
في هذا العالم الذي نعيش فيه، حيث تتسارع الأحداث وتتراكم الأزمات، يبدو أحيانًا أن الحكمة أصبحت عملة نادرة، وأن من يمسكون بزمام الأمور في بعض الأركان من الأرض ليسوا سوى أناس عاديين، بل وأحيانًا حمقى، يدفعون بالبشرية نحو المجهول.
إن حكم الحمقى ليس مجرد استعارة أدبية، بل هو واقع نراه في قرارات غير مدروسة، وسياسات بلا رؤية، وقيادات تتخذ من الشعب وسيلة لتعزيز نفوذها الشخصي. عندما يحكم الحمقى، يتلاشى صوت العقل، ويصبح القرار رهين النزوات الشخصية والمصالح الضيقة.
كيف يبدو العالم تحت حكم الحمقى؟
إذا أردنا وصف هذا المشهد، فهو أشبه بسفينة يقودها قبطان لا يقرأ البوصلة. الأزمات الاقتصادية تتفاقم، الحروب تشتعل بلا داعٍ، والبيئة تُدمّر بلا رحمة. يصبح التعليم عبئًا، والثقافة ترفًا، والصحة حلمًا بعيد المنال. تحت حكم الحمقى، يتحوّل المستقبل إلى كابوس جماعي، حيث يطغى الجهل على العلم، والغرور على الحكمة.
لماذا يحدث هذا؟
لعل السبب الرئيسي يكمن في غياب الوعي الشعبي، حيث يُخدع الناس بالشعارات الرنانة والكلمات الفارغة. يتسلل الحمقى إلى السلطة من خلال استغلال العواطف والبروباغندا، غير مدركين أن القيادة مسؤولية قبل أن تكون امتيازًا.
ما الحل؟
إن الخروج من هذه الدائرة المظلمة يبدأ من الشعب نفسه. فوعي الشعوب هو السلاح الوحيد الذي يمكنه مواجهة عبث الحمقى. التعليم، الثقافة، والقدرة على التمييز بين القائد الحقيقي وصاحب الشعارات الجوفاء، هي المفتاح لإعادة التوازن إلى العالم.
إن حكم الحمقى ليس قدرًا محتومًا، لكنه خطر يهدد كل مجتمع يغفل عن أهمية العقل والحكمة في القيادة. علينا أن نرفع أصواتنا، أن نعلّم أجيالنا القادمة أن القيادة ليست لعبة، وأن العالم يستحق من يقوده بعقل مستنير وقلب مسؤول.