تقمصت دور “بائع صحف”
منقول : عن حائط طلحة جبريل بالفيس بوك
كانت تجربة طريفة وفي الوقت نفسه تؤشر على “أزمة” أضحت تشغل بال كثيرين، ليس هنا أو هناك لكن حول العالم.
إليكم التفاصيل .
اعتدت التجول كلما سنحت الفرصة، في وسط الرباط خاصة “شارع محمد الخامس”، وهو ما حدث أمس.
تتيح الجولة اقتناء بعض الصحف اليومية والأسبوعية إضافة إلى كتاب من باعة كتب أرصفة الشارع ،والدردشة معهم عن حال القراءة وأحوالها. من خلال تلك الأسئلة التي أطرحها عليهم يبدو لي بأنني كمن يتشبث بأعنة الرياح، أو بظل عابر.
توقفت عند سي محمد التويسي الذي يمارس ومنذ عقود مهنة بائع الصحف والكتب .اقتنيت منه بعض الصحف، لم أجد إحدى اليوميات، طلب مهلة يحضرها، لا أعرف من أين . ترجاني أن أجلس في مكانه إلى حين عودته. راقتني فكرة تقمص دور “بائع الصحف”.
بقيت فترة لا بأس بها في جلباب “بائع الصحف”، كان المارة يطالعون عناوين الكتب والصحف لكن لم يبادر أحد شراء صحيفة أو كتاب . بعضهم تعجب كثيراً جلوسي في مكان التويسي. كانت تلك الفترة الزمنية القصيرة مليئة بالتساؤلات، وكان فضولي يلتهمني بلا حدود. طافت برأسي نتق من أفكار، وصور ذهنية وأخرى لوجوه وأصوات تجيء من زمن مضى.
بادرت سيدة كانت رفقة بعض أفراد من أسرتها بإلقاء التحية وقالت إنها تقرأ لي، كانت برفقتها ابنتها “أميمة” طلبت منها التقاط صور بالهاتف المحمول، في ظني أن التقاط الصور هي الوظيفة الوحيدة التي تجد القبول من هذا “الرفيق اللعين” بخلاف ذلك لا يأتي لنا إلا بالأخبار المزعجة أو اتصالات تبدد الوقت في اللغو والتفاهات. حقاً ماذا أصابنا ،أم ماذا أصاب هذا الزمان.