حديث الجمعة
ابو ايوب: 2024/4/12
هل بوارد القوى المؤثرة عالميا تحمل تكلفة حرب إقليمية بالشرق الأوسط و الخليج ؟ سؤال يفرض نفسه بالحاح …و الجواب وفق تقديري لا…و ذلك لعدة اعتبارات منها ، احتمالية تطورها إلى حرب عالمية ثالثة مع امكانية اللجوء الى السلاح النووي في عز الرئاسيات الأمريكية و الصراع المحموم المحتدم بين ترامب و بايدن…
ساعات تفصلنا عن ساعة الصفر للهجوم الايراني على اسرائيل ردا على استهدافها قنصليتها بسوريا قبل ايام ….اكثر من 100 مسيرة و عشرات الصواريخ بين باليستية و مجنحة و فرط صوتية إيرانية على اهبة الاستعداد تنتظر كبسة الزر …في الوقت الذي يتم اشغال و ارباك القبة الحديدية ” حيتس 2 و 3 ” بحيفا على الابيض المتوسط و مقلاع داوود الذي تم نشره بأم الرشراش على البحر الاحمر ( ايلات) تحسبا لصد هجوم الصواريخ و المسيرات القادمة من العراق و اليمن و لبنان جنوب هذا الأخير شهد اليوم استهداف قواعد و مواقع و مقار قيادة الجيش الاسرائيلي شمال اسرائيل و بالجولان السوري المحتل…تقارير وكالة المخابرات الأمريكية سي.اي.اي و مخابرات البنتاغون و المخابرات البريطانية
اشاروا الى يوم غد السبت او ليلة الأحد كموعد لبداية الهجوم الايراني بالتوازي مع اقصاف اليمن و العراق و لبنان و من المحتمل مشاركة فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة و الضفة الغربية بدرجة أقل
كما هو مرتقب ايضا اندلاع انتفاضة فلسطينية بالضفة قد تشمل عرب 48 من جهة
و بان لرد الايراني من جهة ثانية قادم بعدما صدرت الأوامر من أعلى سلطة بايران ( خامينائي ) بحسب معلومات استخباراتية غربية أمريكية بالأساس …
فهل تندلع حرب إقليمية قد تتورط او يتم توريط امريكا في مستنقعها لا سيما أن هناك تصريحات أمريكية رسمية تقول بالتزام امريكا بالدفاع على اسرائيل؟
أم ان الالتزام هذا يبقى محصورا في ارسال خبراء عسكريين و تلبية كل ما تطلبه اسرائيل من أسلحة و ذخائر دون التورط مباشرة في الحرب ان وقعت؟
ما يثبت الطرح وصول ازيد من 1000 خبير عسكري و قادة كبار الى اسرائيل قبل يومين ، فيما تم اعلان حالة استنفار قصوى في كل القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة بالشرق الأوسط و الخليج …
سباق ضد الساعة تقوم به امريكا و بريطانيا و المانيا لاقناع ايران بعدم الرد …و في حالة استجابتها رغم اني اعتقد جزما بعكس هذا …تكون ايران قد خسرت امام شعبها و باقي محور المقاومة …
و اسرائيل هي الرابحة مما يساهم في فتح شهيتها و القيام باستهدافات اخرى للمصالح الإيرانية …و هذا أمر مستبعد جملة و تفصيلا و لن تغفره ايران و المحور مهما كلفه الأمر من تضحيات ….
الرد الايراني القاصم لاسرائيل قادم و صادم لامريكا ان هي تورطت مباشرة في الحرب …بحيث تصبح القواعد الأمريكية بدول الخليج و سوريا و العراق ضمن دائرة الاستهداف لن تسلم منه القاعدة العسكرية الأمريكية بجزيرة غوام…
و أن اي تورط امريكي مباشر في الحرب باي شكل من الاشكال يعني بالضرورة تأجيل الانتخابات الرئاسية الى موعد لاحق..
لا سيما و ان هناك سابقة ابان حرب امريكا بالفيتنام …بتقديري ثمن التورط ليس بوارد الحزبين الجمهوري و الديموقراطي تحمل تكلفته السياسية و الاقتصادية فضلا الخسائر البشرية المترتبة عن حرب إقليمية يعرفون بدايتها لكن لا احد بإمكانه توقع نهايتها….
و ما الانقسام الحاد الذي تعيشه وزارة الخارجية الأمريكية و البنتاغون نفسه الا خير دليل على عدم الرغبة في التورط المباشر …و هذا ديدن امريكا و فلسفتها ( لا صداقات و لا عداوات دائمة وحدها المصالح دائمة )
و كلما اقتضت الظروف التخلي عن الادوات فعلت امريكا حفاظا على مصالحها من منطوق نهجها البرغماتي و لنا امثلة عدة ” دركي الخليج شاهنشاه ايران مثالا لا حصرا “..
كما ليس بإستطاعة الغرب تحمل تبعات أزمة طاقة عالمية بعد اغلاق مضيق هرمز و اهتزاز عروش مماليك الخليج…اذ لا مصلحة لاحدهم في زعزعة أمن و استقرار الخليج شريان الطاقة العالمي …