أخبار وطنيةالواجهة

 مجلس شورى العدل والإحسان يتدارس سير الجماعة وقضايا الوطن والعدوان على غزة 

 بيان مجلس شورى جماعة العدل والإحسان في دورته الثانية والعشرين
على بساط المحبة والوفاء وتحقيقا لمقاصد النصيحة والشورى التأم بفضل الله وعونه، يومي السبت والأحد 28 و29 شعبان 1445هـ الموافق ل 9 و10 مارس 2024 م، مجلس شورى جماعة العدل والإحسان في دورته الثانية والعشرين. وقد كان المجلس مناسبة سانحة لاستحضار جملة من القضايا والسياقات التي تعيشها بلادنا ويشهدها العالم من حولنا، كما شكل فرصة للتداول وإبداء الرأي في مجموعة من المشاريع والقرارات سواء ما تعلق منها بالسير التربوي والتنظيمي للجماعة أو ما ارتبط بتجويد حضورها الدعوي وفعلها السياسي وحركيتها في المجتمع.
في مفتتح هذا المجلس وتفاعلا مع السياقات الدولية توجهت قلوب الحاضرين بالتضرع إلى المولى الكريم أن يؤيد المقـــاومة الأبية في الضفة وغـــزة وفي باقي الجبهات وأن يسدد رميها ويحفظ أهلها ويُخزيَ عدوها. حيث سجل بألم عميق واستياء شديد حجم الجرائم الوحشية والإبادة الجماعية التي ترتكبها العصابة الصهـــيونية في حق الأطفال والنساء والمدنيين، حيث أكد المجلس أن ما يتعرض له أهل غـــزة من تقتيل وتجويع وتهجير إنما هو اختبار كاشف لحقيقة الشعارات الزائفة والوعود الكاذبة بحماية حقوق الإنسان ورعاية اللاجئين وعدم التفريط في القضية الفلســـطينية والانتصار للإخوة في الدين والعروبة.
وفي استحضاره للقضايا الوطنية جدد المجلس ترحمه على شهداء زلزال الحوز ودعا بالشفاء العاجل للمرضى والمصابين، كما سجل بأسف بالغ استمرار معاناة المتضررين وتدهور أوضاع النازحين جراء تماطل السلطات الحكومية في إنجاز التدخلات الموعودة وعجزها عن تقديم الحلول القمينة برفع التهميش المتعمق والإقصاء المتجذر والظلم المتعاظم الذي تعانيه هذه المناطق المنكوبة. كما وقف المجلس على التدهور المتنامي للوضع المعيشي الذي تكتوي منه فئات عريضة من أبناء الشعب بمختلف شرائحه وتنطلق من جرائه موجات عارمة من السخط الاجتماعي والاحتقان الشعبي والاحتجاج اليومي، خاصة مع استمرار عجز الدولة الصارخ عن تقديم الحلول الناجعة لمواجهة الاختلالات الاقتصادية والاجتماعية والغلاء المستشري، وغياب التعاطي الجدي مع المطالب المشروعة والنداءات الملحة التي بحتْ بها حناجر المحتجين في كل مناسبة وعلى امتداد ربوع الوطن المنكوب.
ومن جهة أخرى سجل المجلس استمرار تغول السلطة ومصادرة الحقوق والتنكيل بالمعارضين قمعا وإعفاء وإقصاء من الحق في التوظيف والترقي المهني، وتشميعا للبيوت.
هذا وقد شهدت الدورة عرض ومناقشة جملة من المشاريع والقرارات كان أهمها مشروع تعديل قانون انتخاب مجلس الإرشاد، حيث تم على إثر ذلك انتخاب الدكتور علي تيزنت عضوا جديدا بمجلس الإرشاد، كما تم التداول وإبداء الرأي في قضايا مختلفة.
وقد سجل المجلس، بارتياح كبير، عند تقييمه للأداء السنوي لعمل الجماعة تطور مستويات أداء المؤسسات والأفراد بتعدد الواجهات وتنوع الاختصاصات، وثمن جملة من المبادرات والمواقف والفعاليات التي ميزت حضورنا التربوي والدعوي ووسمت فعلنا السياسي وانخراطنا في حركية المجتمع والتزامنا الأخلاقي بدعم المطالب العادلة والانخراط في مختلف الأشكال الوحدوية والتعبيرات النضالية المسؤولة.
وبهذا الصدد تابع المجلس باهتمام كبير التفاعل الواسع والدينامية السياسية التي أطلقتها الوثيقة السياسية، باعتبارها موقفا مسؤولا وتعبيرا عن غيرة وطنية صادقة ومساهمة في إنضاج نقاش مجتمعي حول طبيعة التغيير العميق الذي يحتاجه بلدنا للخروج من حالة الاختناق التي يعيشها وما ترتب عليها من إفساد للبلاد وظلم للعباد وحرمان من العيش الكريم لفئات واسعة من هذا الشعب المبتلى بحكامه.
كما وقف المجلس عند الاقتراح الذي تقدمت به مؤسسات الجماعة المعنية بتعديل مدونة الأسرة، ومدى حرصها البليغ على حفظ نواة المجتمع الرئيسة (الأسرة) وضمان حقوق كافة أطرافها، بقدر حرصها على تغليب مقاربة تجمع ولا تفرق وتقرب ولا تبعد بين مكونات المجتمع المغربي المتنوعة. وهي مناسبة لإعادة تأكيدنا على ضرورة مراعاة كل تعديل مرتقب أحكام ديننا الإسلامي ومقاصده، مع الاجتهاد في إيجاد حلول خلّاقة وأصيلة للمشكلات المستجدة.
وفي أجواء ربانية عالية وبين يدي نفحات شهر رمضان الكريم اختتمت فعاليات هذا المجلس بكلمة جامعة لفضيلة الأمين العام الأستاذ محمد عبادي ذكر فيها بالأصول والمنطلقات ونبه من خلالها إلى ضرورة تخليص النيات وتوجيه الهمم والإرادات.
إن مجلس الشورى إذ يحمد المولى الكريم على النجاح والتوفيق الذي تحقق في هذه المحطة الشورية، ومن منطلق الأمانة الشرعية والمسؤولية التاريخية، ليتقدم للرأي العام بالمواقف والنداءات التالية:
1️⃣ مباركته للأمة الإسلامية وللشعب المغربي مطلع شهر رمضان المعظم، بما يحمله في شريعتنا الغراء من معاني التقرب والتبتل والصبر والمواساة وما يختزنه في تاريخ المسلمين من ملامح وبطولات وأمجاد خالدة وانتصارات.
2️⃣ اعتزازه الكبير بالمقـــاومة الباسلة في غـــزة وباقي أرض فلســـطين في ملحمة طوفـــان الأقـــصى وتنديده بالتآمر الخبيث لأنظمة الاستكبار الغربي والتخاذل المقيت لحكام العرب أمام المجازر الهمجية ومخططات التهجير القسري والتجويع الفظيع التي يرتكبها كل يوم العدو الصهـــيوني الغاصب، مجددا إدانته الشديدة للتقاعس الفاضح للنظام المغربي في موقف شاذ ومنحرف عن المواقف المشرفة والأصيلة لعموم الشعب والتي مافتئ يعبر عنها على امتداد في الزمان والمكان والأشكال سواء من خلال المسيرات الحاشدة والفعاليات الداعمة والتعبيرات التضامنية.
3️⃣ تنديده الشديد باستمرار تغول السلطة على عموم الشعب وخاصة المعارضين ومصادرة حقوقهم والتنكيل بهم ومطالبته بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين.
4️⃣ استهجانه للمشاريع المشبوهة والتوجهات المحمومة لضرب البقية الباقية من الاستقرار الاجتماعي واستهداف مؤسسة الأسرة والتمكين للفساد الخلقي والانهيار القيمي، ودعوته مختلف مكونات الشعب لليقظة الدائمة من أجل الدفاع عن هذا الحصن المستهدف من حصون الأمة.
5️⃣ دعوته الصادقة والمتجددة لكل الشرفاء والأحرار للتداعي العاجل والانخراط المسؤول في مناهضة سياسات التغول ومخططات الإفساد ومظاهر الاستئثار بمقدرات البلاد والعبث بمستقبل الأجيال.
6️⃣ شكره لجميع الهيئات الحقوقية والسياسية والإعلامية وكافة النخب الفكرية والفاعلين الاجتماعيين على تفاعلهم المثمر ونقدهم البناء ومشاركاتهم الفعالة في مختلف المبادرات والفعاليات التي أطلقتها مؤسسات الجماعة وهيئاتها سيما فعاليات ذكرى التأسيس وتقديم الوثيقة السياسية ومذكرة تعديل مدونة الأسرة.
7️⃣ اعتزازه بجهود الإخوة والأخوات من أبناء الجماعة وبناتها وإشادته بأدائهم التربوي والدعوي وحضورهم الاجتماعي والسياسي وانخراطهم الصادق والفعال في مختلف المواقف النضالية والمسيرات التضامنية والتعبيرات الإنسانية.
8️⃣ تأكيده لسائر بنات وأبناء الوطن الحبيب أن جماعة العدل والإحسان ستظل بفضل الله وفية لخطها الواضح ومحجتها اللاحبة، دعوة رحيمة وحركة حكيمة ونداء صادقا للقلوب والعقول والإرادات للسعي الحثيث لإحياء معاني العدل والتراحم والتكافل الإنساني وتوفير شروط الترقي الإيماني والتشوف الإحساني.
﴿ربنا ءاتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا﴾
الأحد 29 شعبان 1445 ه الموافق ل 10 مارس 2024 م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى