لحظة تأمل

هل فعلا الناس مقامات!؟ نعم الناس مقامات والمقامات تختلف..

 

رشيدة باب الزين باريس

يُنكر البعض جهلاً وعن غير علم ان الناس مقامات على الرغم من ان هذا الانكار سيهدي قائله الى التهلكة لما في ذلك من مخالفة صريحة لأحاديث وآيات القرآن العظيم وتعاليم الدين الحنيف كما ان هذا النكران مخالف لما علمناه عن الامم السابقة ذات الديانات السماوية في تعزيز هذا المفهوم ولنا هنا ان نتساءل وبصيغة بسيطة.

من ذلك الذي يجرؤ على انكار مكانة ومقام رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عند الله رب العالمين وهنا نجد ان الكل يُدرك ويعلم علم اليقين أنه صلى الله عليه وسلم هو الأعلى مكاناً والاسمى مقاماً وكلنا يعلم كما ورد الينا من أحاديث صحيحة أنه صلى الله عليه وسلم سيقف يوم القيامة داعيا رب العالمين ان يشفع لأمته ويُشَفِعه الله لأن له عند الله مقاماً عظيماً فاق بمقامه هذا جميع الرسل والأنبياء وجميع البشر… وكذلك كلنا يعلم ان مقام قارئ القرآن عند رب العالمين أفضل لما جاء عنه صلى الله عليه وسلم بقوله «يقال لقارئ القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فان منزلتك عند آخر آية تقرأها» ومن ينكر ان ذلك العابد الاشعث الأغبر هو عند الله أفضل بكثير من ذلك الغني المتكبر وان هذا الاشعث لو أقسم على الله لأبره ومن ينكر ان ذلك المتصدق والذي تكاد شماله لاتعلم ما أنفقت يمينه هو الأعلى والاسمى عند الله رب العالمين ومن يُنكر ان مقام الصديقين والشهداء والصالحين هو الاسمى عنده سبحانه وتعالى، نعم الناس مقامات.. .ومن ينكر ذلك فعليه مراجعة كل حساباته فقد قال صلى الله عليه وسلم لافرق بين عربي وأعجمي الا بالتقوى اذاً الفوارق والمقامات بين هذا وذاك تتحدد بالقرب من الله وعمق الطاعة لرب العباد أي ان تلك المناصب أو تلك المسميات لن تُغني شيئا، والكل يجب ان يُدرك ان تلك الدرجات والمنازل الدنيوية ماهي الا طبقية مقيتة صنعناها بأنفسنا لأنفسنا لكي يفاخر بعضنا بعضاً أعادتنا نحن بني يعرب لذلك الزمن الجاهلي الذي قسم المجتمع الى أسياد وعبيد.. .فالسيد يملك كل شي وأما ذلك العبد فلا يملك شيئاً ولهذا ما ان بزغ فجر الاسلام الا ووجدت من تصدى لذلك الدين القويم مثل أبي لهب وأبي جهل واللذين لم تنفعهما طبقيتهما وعنجهيتهما عند رب الناس لذا نتيجة لعناد أبي لهب وتكبره أنزله الله أسفل سافلين وأنزل الله به آيات تتلى الى يوم الدين قال تعالى {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ..}.

ومن هنا علينا أن نقول أن لنا في التاريخ الحديث والمعاصر عبرة وعظة والكيِّس من اتعظ وبظروف الزمان اعتبر أو كما قال صلى الله عليه وسلم «أكمل المؤمنين ايماناً أحسنهم خُلقا».

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

تعليق واحد

  1. السلام عليكم لالة رشيدة.
    لا أعلم اسباب نزول هذا المقال وأكيد سيكون السبب وجيها ولكن اسمحي لي أن أقول لك بأن الله خلق الكون والبشر وفضل بعضا على بعض وجعل الاختلاف علامة وسنة ورحمة للخلائق. فالمقامات تدبير اجتماعي حكيم حفظ لبعض الأمم مكانة مرموقة بين الأمم على عكس مايظن البعض. أمة الإسلام بنيت على مقامات الناس إلى جانب التفضيل الديني للمتقين عاش المسلمون تفضيلا اجتماعيا لبعض الفئات كالعلماء وكبار السن والأساتذة وكبار التجار وهكذا؛ المشكل اليوم هو اننا استبدلنا مقامات الناس بمعايير جديدة، حيث أصبح لتاجر اي شيء مكانة والمقاول مكانة وللطبيب الغشاش مكانة والمحامي الكذاب مكانة وللموظف المرتشي مكانة؛ وفي المقابل احتقرنا العالم والأستاذ وكبير السن.
    استسمح على هذا التطفل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى