تفاصيل غرق قارب بساحل الحوزية ووفاة ثلاثة مرشحين للهجرة السرية
يبدو أن الهجرة السرية، رغم ما قد تتسبب فيه من مآسي وإزهاق للأرواح، باتت تسيل لعاب عصابات الاتجار في البشر وذلك من جهة لازدياد الطلب ومن جهة أخرى للمداخيل الباهضة التي يحصل عليها منظمو هذه الهجرة …
فبعد نشرنا مقالا حول إحباط مركز درك سيدي بوزيد ، بمركزيه المؤقتين بمولاي عبد الله وسيدي عابد ، لمحاولات هجرة سرية أو هجرة غير قانونية صوب إسبانيا والبرتغال ها هي عملية جديدة يتم إحباطها من طرف قوة الطبيعة المتمثلة في هيجان البحر وأمواجه العاتية .
صباح 24 أكتوبر 2020 توصل المركز القضائي للدرك بسرية الجديدة بإخبارية مفادها العثور على ثلاثة جثت ملقات على أحد شواطئ جماعة الحوزية بإقليم الجديدة (حجرة بيبور) لتنتقل دورية إلى عين المكان يترأسها قائد المركز تحت إمرة قائد السرية وتحت إشراف القائد الجهوي للدرك بالجديدة .
وعند وصول الدورية إلى عين المكان قام عناصرها بتمشيط للمكان قبل نقل الجثت الثلاثة (ذكران وأنثى) إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة ليتم بعدها فتح بحث بتعليمات من النيابة العامة صاحبة الإختصاص .
كانت أول نقطة قام بها المحققون هي تنقيط القارب الذي عثر عليه بالشاطئ والذي أكد مالكه أنه قام ببيعه قبل حوالي شهرين إلى شخصين تم تحديد هوية أحدهما (من مواليد 1985) القاطن بدوار اولاد سعد الدراع التابع ترابيا لنفوذ مركز درك سيدي بوزيد وبالتالي تم الإتصال بقائده الذي وبعد استعانته بأعوان السلطة بالدوار المذكور تمكن من تحديد هوية ومحل سكنى المعني بالأمر لتنتقل دورية إلى العنوان المحصل عليه .
عند وصول الدورية حوالي الساعة التاسعة ونصف صباحا، التي كان يتقدمها قائد المركز الترابي لسيدي بوزيد، إلى المكان المذكور وبعد طرق منزل المشتبه فيه أخبرت الزوجة الدركيين على أن زوجها لم يكن بالداخل … لتتم محاصرة محيط المنزل من خلال التمركز بأسطح المنازل المجاورة تفادية لمحاولة المعني بالأمر الهروب .
ظلت الأمور على هذا الحال إلى حين الساعة الواحدة ونصف زوالا حيث حلت بالمكان عناصر المركز القضائي للدرك وقامت بتنسيق مع مركز درك سيدي بوزيد من معاودة الطرق على باب منزل المشتبه فيه الذي فتح الباب وبتعليمات من النيابة العامة تم اقتحام المنزل ليتم العثور بسطحه على أربعة نساء وطفلتين تبين أن اثنتين من هن (شقيقتان) كانتا ضمن المرشحين للهجرة واللتان تمكنتا من السباحة ساعة غرق السفينة وبالتالي الوصول إلى الشاطئ ومنه إلى منزل المشتبه فيه … كانت أيضا والدتهما وصديقتها كانتا بقيتا بالمنزل للتأكد من تمكن ابنتيها من الهجرة … أما الطفلتان فقد كانت إحداهما إبنة مرشحة للهجرة والثانية شقيقتها .
وبعد الإستماع للمشتبه فيه وكذا المرشحتين للهجرة السرية تبين أن :
- هناك مجموعة من الأشخاص اتفقوا على ولوج عالم تهجير الراغبين في “الحريك” بدء باقتناء قارب تم شراؤه من مالكه الأصلي وتسجيله في إسم اثنين منهم وذلك بعد أداء المبلغ المتفق عليه من المبلغ المحصل عليه من المرشحين للهجرة والذي كان 15 ألف درهما لكل واحد منهم .
- تكلف أحد أعضاء منظمي الهجرة (ينحدر من جماعة سيدي علي بنحمدوشمن مواليد 1994) باقتناء كمية البنزين التي سيحتاجها المنظمون خلال السفر .
- المرشحون (يتراوح عددهم بين 25 و 30 شخصا) قدموا من : الدار البيضاء ، اليوسفية ، الفقيه بنصالح ، وإقليم الجديدة بينهم ثالثة “رياس” .
- أسفرت العملية عن توقيف ثلاثة أشخاص ووضعهم تحت تدابير الحراسة النظرية قبل تقديمهم أمام النيابة العامة التي أحالتهم على قاضي التحقيق الذي أحالهم بعد البحث التمهيدي على السجن المحلي سيدي موسى رهن الإعتقال الإحتياطي لفائدة البحث .
- بلغ عدد من فارقوا الحياة غرقا ثلاثة أشخاص : (شاب من مدينة الفقيه بنصالح من مواليد 1990) – (شاب من اليوسفية من مواليد 1986) – (شابة من مدينة الدار البيضاء من مواليد 2000) .
- تم إصدار برقية بحث في حق أربعة أشخاص (المنظم الرئيسي للهجرة وثلاثة “رياس”) .
هذا وقد علم موقع الجديدة نيوز من مصدر عليم أنه تم عشية يومه الثلاثاء 27 أكتوبر 2020 توقيف الرايس الذي كان موضوع برقية بحث ، والذي كان مكلفا بقيادة السفينة قبل أن تتعرض مقدمتها لأضرار بسبب قوة الأمواج التي ساهمت في تكسير مقدمتها وبالتالي غرقها مباشرة بعد إبحارها .