في يوم واحد ضربتان قويتنا على رأس إسرائيل..
بقلم: حمزة تكين
من أبو عبيدة فجرا..
ومن أردوغان عصرا..
الضربة الأولى عسكرية على يد القسّام حيث تعرّض جيش إسرائيل لإذلال كبير اليوم عندما فشل بعملية اقتحام غزة برا وتكبد خسائر فادحة..
أهمية هذه الضربة أنها ستجبر إسرائيل على الحساب مليون مرة قبل إطلاق أي عملية برية واسعة في غزة..
الضربة الثانية سياسية على يد أردوغان حيث تعرّض سياسيو إسرائيل لإذلال كبير اليوم عندما تمت تعريتهم أمام 1 مليون و500 ألف شخص احتشدوا في إسطنبول نصرة لقطاع غزة..
أهمية هذه الضربة أن تعرية إسرائيل جاءت في ظل احتشاد غالبية العالم وصرف مليارات الدولارات لستر عورات إسرائيل وجرائمها..
لقد جدد أردوغان في موقف اليوم فتح النار على المشروع الحقيقي غير المعلن الذي يتم إعداده في الغرف السوداء لمنطقة الشرق الأوسط فالقضية الحالية أكبر بكثير من قطاع غزة..
إنها حرب صليبية جديدة ضد شعوب المنطقة بمختلف أديانها وتهديد أردوغان كان واضحا أن “هذه الأمة لم تمت إذا كنتم تحضّرون لحملة صليبية جديدة ونحن جاهزون”..
في هذا إعلان واضح استعدادا للحرب إن أراد الطرف الآخر فرضها على المنطقة..
لقد كان كلام أردوغان اليوم بمثابة رسالة للغرف السوداء أن تراجَعوا عن مشاريعكم التي تهدد وحدة دول المنطقة وشعوبها وإلا فالحرب ستكون هي الخيار الذي لا مفر منه..
رغم ذاك التهديد ترك أردوغان بابا مفتوحا للحلول السلمية قبل فوات الأوان وقبل التدهور الكبير..
لأول مرة يقول أردوغان علنا إن إسرائيل تقف خلق تنظيم PKK الإرهابي الذي يسعى لتقسيم تركيا وفي هذا تحشيد كبير جدا وغير مسبوق للشارع التركي لأي خطوة قد تقدم عليها تركيا..
ردد أردوغان الجملة نفسها الذي قالها سابقا قبيل التدخلات العسكرية التركية هنا وهناك وهي “قد نأتي على حين غرّة” ذكرها اليوم بمعرض حديثه عن غزة وهذا تحشيد للشارع التركي لأي خطوة قد تقدم عليها تركيا..
إشارة أردوغان كانت واضحة للنجاح العسكري الذي تحققه المقاومة الفلسطينية في غزة مشيدا بصمودهم..
ورسالة أردوغان كانت واضحة بدعوته العالم الإسلامي للوحدة وإلا فالمشكلات ستستمر..
الوضع الحالي لن تنهيه تركيا لوحدها إلا بتحالف إسلامي حقيقي أو تحالف مع جهات إقليمية..
وهذا يجب أن يتم بسرعة عاجلة لأجل المدنيين في غزة..
المقاومون ناجحون متفوقون وهم لا يطلبون العون من أحد..
يجب على الجهات المباشرة المعنية بقطاع غزة بحكم الجغرافيا العمل مع تركيا وغير تركيا لمساعدة المدنيين فورا مهما كلف أمر وتركيا جاهزة لذلك مع أطراف تساعدها..
رغم الخطر المحدق بتركيا وتربص كثير من الأعداء بها بشكل مباشر أو غير مباشر إلا أنها تتخذ اليوم موقفا بطوليا بالوقوف إلى جانب الحق لا الباطل..
الكرة بملعب الآخرين الآن فاليد التركية ممدودة للتحالف والعمل المشترك من أجل غزة وإلا فإن مأساة المدنيين ستستمر مع الأسف..
نتابع الآن هجوما غير مسبوق من كل المسؤولين الإسرائيليين على أردوغان وتركيا والشعب التركي وهذا يعني أن إسطنبول اليوم قضّت مضاجعهم عصرا كما فعلت المقاومة فجرا كل من جهته وكل حسب طريقته..
هذا يشير إلى تدهور كبير بالعلاقات بين تركيا وإسرائيل التي هي متدهورة أصلا فأن يتم سحب السفراء وإعادتهما ثم سحبهما بين الجانبين 362773 مليون مرة خلال 10 أعوام فقط فهذا يعني أنهما لم يتفقا يوما بشكل حقيقي..
شكرا لكل من حضر اليوم هذا الحشد غير المسبوق على مستوى العالم..
شكرا للشيخ الكبير الذي حضر وسار مسافات طويلة تحت الشمس من أجل غزة شكرا للمرأة التي حضرت مع أطفالها وشكرا لذاك الطفل الذي كان يلبس علم فلسطين وشكرا لذاك الرجل الذي آتى على قدم واحدة مع عكازه..
شكرا لكل من رفع العلم التركي والعلم الفلسطيني اليوم..
مليون و500 ألف شكرا..
شكرا لأبناء الجاليات العربية والإسلامية في تركيا الذين كانت لهم بصمتهم المميزة اليوم..
شكرا رجب طيب أردوغان أن أخذتنا إلى جانب الحق لا إلى جانب الباطل..
شكرا لجرأتك اليوم والصدح بالحقيقة رغم كل الضغوط التي تمارس عليك وعلى تركيا لتحييدها على الملف..
نسأل الله أن يهديك لكل صواب وصحيح في ظل مخاطر كبرى تهدد تركيا وتهدد المنطقة..