مجرد رأي

الضغوط المتوازية السياسية و العسكرية على المغرب في قضية الصحراء

أبو أيوب
واهم من يعتقد بأن المغرب لا يتعرض لضغوط دولية فيما يتعلق بقضيته الأولى …حالم من يؤمن بأن المغرب جد قوي و له مناعة عالية تقيه شرور تلك الضغوط…ضغوط سياسية بالتوازي مع أخرى عسكرية تصعيدية بتدرج طالت في الآونة الأخيرة العمق الجغرافي غرب الجدار الدفاعي المغربي…استهدافات صاروخية لم تسلم منها بعض القواعد الخلفية على طول الجدار …و ما وقع جنوب السمارة و أوسرد و المحبس الا خير دليل عن النيات المبيتة التي تتربص بالمغرب…و من المنتظر أن ينتقل التصعيد إلى مستويات عليا ليشمل مواقع حساسة أو استراتيجية…استهداف صاروخي بعيد المدى أو باستعمال المسيرات قد يطال قواعد جوية أو معبر الكركرات مثالا لا حصرا …ما يعزز الطرح هذا ، تصريحات عمر منصور أحد مسؤولي البوليساريو بعد زيارته لموريتانيا و لقاءه بالرئيس ولد الغزواني بالعاصمة نواكشوط مبعوثا شخصيا لزعيم الجبهة ابراهيم غالي ، بالتالي السؤال المطروح ، متى سيستبدل المغرب استراتيجيته الدفاعية و ينتقل إلى العقيدة الهجومية تحسبا و احتراسا من السيناريوهات القادمة ، أخذا بعين الاعتبار بأن احسن وسيلة للدفاع هي المبادرة بالهجوم وفق العلوم العسكرية كما جاء بها الخبير العسكري الصيني سن زو في كتابه ” فن الحرب”؟
الآن دعونا نلقي نظرة على عينة من الضغوط السياسية الدولية ، التي بات يتعرض لها المغرب منذ الخطاب الملكي السامي بمناسبة ثورة الملك و الشعب ، يومها أعلن العاهل المغربي بأن الموقف من قضية الصحراء المغربية هو المنظار الذي ينظر به المغرب في علاقاته الخارجية مع حلفائه التقليديين و الجدد…نفس الأمر أكد عليه السفير المغربي الممثل الدائم للمملكة بالامم المتحدة السيد عمر هلال…و هو نفسه ما عبر عنه وزير الخارجية السيد ناصر بوريطة في مناسبات عدة مطالبا الشركاء الدوليين بالخروج من المنطقة الرمادية …
* شهر أكتوبر الماضي ، جوشوا هاريس مساعد نائب وزير الخارجية الأمريكي قام بزيارة لمخيمات تندوف جنوب الجزائر ، التقى خلالها بعدة مسؤولين بالبوليساريو على رأسهم زعيم الجبهة ابراهيم غالي …بعدها باسبوعين قامت السفيرة الأمريكية بالجزائر بزيارة المخيمات حيث نظم ابراهيم غالي مأدبة عشاء على شرفها…زيارتان تطرحان أكثر من علامة استفهام من قبيل هل تنصلت إدارة بايدن من وعد ترامب ؟ أكيد لقد تنصلت بدليل تقرير وزارة الخارجية الأمريكية برسم سنة 2022 الذي وصف فيه الوزير بلينكن جبهة البوليساريو بحركة تحرر !
* قبل اسبوعين شهدت مدينة العيون حاضرة الصحراء زيارة وفدين كل على حدة…الماني و امريكي…بمجرد وصولهما انتقلا مباشرة إلى مقر بعثة المينورسو حيث عقدا اجتماعا مع المكون المدني و العسكري للبعثة الأممية …و من بعد اجتمعا مع ممثلي السلطات المحلية و المنتخبين …بعد زيارتهما مباشرة …حل بالصحراء وفد جمركي أوروبي مكلف بإعداد قوائم المنتوجات الزراعية و السمكية و غيرها …الممنوع أو الغير مرغوب تصديرها للاسواق الأوروبية …ربما توطئة أو تخوفا أو احتراسا أو استفاقت للحكم المرتقب صدوره من طرف محكمة العدل الأوروبية شهر مارس المقبل …حكم نهائي من المنتظر أن يكون مؤيدا لمندوب أحكام سابقة صدرت سنوات 2018/2019/2021 قضت باعتبار المغرب و الصحراء كيانين منفصلين تماشيا مع القانون الدولي و قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بملف الصحراء …فضلا عن اعتبار جبهة البوليساريو الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الصحراوي بحسب منطوق الأحكام …
* مطلع الأسبوع الماضي من الشهر الجاري …صدرت توصية للجمعية العامة للأمم المتحدة من بين ما دعت خلالها..تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره و إقامة دولته المستقلة ( منطوق التوصية) ، مطالبة في الوقت ذاته مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية لوضع حد لنزاع طال أمده…توصية تزامنت مع زيارة قام بها للجزائر مساعد نائب وزير الخارجية الأمريكي جوشوا هاريس حيث التقى خلالها بالمسؤولين بوزارة خارجية الجارة الشرقية ….زيارة اختتمها بعقد ندوة صحافية مع وسائل الاعلام الجزائرية حيث أجاب في معرض حديثه عن سؤال وجه له حول الحل الممكن لقضية الصحراء …فأعلن بالفم المليان بأن كل قضية الصحراء الغربية يكمن في سماع صوت الشعب الصحراوي …و هذا ما يعطي الانطباع إلى تنظيم استفتاء تحت رعاية أممية في إشارة إلى ما تم التوافق عليه بين المغرب و البوليساريو سنة 1991 يوم صدور القرار 690 لمجلس الأمن الدولي الذي تم بموجبه الاتفاق على وقف إطلاق النار و احداث بعثة المينورسو…
* نهاية الأسبوع الماضي …رئيس جمهورية نيجيريا المتزامن للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا المعروفة اختصارا باراجواي… و المنتخب حديثا يوجه رسالة إلى نظيره الصحراوي يدعوه فيها إلى تمتين العلاقات الثنائية بينهما بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين …!! فيما وزيره في الطاقة يغلق الباب بصفة نهائية لا رجوع عنها في وجه المغرب …الأمر يتعلق بمشروع مد خط أنابيب الغاز النيجيري نحو أوروبا عبر المغرب…مفضلا عنه تصدير الغاز النيجيري نحو أوروبا عبر الأنبوب الذي يمر من دولة النيجر و الجزائر في اتجاه ايطاليا و منها إلى باقي الدول الأوروبية …للإشارة كذلك فيما يعتبر ضغوطا سياسية و اقتصادية تنضاف لتلك التي تمارسها المنظومة الأوروبية و الاتحاد الافريقي …الرفض النهائي لطلب المغرب الانضمام لمجموعة دول الأكواس التي تقودها نيجيريا …
* من عبر الدار هذه المرة…من مراكش الحمراء التي استضافت ليومين متتاليين قمة التعاون روسيا العالم العربي…قمة شاركت فيها كل الدول العربية باستثناء الجزائر التي قاطعتها مفضلة عنها طلب الانضمام لمجموعة دول شرق و جنوب آسيا المعروفة اختصارا ب ( مجموعة الاسيان)…قلت من مدينة البهجة حيث بدت علامات الحرج و الانزعاج على محيا أسد الديبلوماسية المغربية الوزير السيد ناصر بوريطة …أثناء اللقاء الذي جمعه بالوزير الروسي في الخارجية السيد لافروف …و بعد رفض الأخير إدراج قضية الصحراء في البيان الختامي لقمة روسيا العالم العربي …أطلق العنان للسانه معلنا عن الموقف الرسمي لروسيا الداعم لحق تقرير المصير وفق قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بقضية الصحراء الغربية …و قد ردد وصف الصحراء بالغربية عدة مرات متتالية بوجود وزير الخارجية المغربي دون أن يرف له جفن …دون كلل و لا ملل أمام أسماع الحاضرين غير عابئ بضجر و حرج الأسد ناصر البشوش …وضعية أقل ما يقال عنها خطوة استفزازية من عبر الدار …خطوة تستدعي بالضرورة وفق تقديري استدعاء السفير المغربي بموسكو للتشاور …أو تجميد العلاقات الديبلوماسية مع روسيا و لم لا قطعها …
بالتالي أتساءل كمواطن مغربي عادي غيور على وطنه عن مصير المنظار الذي يؤطر علاقات المغرب مع شركائه التقليديين و الجدد ؟ و هل تم إسقاطه أو نزعه أو التخلي عنه أو تم تكسيره ضمن سياق ما أعلن عنه الوزير لافروف أمام الدول العربية المشاركة في القمة ؟ ثم ماذا عن مواقف و صمت الدول العربية المشاركة و بماذا يمكن تبرير هذا الصمت المريب؟ أم أن الأمر يكشف بالدليل الملموس بأن الخطاب الرسمي المغربي بخصوص قضية الصحراء في واد …و المواقف الدولية بما يشمل المنظمات القارية كالاتحادين الافريقي و الأوروبي… و الدولية كحركة دول عدم الانحياز و الأمم المتحدة نفسها و امريكا معها في واد آخر ؟

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى