وضرب ثقة الناس به، وبالتالي تصبح مشاريعه حول اليهود واليهودية والصهيونية لا قيمة لها، إن لم يتم محوها من أذهان الناس كليًا؛ تبقى محل شك وريبة قابلة للتحليل والمزايدات!

كان الدكتور المسيري يعشق مشروعه عشق المجانين، حتى أنه كان يقول: (أصابنا ما يمكن أن أسميه الجنون المقدس)! هذا الجنون جعله يغامر بلاد تردد أو تخوف، وأنساه أنه يعاني من ورم ضغط على خلايا المخ، وحين أراد أن يقوم باسئصاله لم يكن يملك مليمًا واحدًا كما عبر عن ذلك بنفسه؛ لكنه يقول ثمة معجزات حصلت؛ كانت سببًا في الاستمرار!

رشيد العطران

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى