ابو ايوب
عندما دقت طبول الحرب شهر اكتوبر الماضي…نواقيس الخطر تدق شهر مارس الحالي…إسحاق يوسف كبير خاخامات اليهود الشرقيين باسرائيل ، و من اكابر خاخامات اليهود الغربيين يعلن و يصرح ….اذا حاولت الحكومة فرض التجنيد الاجباري علينا ، سنغادر اسرائيل الى الخارج دون تذكرة عودة …هنا يطرح سؤال الوطن و مدى الارتباط به و التضحية من أجله ؟!!.
فيما فصائل المقاومة وعلى لسان حركة حماس وفق ما اعلن عنه اسماعيل هنية …ترفض الهدنة و تشدد على ضرورة الالتزام بكافة الشروط قبل اي حديث عن انهاء الحرب و الانسحاب من غزة…بالتالي هي رسالة واضحة بمثابة اعلان عن الجهاد المقدس بمناسبة حلول شهر رمضان الأبرك…
متغيرات دراماتيكية و تطورات فجائية ستطال جغرافية آخر حرب غربية بالمنطقة الشرق أوسطية و الخليج …البحرين العربي و الاحمر و خليج عدن و باب المنذب على موعد مع تصعيد خطير متدرج ضد التواجد العسكري الغربي بالمنطقة ، تصعيد ضمن سياق تنسيق غير مسبوق بين فصائل المقاومة في شموليتها..
اي بمعنى المرحلة الثانية من الحرب المتوحدة الساحات حيث تشتعل كل الجبهات رمضان الفضيل شاهد عليها …و لكل جبهة تكتيكها اللحظي و بنك اهداف ضمن الرؤية الجيوستراتيجية الجماعية للمحور و الحلفاء الذي يتمدد… على حساب مصالح حلف و ادوات وظيفية يتبدد ..
حرب طبعت بتسيير محكم للمعارك على كل الجبهات وفق مقاربة جيوستراتيجية متماسكة مضبوطة الاهداف …بهدف استنزاف القدرات العسكرية الغربية بالمضيقين هرمز و باب المنذب و البحرين العربي و الاحمر و خليج عدن الذي تكفل انصار الله بالمهمة…
فيما تكفلت المقاومة الغزاوية بدعم من حزب الله اللبناني باستنزاف القدرات العسكرية الاسرائيلية على استهداف القواعد العسكرية الجوية و ثكنات القوات البرية و البنى تحتية بالموانئ و المناطق الصناعية…فضلا عن الدعم الفعال العراقي الذي استهدف ميناء حيفا على الابيض المتوسط ، في اكبر حرب استنزاف لم تعهدها اسرائيل منذ الاعلان عن الدولة…
حرب تفوق بكثير ما عاشته و اكتوت به امريكا في فيتنام و العراق و افغانستان …و لا عهدتها اسرائيل في حروبها مع الجيوش العربية …فيما نتيجتها الحتمية بدأت اولى بوادرها تظهر …
محاكمة اسرائيل امام محكمة العدل الدولية بعدما تكفلت جنوب افريقيا بعرض القضية و متابعة الملف و استصدار الحكم
عزل امريكا بمجلس الامن الدولي جراء استخدامها الفيتو ضد المقترح الجزائري حيث صوتت 13 بنعم و إمتنعت عن التصويت دولة واحدة بريطانيا لتبقى امريكا وحيدة في مواجهة الاجماع الحاصل…
المبادرة باحداث فريق دولي للمحامين دوليين و عرب بهدف متابعة المسؤولين العسكريين و السياسيين الاسرائيليين امام محكمة الجنايات الدولية بتهم ثقيلة من قبيل ارتكاب جرائم حرب و إبادة جماعية في حق المدنيين العزل..
*و تبقى غرة الحتميات و ذرة التاج قضية فلسطين و اعلان الدولة المستقلة العضوة بالامم المتحدة و عاصمتها القدس الشريف ضمن الحدود المعترف بها دوليا …حدود 1967..
*رفض أي تواجد عسكري امريكي بالمنطقة و مغادرتها تسجيلا لبداية انعزاليتها و تقوقعها لترتيب شؤون و ملفات بيتها الداخلي…
بداية الزمن العربي الثالث بزعامة الجمهوريات الوطنية في العالم العربي …مع تسجيل سقوط بعض الأنظمة العربية في شكلها الحالي ، و الذي قد يتطور الى خريف لبعض الملكيات ..
*تعزيز النفوذين الصيني الروسي بمنطقة الخليج و الشرق الأوسط و افريقيا ، هذه الأخيرة لن تسلم بعض دولها من رياح التغيير و التخلص من عباءة الفرنكوفونية التي لم يعد لها مكان بالقارة السمراء ..
مخاض عالم جديد يتبلور و منظومة دولية تتطور …و الطريق الاسهل إحداث تغييرات و ادخال تعديلات و اصلاحات بميثاق الأمم المتحدة و مجلس الامن الدولي…و منظومة قيم حديثة تستجيب لتطلعات كل الدول و الشعوب عبر المعمور…غير هذا فناء و خراب الإنسانية جمعاء، و لن تسمح الطبيعة بحدوثه حفاظا على إنسانية الإنسان و تمسكا بالخشية من الفراغ ( الطبيعة تخشى الفراغ )….
