المستنقع الشرق أوسطي… آخر حروب الغرب
ابو ايوب
كل المؤشرات تدل على إستحالة انتصار اسرائيل في الحرب على غزة في ظل التطورات المتسارعة القوية على اكثر من جبهة ، خسائر بشرية في تصاعد مستمر و في العتاد بالجملة لم يسلم منها سلاح الجو و ليس آخرها مروحية اباتشي من الطراز الحديث… و القادم صادم سواء على الصعيد العسكري و ما ينتج عنه من تداعيات خطيرة على تماسك المجتمع الاسرائيلي ..و ما يرتبط كذلك بمجمل العلاقات الإسرائيلية مع المنظومة الغربية، خاصة على ضوء صدور حكم محكمة العدل الدولية يدين اسرائيل بسبب الفضائع التي ارتكبتها ضد الفلسطينيين
حكم لجم بشكل من الاشكال تمادي الغرب الداعي لثقافة حقوق الانسان و نشر الديموقراطية و محاربة الارهاب …. في دعمه القوي لاسرائيل…دعم لقي مقاومة عنيدة صامدة طالت جغرافية المنطقة لم تكشف بعد عن مفاجئاتها…فما عساها فاعلة ؟
* اليوم الاحد 28 يناير 2024 ، البنتاغون الامريكي يعلن عن مقتل ثلاثة جنود امريكيين و جرح 25 آخرين على اثر استهداف قاعدة التنف بمسيرة لم يكشف عن مصدرها متوعدا برد قاس …ما حدث شكل صدمة للرئيس بايدن و كبار القادة العسكريين…
بعد ساعات من الارباك و التخبط تم الاعلان عن ارتفاع عدد الجرحى الى 36 جندي دون الإشارة إلى رتبهم العسكرية ، و في مثل هكذا حالة من المرجح الأكيد ان يكون من بين الجنود من جروحهم خطيرة ، و هذا بالضرورة ما يحيل قطعا الى ارتفاع عدد القتلى …ضربة تعد بكل المقاييس موجعة اربكت كل حسابات الوكيل” اسرائيل” و الاصيل ” الغرب الداعم” ..
* نفس اليوم الاحد ، المقاومة الإسلامية بالعراق تصدر بيانا تعلن من خلاله عن استهدافها لثلاثة قواعد عسكرية أمريكية بالمسيرات داخل سوريا ، من بينها قاعدة التنف جنوب شرق سوريا على الحدود مع الأردن و العراق ، و قاعدة بحرية اسرائيلية بالساحل المتوسطي ردا على المجازر ضد اخوانهم الفلسطينيين بغزة و الضفة ، متوعدة بمفاجئات لا تخطر على بال الاصيل و الوكيل…
بعد البيان بوقت وجيز ، اعلن البنتاغون عن فتح تحقيق عن فشل منظومة الدفاع الجوي بالقاعدة الأمريكية شمال الاردن في الكشف و اعتراض المسيرة العراقية ، متهما في نفس الوقت ايران بدعمها و تسليحها للمقاومة الإسلامية بالمنطقة في إشارة للعراق و اليمن و لبنان و فلسطين …
* حالة الارتباك هذه دفعت بأمريكا الى التوجه نحو الصين طالبة منها ممارسة ضغوط على ايران للحد من تسليحها فصائل المقاومة ، رغم علمها بالعلاقات المتميزة جدا التي تجمع الصين بالجمهورية الإسلامية و الموقف الصيني المساند و الداعم القضية الفلسطينية ، و حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ..
بالتالي الموقف الصيني المشرف هذا ، فضلا عن اعلانها تجميد جميع تعاملاتها التجارية مع اسرائيل ، ساهم بشكل كبير في استثناء سفن الشحن الصينية من هجومات انصار الله ( الحوثيون) بالبحرين العربي و الاحمر و خليج عدن و باب المنذب في اتجاه قناة السويس شمالا ، في الوقت الذي يستهدفون السفن الامريكية أو التي تتعامل مع اسرائيل و ليس آخرها إصابة دقيقة بصاروخ استهدف ناقلة نفط بريطانية قبل يومين..
وهم اليوم يعلنون بأن الرد على الهجمات الأمريكية البريطانية قادم و سيطال كل القواعد الغربية بالمنطقة ، هي اذن إشارة واضحة بأن بنك الاهداف يشمل القواعد الامريكية البريطانية بالامارات و البحرين الخاصرة الرخوة لهذا التواجد ، تلميح صريح أشار إليه مصدر يمني بقوله ان صاروخ بركان 2 كاف لمحو مملكة البحرين و القاعدة الأمريكية من الوجود…
* أمس السبت 27 يناير 2024 ، حزب الله اللبناني يعلن عن تدمير قاعدة عسكرية للتجسس و الحرب الإلكترونية و جمع المعلومات بواسطة صاروخ في العمق الشمالي لاسرائيل ، الأمر يتعلق بصاروخ صنع ايراني نوعي دقيق الاصابة موجه و متحكم فيه من بعد لم يستعمل من قبل برأس قوي الانفجار زنة 50 كلغ ..
اسرائيل اعترفت و توعدت لكنها لم تشر الى فشل القبة الحديدية في كشف الصاروخ و اعتراضه و إسقاطه قبل وصوله لهدفه …! امر يدعو للسخرية و الاستهجان بأقوى جيش في الشرق الاوسط كما روجوا له ..كما تجدر الإشارة إلى أن حزب الله اللبناني دخل المعركة منذ اليوم الموالي لطوفان الاقصى ، و لا زال حتى حدود الساعة يكبدها خسائر ثقيلة و يقدم شهداء دعما للمقاومة الفلسطينية غير عابئ بتهديدها و لا بوعيدها ، بل هو من يتحكم في وثيرة العمليات الحربية و التوقيت و نوعية الاهداف المنتقاة …
الآن توضحت الرؤيا و انكشف الغباء الامريكي بالواضح عندما استدرجت إدارة بايدن للمستنقع الشرق الأوسطي …حرب لم تعهدها منذ الحرب العالمية الثانية…
حرب كشفت عورتها و لطخت صورتها امام العالم كما ابانت عن ضعفها و عدم قدرتها على إدارة الأزمات العالمية المستعصية ، بالتالي دخلت منعطفا خطيرا يمثل تهديدا قاتلا لريادتها و ثقلها على الساحة الدولية …
اصطفافها الاعمى وراء اسرائيل جعل منها أضحوكة الزمكان الحالي ، مقابل مقاومة اسلامية عنيدة حيث انصهر المد السني و الشيعي في سابقة هي الأولى من نوعها في التاريخ الاسلامي العربي الحديث…و حيث امتزج الدم بين الفلسطيني السني و الحوثي الشيعي و السني و الشيعي العراقي و الوان الطيف اللبناني سنة و شيعة و مسيحيين…نصرة لفلسطين و الاقصى عنوان الحرب الطاحنة اليوم …
حرب بتكتيك الكلاب البرية الافريقية في رحلتها للصيد …عض من هنا و قضم من هناك و مضغ بين الفينة و الأخرى بهدف استنزاف قوة الطريدة و من بعد الابتلاع…هذا حال امريكا و بريطانيا و وضعهما اليوم لا تحسدان و لا مأسوف عليه…و كلاهما و فرنسا معهما الى مزبلة التاريخ اصبحت حقيقة لا يتناطح حولها عنزان …قاب قوسين و أدنى و ما هي الا مسألة وقت فقط قبل انطلاق صافرة الوداع و انتصار الحق الموعود…
أما الشامتون المتخاذلون من دواب موسى المتقاعسون الخنع الركع…ابشروا يا قوم العربان الخانعة ، الراضعة ثدي سفرديم و ابخناز اوروبا و امريكا …و بنو النضير و بنو قريضة الخليج…عقرب الساعة الآن و ما اكثر العقارب اليوم …تشير الى نهاية الزمن العربي الثاني بزعامة سعودية بعدما كان الاول مصريا بزعامة ناصر القومية …كما تشير الى بداية انعزالية و تقوقع امبراطورية مورغان على الداخل …داخل يتموج بين الارهاب الابيض و محاولات انفصال الجنوب …ما يحدث اليوم بتكساس حيث حقول الذهب الاسود و الذهب الابيض خير مثال على بداية تفكك النظام الرأسمالي الليبرالي المتوحش الذي يقوده العم سام …
باي باي ماما امريكا قلتها سابقا و لا زلت اعتقد بها و أومن بها حد ايماني ب : لكل شيء اذا ما تم نقصان…فلا يغر بطيب العيش انسان…أو لو دامت لغيرك لما وصلتك …تحياتي و مودتي للجميع دون استثناء …