لحظة تأمل

«جاري يا جاري» الأغنية المغربية أو “الرسالة” التي لم يستوعب حكام الجزائر فحواها

يتذكر المغاربة جيدا منذ منتصف الثمانينيات، الأغنية الرائعة “جاري يا جاري” التي كتب كلماتها المبدع الكبير الراحل أحمد الطيب العلج، ولحنها الفنان الراقي الراحل عبد القادر الراشدي، وأدتها بكل امتياز أيقونة الغناء المغربي والعربي الفنانة الراقية صاحبة الصوت الرنان والبحة المميزة نعيمة سميح أطال الله في عمرها .

هذه الأغنية كانت أنذاك رسالة واضحة موجهة لجارتنا الجزائر، ودعوة واضحة من المغرب لتكريس ثقافة حسن الجوار وزرع المحبة والأخوة بين البلدين، والتطلع لغد مشرق أفضل، يسوده التعاون والتعايش .

جاري يا جاري يالي دارك حدا داري

خلينا نمشيو فالطريق رفاگة واصحاب

العشرة والدين والنساب نوليو دراري

شفايا لعدا وكلنا نساب احباب

وتضمنت الأغنية كذلك رسائل غير مباشرة لحكام الجزائر على أن سياسية اليد الممدودة ليست ضعفا أو ما شابهه، وإنما شجاعة تمليها علينا روابط الدين والجوار والنسب والتاريخ وغيره.. ولا ينبغي التعامل معها بمنطق حاجة دولة إلى أخرى، بل يجب التعامل معها بمنطق العقل والحكمة والتطلع للمصالح المشتركة.

جاري لا تحسبني ضعيف

قادر نحمي نفدي الدار

لكن أصلي و طبعي شريف

و نفضل نمشي بالنهار

وهاهو جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، كعادته يعود من خلال خطاب يوم 31 يوليوز 2021 بمناسبة عيد العرش المجيد الذي يصادف الذكرى الثانية والعشرين لتربع جلالته على عرش أسلافه الميامين، لينتصر لقيم نبذ الكراهية و فتح باب زرع المحبة اتجاه أشقائنا الجزائريين، ويصر على التمسك بحسن الجوار قصد الإرتقاء بالمصالح المشتركة من خلال بناء جسور إقتصادية واجتماعية وأمنية، لما فيه صالح للبلدين معا.

سياسة اليد الممدودة للمغرب ليست وليدة اليوم، والتاريخ يشهد وسيشهد على ذلك، والشعب المغربي والشعب الجزائري شعب واحد وسيبقى كذلك، والمغرب بالقيادة الحكيمة لملكه سائر في طريق النمو، وسيكون الآتي أفضل بإذن الله، أحب من أحب وكره من كره .

فهل يستفيق حكام الجزائر ويعودوا لرشدهم، ويتخلوا عن مصالحهم ويستوعبوا أن القطيعة مع المغرب لا يمكن أن تستمر، لأنها لا تخدم مصالح شعبين شقيقين، وكذا شعوب الدول المغاربية المجاورة الأخرى.

فإن كانت يد المغرب اليوم قد امتدت، فربما لن تتكرر مستقبلا، وإذاك لن ينفع الندم ولو استفاق من غفلته من مدت إليه اليد .

كلمات أغنية ” جاري يا جاري ”

جاري يا جاري ياللي

دارك حدا داري

خلينا نمشيو فالطريق

رفاگة و صحاب

العشرة و الدين و النسب

نوليو دراري

شفايا للعدا وكنا انساب أحباب

جاري لا تحسبني ضعيف

قادر نحمي نفدي الدار

لكن أصلي و طبعي شريف

و نفضل نمشي بالنهار

و زعما يا جاري

راك عارف فاهم قاري

آش هاذ الغلط يا الخاوة راجع لحساب

أرضي أرض الخير گولها

بالصوت العالي و لا تخاف

و إلى نتحمل ذلها

كتافي ما بقاو ليا كتاف .

و زعما ياجاري

راك عارف فاهم قاري

آش هاذ الغلط يا الخاوة راجع لحساب.

 

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى