فضاء الصحافة

المقرئ أبو زيد الادريسي، في مقابلة مع الأناضول: هناك تخوف من أن الانتقام الإسرائيلي “سيتجاوز كل الخطوط الحمراء”

الرباط / الأناضول
Soukaina Esdar
** المقرئ أبو زيد الادريسي، في مقابلة مع الأناضول:
– هناك تخوف من أن الانتقام الإسرائيلي “سيتجاوز كل الخطوط الحمراء”
– الاستثمار السياسي لكل عمل عسكري يحتاج لحاضنة سياسية غير موجودة اليوم
– “التطبيع مع إسرائيل عرف مستويات غير مسبوقة مؤخرا وهو يتحمل جزءا مما يحدث”
قال المفكر المغربي المقرئ أبو زيد الادريسي إن التصعيد الأخير بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية سيكون له تأثير على المنطقة برمتها، معتبرا أن “التطبيع يتحمل جزءا مما يقع في غزة وفلسطين”.
وفي مقابلة مع الأناضول، اعتبر الادريسي أن “الفصائل الفلسطينية وخاصة كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) لا تزال تفاجئ إسرائيل والعالم بأشكال إبداعية من المقاومة”، وفق تعبيره.
وفجر السبت أطلقت حركة “حماس” وفصائل فلسطينية في غزة عملية “طوفان الأقصى” العسكرية ضد إسرائيل؛ “ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق عملية “السيوف الحديدية”، قائلا في بيان، إن طائراته “بدأت شن غارات في عدة مناطق بالقطاع على أهداف تابعة لحماس”.
ومنذ السبت تواصل المقاتلات الإسرائيلية شن غاراتها على مناطق متفرقة من القطاع، أسفرت عن دمار هائل بالمناطق السكنية وخسائر كبيرة في الأرواح وحالة نزوح جماعي.
تخوف وقلق
وتابع المقرئ: “لأول مرة استطاع الفلسطينيون تحقيق هذا الاختراق، ولم يسبق أن حققوا مثل ما وقع منذ السبت في طرق مهاجمة العدو وإرباكه وقتله وأسره وتدمير أسلحته بما فيها الثقيلة”.
وقال أيضا إن هناك “تخوف شديد من شراسة الانتقام” الإسرائيلي “الذي لا توقفه لا قيم ولا مبادئ ولا أخلاق”، وفق تعبيره، محذرا من أن الانتقام “سيكون بشعا وإجراميا ومتجاوزا لكل الخطوط الحمراء”.
وفسر ذلك بتجارب سابقة، مثل تجارب “الأمير (المغربي) عبد الكريم الخطابي، والأمير عبد القادر الجزائري، والشهيد (الليبي) عمر المختار، عندما كانوا يقومون بأعمال تجمع بين البطولة والاستشهادية والمباغتة والمبادرة والإبداع والتضحية، وكيف في المقابل يكون الرد على المدنيين بشعا وشرسا ووحشيا وعدوانيا”.
وأضاف: “كيف لهذا الشعب الصغير المحاصر في هذه البقعة الصغيرة (قطاع غزة) المسلط عليه كل أنواع القهر والحرمان، أن يصل إلى هذا المستوى من الإبداع ومن الإنجاز ومن مفاجأة لجيش يُعتبر من أقوى جيوش المنطقة”.
التطبيع
الادريسي اعتبر أن “التطبيع (مع إسرائيل) يتحمل جزءا من مسؤولية ما يقع بفلسطين من اعتداءات وانتهاك لكرامة الفلسطينيين ومقدسات الأمة الإسلامية، خاصة أنه عرف مستويات غير مسبوقة في السنوات الأخيرة”.
وذكر أنه “قبل 20 عاما كانت إسرائيل بجيشها وشرطتها تمنع المستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى، ثم انتقل الأمر إلى حماية المستوطنين حتى يعتدوا على المسجد الأقصى، وعلى المصلين والمرابطين فيه”.
واستطرد: “هذا الانتقال ليس له إلا تفسير واحد هو الهرولة التطبيعية”، منتقدا المواقف العربية تجاه ما يجري في غزة، واصفا إياها بأنها “باردة وباهتة”.
وأضاف أن هذه المواقف “تساوي بين الظالم والمظلوم، بين المستعمر والمستعمَر، بين المعتدي والمعتدى عليه، بين العدواني وبين المدافع عن نفسه، وتطالب الطرفين بتهدئة النفس وبضبطها وبإيقاف العمليات العسكرية المتبادلة وكأن إسرائيل وحماس جيشان كالجيش الأمريكي والألماني في الحرب العالمية الثانية يتقاتلان لاحتلال دولة ثالثة”.
واعتبر أن هذه المظاهر تبين “رد فعل عدواني واستيطاني مدجج بالأساطير المزورة للتاريخ والجغرافيا”.
وعلى صعيد متصل، لفت الإدريسي إلى أن “الاستثمار السياسي لكل عمل عسكري يحتاج إلى حاضنة سياسية غير موجودة اليوم”.
الموقف الشعبي
وبحسب الإدريسي فإن “الشعب المغربي عاطفته فلسطينية وهواه فلسطيني وبوصلته مقدسية، وكل هذا التطبيع إلى الزوال والفشل”.
وتوقع استمرار دعم الشعب المغربي لفلسطين عبر الوقفات والمسيرات.
ويعتبر الإدريسي من الوجوه البارزة في المغرب؛ خاصة بمناقشة قضايا الفكر الإسلامي، وسبق أن كان عضوًا بنادي الفكر الإسلامي المغربي (غير حكومي)، و”رابطة الأدب الاسلامي العالمية” و”الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”‎، كما له عدد من المؤلفات، مثل القرآن والعقل، وفلسطين وصراع الإرادات.
وخلال الأيام التي تلت عملية “طوفان الأقصى”، شارك مئات المغاربة في وقفات بعدة مدن، دعما للشعب الفلسطيني وعملية “طوفان الأقصى”.
ومن بين المدن التي شهدت وقفات، سيدي بنور والدار البيضاء وطنجة والرباط (شمال)، وتاوريرت وتازة (شرق)، وأغادير (وسط).

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى