مجرد رأي

… ألم متبادل …!!

 

مسرور المراكشي :

قبل الدخول في صلب الموضوع ، لا بأس من شرح مختصر لشعار المعركة ، (طوفان الأقصى ) ودلالاته ، إن كلمة طوفان تعني اكتساح وتجاوز لكل الحواجز ، وربط ذلك بالأقصى يحدد سبب المعركة ، وهذا بالضبط ماقامت بتطبيقه كتائب القسام ، وفي محاولة لربط الماضي بالحاضر ، نشير إلى التحول الإستراتيجي في صراع الرسول صلى الله عليه وسلم ، مع كفار قريش ومن والاهم من العرب ، وهذا التحول حدث مباشرة بعد النصر المبين في معركة بدر ، لقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم منذ أزيد من 1400سنة : (..اليوم نغزوكم ولا تغزونا..) ، وهذا تحول استراتيجي في موازين الصراع ، حيث تصبح المبادرة عند جيش الصحابة المجاهدين ، وهذا تقريبا نفس الوضع الذي تحاول كتائب القسام تكريسه اليوم في غزة ، لقد كان العدو فيما سبق يختار زمان ومكان المعركة ، حيث كان يغزو القطاع في إطار الرد على عملية أو قصف صاروخي ، أو لأسباب انتخابية أو سياسية ، المهم أن الطرف الفلسطيني كان ينتظر رد فعل العدو الصهيوني ، حيث تتخذ كتائب القسام وباقي فصائل المقاومة ، وضعية المدافع و تنتظر تقدم جيش العدو و دباباته ، لكن في معركة طوفان الاقصى انقلبت موازين المواجهة ، حيث اختارت كتائب القسام هذه المرة زمان ومكان المعركة ، و العجيب في الأمر هو سرية العملية من الإعداد إلى التنفيذ ، وهذا الذي أصاب العدو بحالة من الذهول و الإحباط ، لقد كان الصهاينة في حلم جميل وردي ، بعد حفلات التطبيع من الخليج إلى المحيط ، لقد كان الإرهابي نتن ياهو على موعد مع جائزة كبرى ، وذلك بعد موافقة السعوديه بدأ مسلسل التطبيع ، كما أن المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بكل يسر ، وبأعداد كبيرة في كل مناسبة دينية ، وبدا لهم قرب تحقيق حلم ذبح القربان داخله ، ثم بعد ذلك يتم هدم المسجد الاقصى وبناء الهيكل مكانه ، المهم كانت الأمور تسير على أحسن مايرام ، طبعا هناك بعض العمليات الفردية وتهديد و وعيد من كتائب القسام ، لكن كل هذا في نظر المتطرف بن غفير ماهو إلا تشويش بسيط ، يمكن التعامل معه بتشديد القبضة الأمنية ، لكن الأحمق لا يدري أن تحث رماد غزة نار تستعر ، وأن هذا السكون ما هو إلا الهدوء الذي يسبق العاصفة ، لقد تم اختيار يوم الهجوم بعناية فائقة ، لأن حماس تعلم أن اليمين المشكل من رجال الدين المتطرفين ، هم من يسير حكومة العدو و يرسم لها خريطة الطريق التوراتية ، لهذا قررت كتائب القسام شن الهجوم يوم السبت ، لانه يوم عطلة يحتفل فيه بن غفير و متطرفوه ، وبذلك قدمت كتائب القسام للمتطرفين (هدية) العيد في ذاك اليوم ، لقد انهارت الحواجز ودخلت فصائل المقاومة الفلسطينية غلاف غزة ، وهذا يعني بدأ صفحة جديدة من الصراع مع العدو الصهيوني ، فكانت المعركة لأول مرة داخل مستوطنات العدو ، وكانت كتائب القسام تأسر و تقتل جنود العدو كالفئران ، وفي ظرف وجيز تم احتلال عدة مستوطنات ، وتم تدمير فرقة غزة العسكرية ، التي شكلها جيش العدو لضرب غزة ، وهي المسؤولة عن أغلب عمليات القتل فيها وتجنيد العملاء ، وهذا كله شكل ضربة مؤلمة لهذا الكيان الإرهابي ، وهذا كذلك يعد منعطف كبير في الصراع مع هذا العدو ، وكما قال المجاهد اسماعيل هنية إنها بداية تحرير كل فلسطين ، وفي رأي أن العدو لن يتعافى قريبا من هذه الضربة الإستراتيجية ، و سيعاني من تداعياتها العسكرية والنفسية طويلا ، لهذا نشاهد هستيريا القصف على غزة لترميم قوة الردع المنهارة ، نعم هناك ألم شديد يشعر به كل سكان غزة ، بسبب فقدان الأحبة و المنازل و تدمير البنية التحتية ، وهذا راجع لتفوق العدو جوا و تلقيه دعم أمريكي غير مشروط ، لكن رغم ذلك التفوق الكبير ، فإن المقاومة المسلحة كبدتهم آلاف بين قتيل و جريح و أسير ، إذن هناك ألم يشعر به العدو و رجال المقاومة كذلك ، لأنهم في نهاية الأمر بشر يتألمون ، لكن الفرق بين الطرفين بينه رب السماوات والارض ، حيث قال : (.. فإنهم يألمون كما تألمون و ترجون من الله ما لا يرجون … ) ، إذن هناك ألم متبادل لكن الفرق في من يرجو جنة عرضها السماوات والارض ، وهذا يعد حافز قوي ليستمر في القتال حتى النهاية رغم الألم ، في المقابل تكون معنويات العدو متدنية ، فهو لا يرجو من الله خيرا أبدا ، بل قد يكون مصيره النار خالدا فيها و بئس المصير ، لهذا لا يفهم الصهيوني الأمريكي عقلية رجال القسام ، فعندما ينطق المقاوم بكلمة نصر أو استشهاد ، على العدو إعادة قراءة وتحليل هذه الكلمة عدة مرات ، لأن هزيمة أمريكا في أفغانستان كانت بسبب من يطلب الجنة ، لقد كان الصحابة رضي اللّه عنهم عند نهاية المعركة ، يذكرون المشركين بهذه الكلمات ( قتلانا في الجنة و قتلاكم في النار ) ، ونفس الشيء نقوله لقتلى أهل غزة والضفة ، نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء ، وأن يشفي جرحاهم ويبارك في من تبقى منهم ، خلاصة : مسرور المراكشي يقول للعالم : ( في رأي إذا استقرت فلسطين استقر العالم ، والعكس صحيح وهذا يعني أنها محور الصراع العالمي ، لهذا من يحكم فلسطين قد يحكم العالم..!! ) ..نقول للمقاومة حفظكم الله أواكم الله ثبتكم الله نصركم الله ✌🏼✌🏼✊🏼✊🏼…
مسرور المراكشي
2023/10/15

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى