الواجهةثقافة وفنون ومؤلفات

الحقيبة الثقافية الشعر والكتابة والفن …

ابو نضال 

حقيبة اليوم الثقافية متنوعة تضم  :

1/ اصدار جديد لمحمد مستقيم

صدر حديثًا عن دار أكورا للنشر والتوزيع، طنجة، المغرب. بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل ـ قطاع الثقافة.
“الأفق الفينومينولوجي لإستطيقا الشعر والفكر” للباحث محمد ستقيم
*
ينشغل هذا الكتاب بمسألة الجوار بين التأمل الفلسفي والكلمة الشعرية من منطلق رؤية فينومينولوجية تسعى إلى رصد التقارب بين قضايا الكينونة وتجارب الفن الإنساني العميقة ، حيث يتحول الشعر إلى سؤال أنطولوجيا يتجاوز كون الكلمة الشعرية نظما وإيقاعا إلى وظيفة أرقى وهي تسمية الوجود والكشف عن جوهره عبر اللغة. إنه العشق المضاد للنسيان والذي يخط تاريخه باستمرار بعيدا عن تاريخ النسق وديكتاتورية الحضور. في هذا العشق المزدوج حيث نقطة التقاطع السرية بين ضفتي الفكر والشعر من خلال فيلسوف الكينونة “مارتان هيدجر” الذي مافتىء يحتفل في كتاباته الأنطولوجية العميقة بالفلاسفة السابقين على سقراط والمعروفين بالحكماء أو الفلاسفة الطبيعيين. فهم عند صاحب “الكينونة والزمان” المفكرون الأصليون الذين أحسوا بالوجود و ارتبطوا بفجره الشعري الأصيل وسؤاله الأعمق حول معنى الكينونة، وصولا إلى شعراء الكينونة في العصور الحديثة والمعاصرة أمثال ريلكه وتراكل وهولدرلين الذين أدركوا حقيقة الكون حين مسوا منابع الوجود بطرحهم السؤال الأساس والأقدم في الفكر الإنساني وعلمونا كيف نقيم بالقرب من هذه المنابع الحقيقية والإنصات إلى ذبذباتها العميقة
يتميز هذا المخطوط بالتحليل الفلسفي وجمالية لغوية تسترشد بالتجارب الفنية التي تميزت بأساليب فنية تقرب علاقة الجوار هاته بين الفكر والشعر.

2/  بورتري (منقول)

في الذكرى 91 لميلاد “فهد بلان

راى النور يوم 22 مارس سنة : 1933 –  في السويداء بسوريا  

– فهد بلان : ولد في 22 مارس 1933 – توفي 24 ديسمبر 1997، (64 سنة).
– ولد في السويداء بسوريا، وغادر مع والدته القرية… عمل في كثير من الأعمال، منها مرافق سائق حافلة.
– اشترك في مسابقة فنيّة وأدى أغنية الفنان الكبير فريد الأطرش (تطلع يا قمر بالليل) ونجح بشكل كبير.
– بعد ذلك تقدم إلى الإذاعة السورية وعمل في كورال الإذاعة إلى أن قدم أغنيته الأولى مع المطربة سحر (آه يا قليبي) وبعدها (آه يا غزال الرُّبى).

– تعرّف على الملحن والأب الموسيقي للمطربين السوريين عبد الفتاح سكّر الذي لحن له مجموعة من الأغاني الشهيرة مثل “واشرح لها”، و”جسّ الطبيب”، و”لاركب حدك يالماتور”، و” تحت التفاحة”، و”يا عيني لا تدمعي”، و”هالأكحل العينين”، و”يا سالمة” و”يا ساحر العينين” و”يا بنات المكلا”.

– ويعتبر عبد الفتاح سكر وراء نجومية المطرب فهد بلان، فبفضله أصبح “صاروخاً فنياً” استطاع أن يصل النجومية بسرعة كبيرة. وأصبح أحد المطربين المميّزين في سوريا وقدم في الإذاعة السورية الكثير من الأغاني.

– ومن الجدير بالذكر أنه سافر إلى مصر حاملا معه الأغاني التالية، والتي كانت مسجلة في إذاعة دمشق : الموتور، واشرح لها، آه يا قليبي، يا سالمة، ألفين سلام.

– حقق في القاهرة نجاحا منقطع النظير، مع العلم بأن عمالقة الفن العربي كانوا آنذاك جميعهم على قيد الحياة، حتى أصبح (في فترة قصيرة) يُعد أحد المطربين العشرة الأوائل في العالم العربي.
– ومن أبرز أفلامه : ليالي الشرق، حبيبة الكل، أفراح الشباب…

# أسامة الراعي #

ثالثا : شعر و زجل 

قصيدة :اتركني أرحل يا صديقي للشاعرة ربيعة الرحالي “مامينا”

اتركني أرحل يا صديقي
فأنا ماض ابحث عن وطن
اتركني أرحل
فقد ضاق بي المكان
قد اغترب الزمان
قد ضاع الوالد و الوليد
اتركني
فالظلام يأبى الاندثار
و النور ما فتئ يحجبه الغمام
أم ربما دخان
تطاول في عنان السماء
ريحه تخنقني
تقتلني كل يوم ألف مرة
اتركني
أشتاق لحارتي و أمي
لرغيف سخن و رشفة ماء
لتمرة اقسمها مع الأصدقاء
فتتعالى ضحكاتنا في ضوء القمر
يا صديقي
احترق الزرع و مات البعير
لوثت مائي سموم الحروب
اختلط بالعرق
اختلط بالدم
هان العرق و الدم
ليرويا حرثي
فيصبح مذاق خبزي موت
ريحه موت
لونه موت
فسكن الموت أزقتي
فاتركني يا صديقي
أبحث لي عن موطن بديل
ابني غدي على حطام أمسي
لربما يصبح مائي سلسبيلا
دعني أرحل
فهويتي ضاعت في وطني
تغير ليلي
تغير يومي
تغير كل ما حولي
فاتركني
من قرفي مما أرى وأسمع: ربيعة الرحالي رونارد

قصيدة زجلية للشاعرة بديعة القضيوي الادريسي

بعنوان: كيتي عليك يا لبلاد

كيتي وكيتي عليك يا لبلاد
دخل ليك من والى
حگروك وعمروك ببوزبال
بيع ويشري فيك وكال الغلة
نهار بغى المصلحة حلى اللسان
ؤ ملى قضاها فرتح يا فرتلان
غبر ؤ ما بقى بان
وليتي فين ما صديتي
الزبل بالعرام
أح عليك يالجديدة
كنت وريدا.. زهرة معطرة
ودبا نعيك يابلادي
نعدد عليك لي ربيعك
جا فصلو ذبان
وزهرو ريحو غضبان

قصيدة زجلية  للشاعرة سناء يماني بعنوان “انا مدينة الجديدة”

انا مدينة الجديدة
ذات المجد العريق
تسجلت في كتب التاريخ
قاومت وناضلت
بقيت راكزة ما بغيت نطيح
في الأخير وليت
نبكي ونصيح
قلعو الشجر
حطو في بلاصتو نخل
قتلو لورد
حتى مشات ريحة
البحر والزهر
وحتى رملة لبحر
ولات كلها حجر
والطرقان ولات كلها
حفاري وغيران
صبحت نغوت ونادي
واااافينكم أولاد بلادي
بغيت منكم ليوم الحل
آش هاذ العفن والقهرة
من بين المدن وليت عايشة
في الحݣرة
رجعو لتاريخ
تعرفو كيف كنت وكي وليت
مدن تحزمات بمجادل لحرير
ونا حزمتوني بالقزدير
علاش أوليداتي خنتو بيا
ليوم خاصكم ديرو لحمية
باش تنصفوني
داويو ضري والهم لي بيا
نرجع ليكم ورد
تشوفوني تفرحو
تشموني كل صباح وعشية
سناء يماني

قصيدة لشيخ لزجالين : الغوتي المفتقر  بعنوان: كركرت البرادة

سيجد القارئ اماكن حروف فارغة . و هو حرف واحد “الكاف بثلاث نقط”

گرگرت البرادة
لا گاع لا عراوي
ما خرجت عل العادة
جوج فام واحد يكب و واحد داوي
گراب السوق طاحت ليه السومة
بلا ناقوس ما بقا ساوي
السلعة ملمومة
و السوق عمر بالخاوي
سلعة النفوس المهمومة
ما يكيلها غير لي هو راوي
الموسم عمر بالبوهالي و الهداوي
السلعة معلومة
مجمر و جاوي
و الفم لي يگول حشومة
ما تعرف مولاه اش ناوي
يكسكس على ارنب و ارنب في الدومة
گلبو يزدح عل الخلعة كاوي
الغدير ناشف و المطفية مردومة
دعوة على دعوة و كترو الدعاوي
الطريق المرسومة سارت ملغومة
حرايفي و هاوي
و ريحة الخوف صباح و عشية مشمومة
من كثرة البلاوي
گرگرت البرادة و الزمان گر
هدا يگول شا و لاخر يگول خر
الخف في الريش
و بالريش الطير فر
گرگرت و گرت بالسر
ولد موكة دا بنت النسر
و بوعميرة تحسب طير حر
شحال من كرش جيعانة
تبات تلوا حر و سمر
و شحال من كرش شبعانة
تبات كتجر
رزق شي في شي
و لي شاف شي يگول الله يستر
كثر الكلام و كثرت الهظرة
و ما نبت لينا زهر من قلب صخر
ما تشافى لينا عليل بكلام خاوي
ايمتا يا ربي الجافة تولي خضرة
و كرمها يعطي الثمر
و يرجع لينا الوقت مساوي
ايمتا المسكين يتجر و يكسب الدار
و يولي حتى هو بكلام المعنى داوي
دار علينا الزمان دار
و لا كلام بقى غير كلام العار
الكبير و الصغير بيه راوي

الغوتي المفتقر الدغوغي.

رابعا : ادب القصة 

محمد الدحان:رحلة في الصحراء ……. 

الجزائر أخيرا ، والإنطلاقة من خاصرتها … من المنطقة الحدودية الثلاثية … ليبيا .. تونس .. الجزائر … علينا أن نتابع طريقنا مباشرة ، فأمامنا طريق طويل ينتظرنا ، المساء قد حل الآن ، والغروب على وشك أن يداهمنا ، أنظر إلى ذلك السائق بجواري فأرى الحزم والجدية على وجهه ، لا بد أنه سائق متمرس ومحترف … قلت في نفسي وأنا أحاول أن أقرأه قليلا ، فالرجل قليل الكلام ، وعادته الوحيدة هي وضع يد فوق المقود والأخرى فوق ذقنه ، يمسح بها على لحيته نزولا مع قلة شعرها ، بينما الجميع في المقاعد الخلفية في غاية السعادة والفرح ، فلقاء الوطن يشغلنا عن كل شيء عداه الآن ، ولا كلام هنا يعلو فوق كلام الغربة والشوق والحنين للوطن … كنا نتحدث عن عملنا ، وعن مغامراتنا في ليبيا ، وعن أية قصة تحمل بعض التشويق لهدر الوقت وإبعاد الملل .

أظلم الليل ونال منا الجوع الآن … كنا نتوقع أن نجد قرية أو مدينة أو حتى مقهى في طريقنا ، لكن الطريق كان حقا خاليا من أي بناء ، ولا نرى منه إلا ما تتسلط عليه أنوار السيارة … فجأة بدأت السيارة تهتز وتتمايل بقوة وعنف وخرجت عن الطريق ، فسمعنا قرقعة شديدة تحتها قبل أن تتوقفت بعدها ، لم تكن السيارة الأخرى أفضل حالا من سيارتنا ، وقد نالهم ما نالنا هم أيضا وتوقفوا بدورهم خلفنا ، فنزلنا بسرعة نفحص السيارتين لندرك في النهاية أنهما لم تصابا بسوء … نظرنا إلى الطريق فإذا هو حفر عميقة متلاصقة من المستحيل أن تتفاذاها بالسيارة مهما حاولت ، وهذا الأمر يعني شيئا واحدا بالنسبة لأي سائق ، أن تتوقف عند كل حفرة وتتجاوزها واحدة واحدة ، وأية محاولة للسير فوقها بسرعة تعني عطلا في السيارة ، وقد تتحطم قطعها فنعلق في هذه الصحراء القاحلة التي لا نعلم عنها شيئا ونجهل موقعنا فيها الآن … سألت السائق إن كان باقي الطريق الذي أمامنا على نفس الحالة ، ليجيبني أنه لا يعلم ، ما يعني أنه كذب علينا منذ البداية حين أخبرنا أنه سبق له أن سلكه ، وأنه في الحقيقة لم يسبق له أن مر منه من قبل .

مضى وقت طويل قبل أن نتابع رحلتنا ، وقد ساد الصمت داخل السيارة ، وبلغ غضبنا من السائقين ذروته ونحن نرى الطريق أمامنا كله حفر ومطبات اضطررنا أن نمشي فوقها ببطء شديد كالسلحفاة ، ونتوقف بعد كل بضعة أمتار لنتفادى بعض الحفر التي كانت أعمق من غيرها ، ولا نعلم حقا متى تحين نهاية هذه المحنة ……………

بعد أكثر من ثلاث ساعات لم يتغير شيء في الطريق ، الحفر منتشرة في كل مكان وتزداد عمقا واتساعا ، نحن نتضور جوعا ، ولا شيء معنا يأكل سوى بعض القناني الممتلئة بالماء … رباه …..!! ….. كم علينا ان نتحمل هذا الجوع وهذه الطريق بعد …. !؟… ومتى ينتهي كابوس الحفر هذا …؟؟…

مضى أكثر من ثلثي الليل ولا يزال حالنا مع الطريق كما بدأ ، فجأة لاحت لنا أضواء إلى يميننا ، فعلت الفرحة وجوهنا وكأننا شاهدنا واحة في قلب الصحراء .. ركنا سياراتنا بجانب بناء مهترء وقديم ، كان عبارة عن براكة كبيرة من القزدير ، لكن بحجم بيت … دخلناها ، فإذا نحن داخل محل بدائي لبيع المواد الغذائية ، ودون مقدمات طلبنا من صاحبه أن يقدم لنا أي شيء يأكل ، ليخبرنا أنه لا يوجد لديه سوى علب السردين وبعض الخبز … علب سردين وخبز .. الآن تبدو لنا كخروف مشوي على نار هادئة … ملأت بطن الخبزة بقطع السردين ، وفعل رفاقي مثلي ، وطلبت مشروب كولا ، وكم كانت دهشتي عظيمة حين رأيت صاحب المحل ينظر إلي باستغراب وقد ارتسمت ابتسامة ماكرة على وجهه وهو يقول : … وهل تظن نفسك في المغرب لتطلب مثل هذا المشروب ….؟! …. قلت مستغربا : …. هل تقصد أنه لا يوجد عندكم مثل هذه المشروبات ….. ؟؟ …. فأجاب بالنفي ، وسحب من خلفه علبة معدنية مستديرة متوسطة الحجم وبقر وجهها بمفتاح كبير وناولني إياها … قلت ما هذا …..؟؟…… قال مشروب جزائري …. لم يكن عليه أي غلاف أو علامة تجارية وكأنه يصنعه بنفسه … سحبت منه رشفة خفيفة لأتذوقه ، ثم قذفت به أمامه على الطاولة ، كان مذاقه غريبا ومقرفا حقا ولا يحتمل … نظرنا إلى بعضنا باستغراب وتناولنا سندويشاتنا جافة .

قد أصبحنا الآن تائهين في هذه الصحراء ، ولا نعلم حقا طريق وجهتنا ، أو كيف ستكون نهاية رحلتنا .

يتبع …….

محمد الدحان ……

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى